"مطهّر ومناديل مبللة وجِل".. أسلحة أولياء الأمور لمكافحة انتشار العدوى

 
«مكافحة العدوى» مصطلح يشير إلى عدة احتياطات يجب اتباعها لتقليل فرص الإصابة بالفيروسات بشكل عام، ومع انتشار فيروس «كورونا» المستجد فى عدد كبير من الدول، سارع المواطنون بالتوجه لشراء الأدوات المطهرة من الصيدليات ومحلات بيع المنظفات، ما أحدث حالة رواج كبيرة لتلك المنتجات، ما دفع محلات منتجات النظافة لزيادة كمية المعروض لمواجهة الطلب الكبير على الشراء.
 
وزادت حركة الإقبال على الكمامات والمنظفات بجميع أنواعها «ديتول وجيل»، مع بداية الفصل الدراسى الثانى، حيث حرص أولياء الأمور على توفير مستلزمات مكافحة العدوى لأطفالهم، مع التأكيد على استخدامها طوال اليوم الدراسى لتجنب الإصابة بأى أمراض معدية، بينما كانت الظاهرة الأبرز هى نقص الكمامات من الصيدليات وارتفاع ثمنها من جنيه واحد إلى 10 جنيهات فى بعض المناطق، رغم أنه لم تصدر حتى الآن إرشادات تطالب بارتداء الكمامة، خاصة أنه يمكن أن تكون مصدر عدوى للأطفال فى المدارس الذين يستبدلون الكمامات بينهم، كما أن ارتداء الكمامات أمر مخصص فقط عند مخالطة المرضى.
 
مستلزمات كثيرة، يحرص أولياء الأمور على اقتنائها ووضعها داخل حقائب أولادهم المدرسية، لكى تكون وسيلة لمكافحة انتشار العدوى، خاصة فى ظل حملات التوعية بمخاطر انتشار فيروس «كورونا»، إذ يخشون عليهم من الإصابة أثناء وجودهم داخل المدارس، وأكد عدد منهم أخذ جميع الاحتياطات لحماية أبنائهم من المرض، مشيرين إلى تحذيرهم الدائم للأطفال بعدم استخدام أدوات زملائهم، وغسيل اليد أكثر من مرة طوال اليوم، خاصة قبل تناول الطعام.
 
«مع بداية التيرم التانى، اشتريت لأولادى ديتول وكمامات، عشان خايفة عليهم من الإصابة بالفيروس».. بهذه الكلمات بدأت رشا سيد، ٣٢ عاماً، تقطن بمنطقة فيصل، طبيبة بشرية، وولى أمر لثلاثة طلاب بالصف السادس والرابع والثانى الابتدائى، بإحدى المدارس الخاصة بالمنطقة، تقول إنها لطبيعة عملها، علّمت أولادها الطريقة الصحيحة لغسيل الأيدى، بجانب شرائها صابونة «ديتول» لكل منهم، ومناديل مبللة، لتنظيف أيديهم طوال اليوم الدراسى. مضيفة: «الفيروس ممكن يتنقل للأولاد فى المدرسة من زمايلهم، عشان كده حبيت أوفر معاهم حاجات تحميهم، وتبعد عنهم احتمالية الإصابة».
 
وأوضحت «رشا» أنه فى بداية الدراسة بالفصل الثانى، أرسلت المدرسة «إيميل» رسمياً لجميع أولياء الأمور، ذكرت به عدة نصائح لكى يعملوا بها، حفاظاً على سلامة الطلاب: «الإيميل كان موجه لأولياء الأمور بس، لكن إحنا محتاجين إنهم يوعوا الطلاب، ويتكلموا معاهم عن المرض وطرق الوقاية منه، كمان محتاجين المدرسة توفر للطلاب صابون ومناديل يغسلوا بيهم إيديهم بين الحصص، وتعقم الفصول والأرضيات بمطهر طول الوقت».
 
وتقول غادة النوبى، ٣٤ عاماً، وإحدى سكان منطقة الهرم، أنه عند بداية الفصل الدراسى الثانى، كان هناك تخوف كبير لدى أولياء الأمور على أبنائهم، وذلك لسماعهم عن الفيروس، فقاموا بعمل جروب على «الواتس آب»، لتداول النصائح والاحتياطات، لكى يحموا أولادهم من الإصابة، مضيفة: «نصحت كل أولياء الأمور على الجروب إن أى طفل يكون عنده سخونية أو برد ما يروحش المدرسة، وإنهم يجيبوا لولادهم ديتول ووايبس». وأشارت «غادة» إلى أنها قامت بشراء نوع شهير من المطهرات الجِل لأبنائها، وأعطت كلاً منهم منشفة خاصة به، يستخدمها عند غسل يديه داخل المدرسة، وذلك على حد قولها: «نبّهت على ولادى إنهم يغسلوا إيديهم بين الحصص، ويستخدموا المطهر قبل الأكل».
 
لم تكتفِ «غادة» بالمطهر فقط، بل قامت بشراء مناديل مبللة لكل منهم، كى يطهروا بها مقاعدهم قبل الجلوس عليها، لضمان نظافتها من الأتربة: «الوايبس كمان مهم، لأنهم بينضفوا بيها الدسك بتاعهم، لأنه بيكون عليه تراب، ومش ضامنين مين قعد عليه قبلهم». وأنهت «غادة» حديثها: «بنحاول نعمل إللى نقدر عليه عشان نحافظ على صحة أولادنا، وربنا يستر ويعدى الشهور الأخيرة فى السنة دى على خير».
 
وتقول هبة علام، ٣٤ عاماً، ربة منزل، وإحدى سكان منطقة عين شمس، إنها قامت بشراء المطهر الجِل والمناديل المجففة لابنها، كى ينظف يديه طوال يومه الدراسى: «ابنى بيغسل إيده كل شوية، وهدومه بغسلها له كل يوم، والأكل بياخده من البيت، مش بخليه يشترى حاجة من برة»، مضيفة أنها حذرته من تناول الطعام أو الشراب من زملائه داخل الفصل، بالإضافة إلى منعه من القرب منهم، وأن يكون التعامل مع ذويه بالفصل عن بعد: «على قد ما أقدر بحاول أفهم ابنى بخطورة الفيروس، وإزاى يحافظ على نفسه ويطهر نفسه كل شوية». وأشارت «هبة» إلى الدور الذى تلعبه المدرسة فى هذه الفترة، إذ تقوم بتوعية الطلاب باستمرار، وبين كل حصة تطلب منهم الذهاب لغسيل الأيدى: «المدرسة موفرة الصابون والمناديل، ودايماً الحمامات نظيفة ودكتورة المدرسة على طول بتتكلم معاهم».
 
سالى محمد، ٣٦ عاماً، ربة منزل، وإحدى سكان منطقة حدائق الأهرام، وولى أمر لثلاثة طلاب، يدرسون بمراحل دراسية مختلفة، تقول: «جِبت لولادى صابون ديتول ياخدوه معاهم فى المدرسة، وكمان فى البيت توقفت عن استخدام الصابون العادى، وبقيت أستخدم الديتول سواء فى غسل الإيدين أو تنضيف البيت». وتابعت أنها لم تشترِ الكمامة لأولادها، لأنها سمعت أحد الأطباء على القنوات التليفزيونية يحذر من ارتدائها لإمكانية تسببها للإصابة بالأمراض، وذلك على حد قولها: «لما عرفت إن الكمامة مش صحية، بطلت أجيبها لولادى، والمدرسة كمان ما طلبتش منهم إنهم يلبسوها». وأنهت «سالى» حديثها: «محتاجين أن المدرسة تعمل حملات دورية للكشف على الطلاب، عشان لو حد عنده بدايات للفيروس يلحقوا يعزلوه عن باقى الطلاب».
 
فى حين يقول محمود الأنصارى، عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وعضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إن فيروس كورونا يسمى «كوفيد ١٩»، وينتقل عادةً لدى البشر من إنسان إلى آخر، فى أثناء فترة حضانة الفيروس التى تبلغ 14 يوماً، عبر الرذاذ الملوث، أو الأيدى الملوثة، أو الأسطح الملوثة بالفيروس، أما الوقت الذى يستغرقه «كوفيد 19» على الأسطح مثل مقابض الأبواب أو طاولات الأسرة فى المستشفيات أثبتت الدراسات الأخيرة منذ أيام، أنه يسكن الأسطح ٩ أيام، والمطهرات الكيميائية تقتله فى دقيقة واحدة.
 
وعن طرق الوقاية، أوضح «الأنصارى» أن منظمة الصحة العالمية توصى بعدة نصائح لتجنب العدوى، منها غسل اليدين جيداً، وتغطية الفم والأنف عند العطس أو الكحة، ويُفضل بمناديل ورقية وغسل اليدين بعدها لمنع انتشار الفيروس، بالإضافة إلى تجنب لمس العينين والأنف والفم حال ملامسة اليد لسطح يُرجح وجود الفيروس عليه، إذ يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجسم بهذه الطريقة.