كتب – روماني صبري 
 
قال الروائي والمفكر يوسف زيدان، أن ثمة فرق بين كلمتي  "جدل" و"جدال"، موضحا أن الجدل مدح وليس ذم، وهو اصطلاحا وفقا للقواميس، بمعنى حركة الذهن من فكرة إلى أخرى، وبحسب المفكر اليوناني "أفلاطون" هو انتقال الأفكار من عالم الحس إلى العالم المثالي."  
 
وأضاف"زيدان"، خلال حلوله ضيفا على الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج "التاسعة" المذاع عبر القناة الأولى المصرية، حركة الذهن بين الفكرة ونقيدها نسميها جدل، واللذين يهاجمون المفكرين يفتقدون الطرق المثلى في الحديث، مشيرا إلى أن (الجدل البيزنطي) عبارة عن مناقشات لاهوتية تمت في بيزنطة المعروفة حاليا باسم اسطنبول، وكان حول طبيعية "المسيح." 
 
موضحا :" الجدل البيزنطي كان السبب في انقسام الكنائس، ما أسفر عن مقتل الآلاف في الحروب الدينية التي انبثقت من هذا الجدل حول طبيعية المسيح." 
 
لا جدال مع هؤلاء 
لافتا :" كل ما أتيت على ذكره موجود في الكتب والمخطوطات، ولكن الكثير من البشر لا يلمون بهذه المعلومات كونهم عزفوا عن القراءة، عكسي حيث لطالما انكببت على قراءة مخطوطات العالم  دون كلل لجمع المعلومات ما يصب في مصلحة مجتمعي لتعم المعرفة، لذلك من المستحيل أن اقبل المفردات والمفاهيم خاطئة الدلالة وأخوض مع أصحابها معارك." 
 
بإعمال العقل يتقدم المجتمع 
وشدد :" أنا اطرح أفكار من شاء أن يعمل عقله وهو يقراها فليكن، ومن أبدى رضاءه بما يعتقده فهذا شانه، علما بأنه لا يمكن للفرد أو الجماعة أو الدولة إن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام إلا إذا تم أعمال العقل، كونه الذي يميزنا عن سائر مخلوقات الله الأخرى."
الثقافة في مصر بمأزق 
موضحا :" التفكير هو اللي بيفصل الإنسان عن باقي الحيوانات وبيحدد مستوى دولة عن دولة أخرى، الثقافة في مصر تعاني مشكلات كتيرة، ودورنا كمفكرين حاليا نوجه الشعب صوب مناطق الخلل حتى يصوب أفكاره ولغته، ومن شاء أن يقبل ذلك فليكن."  
 
الإسرائيليات وسيدنا يعقوب 
ولفت :" الإسرائيليات ليست على صلة مباشرة بدولة إسرائيل، هي جزء أساسي يمثل حضور التراث العربي العبراني داخل الذهن الإسلامي  ..عندما ظهر الإسلام، عرب الجزيرة لم يكن لديهم معارف سابقة وفقا للمؤرخين، كان لدى العرب قصص ومعالم وتصورات دخلت إلى التراث الإسلامي واعتمد عليها المفسرين والمحدثين وأنتجوا تفاسير وأخرجوا أحاديث عرفت بعد ذلك بالإسرائيليات تميزا لها ، وأشار إلى أن الصلة الوحيدة بين الإسرائيليات وإسرائيل، هو سيدنا يعقوب." 
 
لم يكن للعرب تاريخ قبل ابن خلدون 
وشدد الروائي والمفكر يوسف زيدان على أن العالم العربي "ابن خلدون "، شخصية عظيمة، ولم يكن للعرب تاريخ قبله، موضحا :" الكلام اللي بقوله ده صح وهاتولي مصحف احلف عليه لأننا منقدرش نثق في الروايات التاريخية اللي اتكتبت قبله." 
 
موضحا :" بحسب كتب ابن خلدون الإسرائيليات مش مؤامرة لتدمير الدين الإسلامي، لان العرب مكنش عندهم معرفة بل إدمان للعودة إلى كتب الماضي."  
 
الخلافة وهم 
وشدد :" العالم العربي لن يتقدم طالما يزخر بمن يتصارعون على الخلافة، واصفا إياها بـ"الوهم"، و"الخرافة"، و""الكلام الفاضي"، والتي لا تمت بالدين بصلة، موضحا العرب الأوائل مزجوا النصوص القرآنية  بالتفاسير  رغم أنها تفاسير ليست مقدسة لأنها من صنع بشر." 
 
 

26-2-2020 from mk Magazine on Vimeo.