بقلم : د . مجدى شحاته
بدون أدنى مبالغة أو تهويل يقف المصريون أمام حزمة من الانجازات والمشروعات القومية العملاقة غير المسبوقة فى كافة المجالات ، لم تشهدها مصر فى أى عصر من العصور .
 
وهنا يحملنى ضميرى الى ضرورة توجيه اللوم الشديد الى الاعلام المصرى خاصة القنوات الفضائية لعدم امكانية نقل الصورة كاملة ، او تصليت الضوء بأمانة ودقة على تلك الانجازات العملاقة التى تم انجازها فى السنوات التى أعقبت ثورة 30 يونيو  والتى يصعب  تحقيقها الا فى عشرات السنين . فى نفس الوقت الذى يعود فيه الامن والهدوء والاستقرار فى الشارع المصرى ، حيث تقوم القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الشجعان بتطهير
 
سيناء من فلول الارهابيين .
 
اليوم تسير البلاد بخطوات واسعة وثابتة نحو البناء والتنمية .
 
واستعادة  مصر دورها الريادى العربى والاقليمى والدولى بكل الثقة واليقين لتبقى مصر دائما دولة محورية رائدة فى المنطقة والعالم .
 
من منطلق مهنتى وخبرتى فى البحث العلمى فى مجال الانتاج الزراعى بجامعة الاسكندرية وبالتحديد فى الانتاج الحيوانى ، بجانب عضويتى السابقة فى اللجنة العليا للتخطيط الشامل لمحافظة الاسكندرية لعام 2000 . يمكن لى أن أقرر بكل الثقة واليقين ، ان مصر تشهد حاليا نهضة زراعية غير مسبوقة لم تشهدها البلاد من قبل ، وذلك بغرض سد الفجوة الغذاية الى تعانى منها البلاد منذ عشرات السنين ، فى نفس الوقت لمواجة النمو المتزايد و المضطرد فى عدد السكان ، حيث تعتبر معدل الزيادة السكانية فى مصر من أعلى المعدلات فى العالم !!  مصر تشهد الان انطلاقة جبارة لتحقيق العديد من المشروعات القومية العملاقة ، فى كافة مجالاات الانتاج الزراعى والانتاج الحيوانى والسمكى والداجنى .
 
ومن الجدير بالذكر ان تلك المشروعات بدأت تطرح منتجاتها فىالاسواق فى كافة انحاء البلاد . وفيما يلى مجرد لمحة عن الخطوط العريضة للنهضة الزراعية التى تشهدها مصر الان :
 
  هناك مشروع لأستصلاح  وزراعة مليون ونصف مليون فدان ، كمرحلة اولى لأستصلاح اربعة ملايين فدان بتكلفة تصل الى 60 مليار جنيه . ويشمل المشروع 13 منطقة فى ثمان محافظات وذلك بغرض بناء مجتمعات عمرانية جديدة  قائمة على الانتاج الزراعى .
 
وقد انطلقت الشرارة الاولى لهذا المشروع القومى فى ديسمبر 2015 ، وكان أول محصول من القمح فى منطقة واحة الفرافرة فى سهل بركة  بالوادى الجديد .
 
ترافق هذا المشروع مع افتتاح صوامع مطورة لتخزين القمح والغلال فى صعيد مصر فى محافظات بنى سويف وأسوان وكذلك فى ميناء دمياط ومنطقة المراشدة .
 
كذلك تم تدشين أكبر مشروع للزراعة المحمية أى الصوب الزراعية ، والذى يشمل اقامة 100 ألف صوبة ، ليمثل أكبر مشروع من نوعه فى العالم .
 
ومن الجدير بالذكر ان مشروع الصوب الزراعية يفتح المجال أمام 250 ألف فرصة عمل . والمعروف بأن انتاج تلك الصوب يوازى انتاج مليون فدان من الزراعة التقليدية . كما ان هذا النوع من الزراعات المحمية تستخدم 40% فقط من مياه الرى مقارنة  
 
للزراعة التقليدية . ويتم استخدام المبيدات والتسميد العضوى الغيرضار للمستهلك . وقد بدأت بشاير الانتاج تظهر فى الاسواق والدراسات تؤكد بأن المشروع سيقوم بتلبية احتياجات السوق المحلى ، ويكون هناك فائض للتصدير للخارج وبالتالى الحصول على مزيد من العملة الحرة .
 
من ناحية الانتاج السمكى ، تقوم الدولة بتنفيذ أكبر المشاريع فى الشرق لأنشاء المزارع السمكية .
 
مع وضع استيراتيجية متكاملة للنهوض بالثروة السمكية من خلال المزارع السمكية  حيث تعتبر مصر على المستوى الافريقى ، الدولة الاولى فى الاستزراع السمكى ويصل انتاجها لأكثر من نصف انتاج أفريقيا كلها .
 
كم تحتل المركز الثامن على المستوى العالمى فى الاستزراع السمكى .
 
ويمكن ان نقول ان الانتاج السمكى تضاعف عدة مرات من 220 ألف طن سنويا قبل نحو عقد من الزمان ، الى مليون و400 ألف طن سنويا فى الوقت الحالى .
 
وهى طفرة لم تحدث فى اى مجال آخر فى مجالات الانتاج الزراعى .
 
وأيضا من المشاريع العملاقة فى مجال الانتاج الحيوانى ، مشروع تربية مليون رأس ماشية يتم استيرادها بغرض تربيتها  لانتاج  اللحوم والالبان ومنتجاتها  بكميات كبيرة تسهم فى تقليص الفجوة الغذائية وتعويض النقص فى البروتين الحيوانى .
 
وجارى تنفيذ المشروع بتكليف من السيد رئيس الجمهورية  لوزارة الزراعة والقوات المسلحة وصندوق التأمين على الماشية  ، يرافق المشروع الضخم اعداد المجازر الآلية ومصانع الاعلاف اللازمة .
 
لاشك ان مصر تشهد طفرة هائلة لم تشهد ها البلاد من قبل  فى مجال استصلاح الاراضى  والانتاج النباتى والحيوانى والسمكى  بغرض سد الفجوة الغذائية الحالية ومواجه الزيادة السكانية مع تصدير الفائض للسوق العالمى خاصة من الخضروات والفاكهة والاسماك .