كتب : نادر شكرى
أحتفل أقباط محافظة الأقصر، بعيد القديس الأنبا متاؤس الفاخوري، بمقر الدير بمنطقة جبل أصفون بإسنا، بحضور الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان والمشرف البابوي للدير وعدد من الآباء الكهنة ومجمع رهبان الدير.
 
وقال أبرام عادل المنسق الأعلامي لاحتفالات الدير،تضمنت الاحتفالات، أداء صلوات رفع بخور عشية وتطيب رفات القديس الموجودة بالمقصورة الخشبية بجوار مدخل الحصن الأثري ،وزفة رفات القديس  والطواف به بداخل وخارج الدير الأثري 
 
 ،وقاد صباح يوم الثلاثاء الأنبا متاؤس المشرف البابوي للدير قداس عيد نياحة القديس بديره غرب مدينة إسنا بمحافظة الأقصر وشاركه نيافة الأنبا يواقيم الأسقف العام لإسنا وأرمنت وعدد من الآباء الكهنة من الأيبارشيات والأديرة المجاورة .
 
وتوافد المئات من الأقباط من المحافظات والقري المجاورة على الدير غرب محافظة الأقصر للإحتفال بذكرى نياحة القديس الأنبا متاؤس الفاخوري وسط حضور شعبي كبير من رجال الكنيسة والأقباط من جميع المحافظات.
 
والجدير بالذكر أنه في 21-11-2013م أجتمع المجمع المقدس برئاسة البابا الأنبا تاوضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وتم الإعتراف بدير الأنبا متاؤس الفاخورى بجبل أصفون بإسنا. وتنصيب نيافة الأنبا متاؤس،أسقف ورئيس دير السريان العامر، للإشراف على دير الفاخوري .
وبحسب الكتاب التاريخي للكنيسة القبطية (السنكسار)، خصصت الكنيسة القبطية اليوم السابع من شهر كيهك من كل عام قبطي، الإحتفال بذكري نياحة القديس .
 
وُلِدَ هذا القديس من أبوين مسيحيين، وكان والده يشتغل بصناعة الفخار وقد رباياه علي حب التقوي والفضيلة، وكان منذ شبابه المبكر يتردد على الأديرة ويتعلم الحياة الروحية من الرهبان.
 
واشتاق إلى حياة الرهبنة، فذهب إلى أحد أديرة القديس باخوميوس القريبة من إسنا، وطلب من الأب مرقس رئيس الدير أن يقبله تحت إرشاده. فَقبِلَهُ، وبعد قليل ألبسه إسكيم الرهبنة.
 
بدأ الراهب متاؤس حياته الرهبانية بجهادات نسكية قوية، وكان محباً للصلاة والوحدة، فعمل لنفسه مغارة بجبل أصفون بالقرب من الدير وانفرد فيها عابداً مصلياً.
 
بعد نياحة الأب مرقس اختار الرهبان الأب متاؤس ليكون أباً ورئيساً للدير. ولما تقلد هذه المسئولية، قام بمهام عمله خير قيام وعمّر كثيراً في الدير حتى تسمَّى هذا الدير باسمه بعد نياحته، ودُفن جسده فيه. وقد ذكر المقريزي هذا الدير بقوله: " يوجد بأصفون دير كبير ورهبانه معروفون بالعلم والمهارة وهو من أديرة الصعيد الآيلة للاندثار بعد كثرة عمارتها ووفرة أعداد رهبانها ".
 
وبجانب النهضة الرهبانية والعمرانية الضخمة التي قام بها الأب متاؤس في ديره فقد منحه الله مواهب كثيرة مثل شفاء الأمراض وإخراج الشياطين وإقامة الموتى وعلم الغيب حتى ذاع صيت قداسته في كل البلاد المحيطة. وقد بلغ من قداسة هذا الأب أن الوحوش كانت تأنس إليه وتتناول طعامها من يديه. ولما أكمل سعيه الطاهر تنيَّح بسلام. وما زال جسده موجوداً حتي الأن في مقصورة خشبية جميلة صغيرة خاصة بجوار مدخل حصن الدير القديم.