كتب – روماني صبري 

 قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده تلقت رسائل من المملكة العربية السعودية عبر دول عدة بينها العراق، مشيرا إلى أن الخلافات بين الدولتين قابلة للحل عبر الحوار إذا كانت الرياض مستعدة لذلك، وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن يتوصل الحوار مع الإمارات العربية المتحدة ودول المنطقة إلى تحقيق الاستقرار .
 
 تصريحات روحاني تزامنت مع صفقة كبيرة لتبادل الأسرى بين السعودية والحوثيين في اليمن ما يمكن أن يفهم منه على أن اليمن من بين المفاتيح الممكنة التي قد تمهد الطريق أمام حوار وتفاهم  بين الرياض واليمن ينزع فتيل التوتر في المنطقة .
 
وسلط برنامج "اسأل أكثر" المذاع عبر فضائية روسيا اليوم، الضوء على هذه الرسائل وهل يمكن أن تكون بوادر تقارب سعودي إيراني بعد حديث روحاني عن تلقي بلاده رسائل من السعودية؟.
 
بروتوكول علاقات دولية 
 وقال دكتور "سالم اليامي" الكاتب والمحلل السياسي، أن هناك خطأ في تحليل ماهية الرسائل التي بعثت بها السعودية لإيران، حيث يعد تلقي الرسائل جزء من طبيعية العلاقات الدولية." 
 
وتابع :" من الممكن أن تكون هذه الرسائل ايجابية أو سلبية أو رسالة تطلب فيها الدولة من الدولة الأخرى تغير موقفها صوب قضية ما، أو ربما تطرح تساؤلا."
 
لا يزال الحديث حول التقارب بين البلدين مبكرا 
ولفت :" ولكن كل ذلك يبقى بعيدا عن تعزيز التعاون الرسمي ودحر الخلافات بين الدولتين... في تقديري لا يزال الحديث عن التقارب بين الطرف السعودي والإيراني مبكرا، خاصة أن السلطات السعودية ممثلة في وزير الخارجية ووزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير  أكدا على انه ليس هناك في الوقت الحالي اتصال بالجانب الإيراني، موضحا :" هناك شغف إيراني بمحاولة استعادة العلاقات مع السعودية." 
 
تحسين العلاقات بين الدولتين يخدم المنطقة
وأجاب دكتور حسين رويوران الكاتب والمحلل السياسي، على سؤال " تلقت الجمهورية الإيرانية رسائل من السعودية عبر أطراف أخرى، هل يفهم من ذلك انه ربما تشهد الفترة المقبلة عودة العلاقات بين الدولتين ؟، بقوله :" إيران والسعودية دولتان كبيرتان إسلاميتان تجمعهما الجغرافية والجوار، لذلك من الضروري أن دحر خلافاتهما وتعزيز العلاقات بينهما لان ذلك سيكون شيء ايجابي يصب في مصلحة شعوبهما."
 
وتابع :" وكون أن هناك وسطاء خير يحاولون أن يقوموا بحلقة الوصل بين الطرف الإيراني والسعودي فهذا لا ينقص شيئا من طهران أو الرياض بل هذا يعكس أن هناك دول في المنطقة  تقوم بوساطة ما على أساس تصور أن تحسين العلاقة بين الدولتين يخدم المنطقة في نفس الوقت ."
 
موضحا :" الرد الإيراني على رسائل السعودية كان ايجابيا وبين نية طهران واستعدادها لدحر الخلافات مع السعودية، بالفعل الحوار بين الدولتين لم يبدأ رسميا لكن لا نستطيع أن ننكر بأن وجود قناعة واردة  سياسية بين الدولتين سيفتح للطريق للعلاقات بينهما." 
 
وشدد على أن العلاقات السلبية والخلافات طوال السنوات الماضية بين الرياض وطهران لم يصبا في مصلحة الدولتين بل أثرا سلبا عليهما، مشيرا إلى أن المصالح السعودية الإيرانية ستشهد نموا  من خلال إقامة علاقات تجارية بين الطرفين." 
 
سبب استبعاد الحوار السعودي الإيراني ؟ 
وشدد دكتور "سالم اليامي" الكاتب والمحلل السياسي، على أن إيران دولة مهمة للمنطقة وللسعودية، موضحا :" ولكن للأسف هناك سلوكيات خاطئة من قبل إيران ترفضها السعودية وتجعل من المستعبد أن يكون هناك لقاء إيرانيا سعوديا، مثل تدخلها في العراق ولبنان إلى جانب تدخلها في اليمن عبر دعمها  الجماعات الحوثية المسلحة هناك."