سليمان شفيق
اوردغان ينقل الاف المرتزقة لطرابلس ويرفض تقدم سوريا الي ادلب
بدأت سياسة الصفقات تسقط بين بوتين واوردغان وبعد ان غض الكريملين البصر عن ارسال اوردغان الاف المرتزقة من تركيا وسوريا الي طرابلس مقابل توغل الجيش العربي السوري بمساندة روسية نحو ادلب ، الا ان اوردغان راي ان ذلك مخالف لاتفاقية سوتشي الخاصة بأدلب ، وبدأ في ارسال جنود ومركبات تتحرش بالقوات السورية خاصة بعد ان سيطرت امس الثلاثاء على كامل الطريق الدولي حلب - دمشق لأول مرة منذ العام 2012، وذلك بعد أسابيع من هجوم عسكري واسع بدعم روسي في شمال غرب سوريا.

وكان قوات الجيش العربي السوري في ديسمبرالماضي، قد بدات بدعم روسي هجوماً واسعاً في في مناطق في إدلب وجوارها كانت تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً، دفع بنحو 700 ألف شخص للنزوح عنها.

وركزت قوات النظام هجومها بداية على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم ريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

وسيطرت قوات النظام على عشرات القرى والبلدات خلال الأسابيع الماضية، أبرزها مدينتا معرة النعمان ثم سراقب حيث يمر الطريق "إم 5" في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وكانت دمشق قد فقدت دمشق السيطرة على أجزاء واسعة من هذا الشريان الحيوي منذ بدء توسع الفصائل المعارضة في البلاد في العام 2012، إلا أنها على مر السنوات الماضية، وبفضل الدعم الروسي أساساً، بدأت تستعيد أجزاء منه تدريجياً في جنوب ووسط البلاد وقرب العاصمة دمشق، ولم يبق أمامها مؤخراً سوى الجزء الذي يمر من جنوب إدلب وصولاً إلى مدينة حلب من الجهة الغربية.

روسيا وتركيا واتفاق سوتشي:
تتبادل دمشق وأنقرة الاتهامات بخرق الاتفاق، كما طالبت موسكو أنقرة مراراً بتحمل مسؤولياتها بنزع سلاح هيئة تحرير الشام.

محافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في العام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب - دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل.

وأرسلت تركيا مؤخراً تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تتألف من مئات الآليات العسكرية، دخل القسم الأكبر منها بعد تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع بين القوات التركية والسورية خلف أكثر من 20 قتيلاً من الطرفين.

وتكرر التوتر الإثنين، إذ أعلنت أنقرة مقتل خمسة من جنودها في قصف مدفعي شنته قوات
النظام السوري ضد مواقعها في محافظة إدلب.

مستقبل العلاقات الروسية التركية :
وعلى الرغم من هذا التصعيد، يرى محللون أن العلاقات بين روسيا وتركيا لن تتأثر.
وقال الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش لفرانس برس "يحق للجيش السوري وفق الاتفاق ضمان أمن الطريق الدولي حلب دمشق" على ألا يتوسع أكثر في إدلب.

منذ السبت، عقد مسؤولون أتراك وروس اجتماعين في أنقرة لبحث التطورات في إدلب. و ودعا المسؤولون الاتراك موسكو الى "تحمل مسؤولياتها" كبلد يضمن اتفاق سوتشي.

وبموجب الاتفاق، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في المنطقة، باتت ثلاث منها على الاقل محاصرة من قبل قوات النظام.

وحذرت أنقرة، التي تخشى موجة نزوح جديدة إليها، دمشق من التعرض لقواتها، وقد أمهلها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حتى نهاية فبراير لسحب قواتها من محيط نقاط المراقبة ا قد يعيد الطرفان النظر في آليات التعامل مع تطورات الأزمة الحالية، بما يمكن أن يزيد احتمالات إجراء اتصالات بينهما لنزع فتيل التوتر المتبادل. لكن من المحتمل أيضاً أن تسعى تركيا إلى كسب نقاط عدة باللجوء إلى تغيير تكتيكاتها في إدلب، على غرار دفع قوات المعارضة إلى الواجهة بديلاً عن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر عليها، وربما إفساح الطريق أمام روسيا والنظام لمواجهة مع الأخيرة، وهو ما تلمح إليه تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية التركية من آنٍ لآخر، في إطار مزاعم حول دعم ما يسمى «الجيش العربي السوري» أو قوى المعارضة للنظام، بما يسمح لها بتعزيز فرصة الإبقاء على «مظاهر» اتفاق سوتشي، لضمان بقاء قوات المعارضة لحين الانتهاء من الاتفاق السياسي، وبالتالي الحفاظ على النقاط الأمنية التى أقامتها هناك.

لكن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة يري صفقة جديدة: 
ربما يسعى الطرفان، في المدى المتوسط، إلى التفاهم على إنشاء منطقة آمنة في إدلب، على غرار المنطقة الآمنة التركية - الأميركية شرق الفرات، وهو مطلب تبنته تركيا في المرحلة الأولى من اندلاع الصراع السوري، لكن لم يحظَ بتأييد، إلا أن ذلك سيتوقف على مدى تجاوب موسكو مع هذا المطلب.
العلاقات الروسية – التركية تواجه اختباراً مرحلياً، سيحدد مدى صلابة التحالف القائم بين أنقرة وموسكو، دون أن يعني ذلك أن هذا التحالف عرضة لمتغيرات حادة، لاسيما أن الطرفين لديهما القدرة على تجاوز تداعيات التطورات الحالية. ومع ذلك، فإن الدلالة الأهم التي يطرحها هذا التحول، على وجه التحديد، تتمثل في أن العلاقات التركية – الروسية في سورية باتت محكومة بإطار صفقات وتفاهمات عرضة للانهيار، وهو نمط يعكس مدى براجماتية أطراف التحالف في إدارة العلاقات بينهما.