كتب - أحمد المختار

في إطار سياق الرد علي تصريحات شيخ الأزهر " أحمد الطيب " عقب قوله أنه بفضل التراث الإسلامي ، وضع المسلمون أقدامهم في الصين و الأندلس ، و لومه علي الحملات الصليبية باعتبار غزواً ، و أن ما فعله المسلمين كان فتحاً و ليس غزواً .

أوضح الباحث " إسلام بحيري " خلال برنامجه " البوصلة " علي شاشة " تن " : " أن الشك في الفلسفة ليس عيباً ، و بالأخص الشك الديكارتي ، و ليس هنا نقصد الشك المذهبي المطلق في كل شيء ، من أجل الوصول إلي الإيمان ، و لذلك تم اختراع علم الرجال المستند عليه علم الحديث ، فالمطلق هو عكس الشك و نقصد هنا " القرآن الكريم " و ما دون القرآن قابل للشك للوصول إلي اليقينية ، و ذلك رداً علي تصريحات شيخ الأزهر " .
و قال " إسلام " : " تصريحات الإمام الطيب تسقط التراث بشكل نهائي ، وفقاً للمثل الذي ضربه أثناء مؤتمر الأزهر الأخير حول تجديد الخطاب الديني ، فالشك معناه ليس أن الكتاب يقيناً ، بل قابل للشك ، فإن كل عمل بشري ينطبق عليه ذلك ، و الإمام الشافعي عندما سوئل عن الإجماع ، ظل 3 أيام لكي يصل إلي جواب ، فالأصول التي اعتمدوا عليها في بعض الأحوال غريبة جداً " .

و استطرد " بحيري " موضحاً أن الشك فعل حيوي و إنساني و عقلي و ديني رائع للوصول إلي اليقين فيما أورده البشر ، و أن كل حرف نزل من السماء علي قلب النبي " محمد " هو وحيٌ من عند الله ، فكيف نطلق علي البخاري و مسلم أنهم مطلقات في نفس مكانة و درجة القرآن ، كيف نساوي الكتاب البشري بالكتاب المقدس من عند الله ، فكل أئمة التراث ماتوا و هم بشر إلا إذا لم أكن أعلم شي أخر ؟!! .

و كشف مقدم برنامج البوصلة ، المشكلة تظل و تبقي في التراث و ليس شيء أخر ، و أن تصريحات شيخ الأزهر بخصوص التراث بأنه يطبق في الزواج فقط هو أمر مخالف للواقع تماماً ، فنحن نعيش في وطن يتنفس التراث ، سواء في أمور حياتنا اليومية و تعاملاتنا مع بني البشر ، فالتراث هو أكبر مشكلة تواجه الإسلام و كل الدول العربية بالتحديد ، ولولا جهودنا ما فعل الأزهر شيء " .

و عن عملية إصلاح الخطاب الديني ، ذكر " بحيري " : " التراث هو العقبة أمام النهضة و التطور ، و تيار الأزهر يرفض الاعتراف بأي مشكلة ، و يراوغوا دائماً بالحديث دائماً عن المشكلات الفرعية الصغيرة ، و الابتعاد عن الرئيسيات ، فأحاديث البخاري و مسلم يضمان الكثير من الأكاذيب حول الرسول ، و أن جميع التفاسير هي بنت زمانها ، و أن الفقه الذي أنتج من هذا و ذاك لا يناسب زمننا بالإطلاق ، فهو تاريخ فقط ، ولا يصح أن يحكمنا في حاضرنا " .

و أضاف " بحيري " : " أن مؤسسة الأزهر ليس لها وصاية علي المجتمع ، فالمجتمع لديه كامل الحق في رفض ما يرفضه ، لأن الأزهر بنص الدستور هو مجرد مؤسسة استشارية ، و بحسب الدين لا يكون كهنوت لدينا في الإسلام ، و التيار الإصلاحي يري أن تلك المؤتمرات تضيع الفرص علي المجتمع ، و إصرار المؤسسة في الدفاع المستميت عن كتب التراث ، و بالتالي ليس هناك علي عقل المجتمع ، و هذا هو ما نعلمه عن الدستور المصري ، الذي له باع طويل من الليبرالية ، و حرصه علي صون حريات الأفراد و بالأخص حرية المعتقد " .