محمد حسين يونس
عندما قرأت الفقرة التالية من الباب الخامس من الميثاق الوطني.. كان عمرى 22 سنة .. فزرعت الامل داخلي بأن جيلي جيلا محظوظا سيتمتع بما لم يعرفه الاباء و الاجداد .. و أنه قد آن الاوان . لان نصبح (دولة ) لا مستعمرة .. يعيش مواطنيها في جد و عمل .. و حرية و مساواة .

(( إن الجماهير لا تطالب بالتغيير ولا تسعى إليه وتفرضه لمجرد التغيير نفسه خلاصاً من الملل؛ وإنما تطلبه وتسعى إليه وتفرضه تحقيقاً لحياة أفضل، تحاول بها أن ترتفع بواقعها إلى مستوى أمانيها.

إن التقدم هو غاية الثورة، والتخلف المادى والاجتماعى هو المفجر الحقيقى لإرادة التغيير، والانتقال بكل قوة وتصميم مما كان قائماً بالفعل إلى ما ينبغى أن يقوم بالأمل.))

((إن الديمقراطية هى الترجمة الصحيحة لكون الثورة عملاً شعبياً. إن الديمقراطية هى توكيد السيادة للشعب، ووضع السلطة كلها فى يده، وتكريسها لتحقيق أهدافه؛

كذلك فإن الاشتراكية هى الترجمة الصحيحة لكون الثورة عملاً تقدمياً.. فإن الاشتراكية هى إقامة مجتمع الكفاية والعدل، مجتمع العمل وتكافؤ الفرصة، مجتمع الإنتاج ومجتمع الخدمات.)).

((إن الديمقراطية والاشتراكية من هذا التصور تصبحان امتداداً واحداً للعمل الثورى. إن الديمقراطية هى الحرية السياسية، والاشتراكية هى الحرية الاجتماعية، ولا يمكن الفصل بين الاثنين.. إنهما جناحا الحرية الحقيقية وبدونهما أو بدون أى منهما لا تستطيع الحرية أن تحلق إلى آفاق الغد المرتقب. )).

بعد أكثر من نصف قرن .. كانت الحصيلة (( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن )) .. فلقد أتت لنا بالهزيمة العسكرية .. و ديكتاتورية من إنهزموا .