المطران جورج أخضر
ابها الاحبة، يُدخل المسيحُ الى الهيكل طفلا. ويبطُل هيكلُ اليهود. ما بقي يهود. ذهبَ اليهودُ وبقي المسيحُ وحده.

هل كلٌ منا متعلق بيسوع وحده؟ أم له مصالح وملذات في هذا العالم؟ هل يحسّ كلٌ منا ان مصالحه وملذاته تنقضي، وأنّ وجه يسوع يبقى وحده الى الابد. هل أنت أسيرٌ للوجوه التي تعجبك؟ أم هي عابرة؟ وأنت مسمَّر على وجه السيد فقط، على وجه المسيح المدمى المعلق على الخشبة. هل تقبل آلامَك أم تتذمر؟ هل تقبل اوجاعَك دعوةً منها الى وجع يسوع؟ هل انت متوجع الى وجع يسوع؟ يسوع يتوجع من الخطايا. هل انت متألم من خطاياك؟ ام انت مسرور؟ افهم اننا كلنا خطاة. الفرق بيننا هو ان واحدا مسرور بخطاياه. يرضى بها. يبقى فيها. يستغلها. يربح منها. وانسانا اخر يتوجع من خطيئته. اذا لم تصلوا الى ان تتوجعوا من خطاياكم فانتم ما بدأتم الطريق.

المسيحي هو الذي لا يرضى ان يتعايش مع خطاياه. كلنا نعرف اننا خطاة. لكن البعض مسرور بخطاياهم. يستفيدون منها. البعض يتوجع من خطاياهم. هؤلاء هم المؤمنون. الرب خلقنا لنكون ابرارا. لم يخلقنا لنبقى في الخطيئة، لنتمتع بالخطيئة، لكي نُسَّر بالخطيئة. لا يريد هو هذا. يريدنا ملتفتين الى وجهه دائما، فقط الى وجهه، وليس الى الاوساخ. يسوع منهضُنا دائما معه في قيامته. يريدنا قياميين احياء به، غير ملتفتين الى خطايانا، ناسين خطايانا، حتى تبقى عيوننا مسمرة على جماله.

في هذا العيد الذي نقيمه اليوم ذهب ابواه الى الهيكل ليقدماه لله ابيه. هل كل منا يريد نفسه في الهيكل؟ اي في حضرة الله، في حنان الله. هل نشعر بان الله هو الحياة؟ ام انه هو فوق بعيد يتحنن علينا؟ أم نحسّ انه عندنا، وانه فينا، وانه يعطينا الحياة. هذا العيد حيث يلتقي يسوع بالهيكل بهيكل اليهود هيكل سليمان ويلغي الهيكل، يصبح هو الهيكل. يصبح المسيحُ مقر الله للناس. ما كان الناسُ يعرفون الله قبل المسيح. يعرفون بالحقيقة بالعمق بضعَ كلمات.
المسيح هو الذي أذاقنا الالوهةَ. جعلنا نتذوق الله. أدخل فكرة المحبة. الناس قبلا كانت تخاف الله. أبطلوا الان أن تخافوا أو تفزعوا من الله. يسوع لا يريد هذا. يريدنا ان نحب الله. فاننا احباءه. نتروض أن نحب الله. نحن معشوقو الله وعاشقو الله. انتم عشاق الله. تتحدون به ملتصقين به. لا شيء يفصلنا عن محبة المسيح، لا فقر ولا مرض. نحن معه في كل وضع لنا يسمح به.

لذلك اذا اقمنا عيد اللقاء هذا، لقاء السيد مع سمعان الشيخ، نشتاق الى تكون حياتنا كلها لقاءً مع المسيح. اذا كنا نشعر بان يسوع بعيد كثيرا فوق في الاعالي، لم نصل بعد الى محبته. ندعوه الى ان يبقى عندنا. قال لهُ تلميذا عمواس: إبقَ عندنا هذه الليلة. نحن أيضًا نقول له: إبقَ معنا كل يوم، كل ليلة. إذا احسستم هكذا، يصير يسوع هو كل الكون. ليس عاطلا ان تشعروا انه معكم وفيكم. الله في المسيحية هو في الناس وليس فوق الناس. جاء الرب وسكن في الناس. وأخذ جسدا. لماذا عمل الله هكذا؟ حتى يكشف لنا أنه هو قريب، بطُل ان يكون فوق. الله ليس فوق. الله فينا في كل واحد منا.

لذلك صار قلبُ الانسان سماءَ الله. السماءُ هي قلب الانسان. عندما يكون الله في قلبك هذه السماء. الله نزِل ولم يصعد. لم يصعد الى السماء الا الذي نزل من السماء. ينزل المسيح عليك وفيك حتى تخرج من ذاتك ومن انانياتك ومن مصالحك، لترتفع كل يوم.

فاذا اقمنا عيد اللقاء، اذا جاء يسوع الينا فلكي يرفعنا اليه. انتم لا تُخطئون. لماذا تخطئون؟ انتم اقوياء بالروح القدس. لا تقبلوا أن تخطَأوا. تطلعوا الى فوق، الى حيث المسيح جالس في السماء. الظاهر انكم جالسون على هذه المقاعد في الكنيسة اي على الارض في هذه الدنيا، اذا نظر اليكم الله من السماء لا يراكم هكذا. يراكم جالسين معه في السماويات.

انتم الان لستم جالسين في هذه الكنيسة. انتم جالسون فوق مع المسيح. اذا احسستم بهذا لا يبقى شيء يعوزكم. تكونون صرتم سماويين.
برج حمود – كنيسة البشارة
عيد دخول السيد الى الهيكل – الاحد 2 شباط 2014