يحيي العالم، غدا الأحد، اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، حيث يركز شعار هذا العام 2019 على "أهمية دور المجتمعات المحلية في تحسين حياة الأشخاص"، حيث يعترف بالدور الأساسي الذي لعبته المجتمعات المحلية وما زالت تلعبه في التصدي للإيدز على المستويات الدولية والوطنية والمحلية. 

 
وتساهم قيادات المجتمعات المحلية في الاستجابة للإيدز بعدة طرق مختلفة كضمان للاستجابة المناسبة التي تركز في المقام الأول على الأشخاص وعدم ترك أي شخص وراء الركب. 
 
ويوفر اليوم العالمي للإيدز منصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية دور المجتمعات في وقت يتعرض فيه التمويل القليل وتقلص مساحة المجتمع المدني إلى تعريض استدامة الخدمات وتعرض جهود الدعوة إلى الفشل. وأن هناك حاجة إلى زيادة تعبئة المجتمعات لمواجهة الحواجز التي تحول دون تقديم المجتمعات للخدمات، بما في ذلك القيود المفروضة على التسجيل وغياب طرائق التعاقد الاجتماعي. 
 
ولضمان بقاء الإيدز في صميم الأعمال السياسي، واحترام حقوق الإنسان ومحاسبة صناع القرار والمنفذين، هناك حاجة إلى الدور القوي الذي تلعبه المجتمعات أكثر من أي وقت مضى. وتشير الإحصائيات الدولية إلي أن 1.7 مليون شخص قد أصيب حديثا بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2018؛ وأن هناك 37.9 مليون شخص مصابين بفيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"، وتوفي 770 ألفا بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز خلال عام 2018.
 
وكانت منظمة الصحة العالمية قد بدأت حملة صحية عالمية رائدة لمكافحة مرض نقص المناعة البشري (الإيدز) لأول مرة في عام 1987. 
 
وشددت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أهمية إحياء هذه المناسبة وذلك في قرارها 15/34، حيث يكون الاحتفال باليوم العالمي للإيدز في الأول من شهر ديسمبر 1988.. ويخصص لإحياء المناسبة والتوعية من مخاطر مرض الإيدز ومخاطر انتقال فيروس (اتش آي) في المسبب له، عن طريق استعمال أدوات حادة ملوثة أو ممارسة جنسية دون اتخاذ طرق وقاية مناسبة أو عبر استعمال معدات وأدوات طبية ملوثة.
 
كذلك طرق التعامل السليم والصحيح مع المصابين بالمرض أو الحاملين للفيروس الناقل له حيث يعاني العديد من منهم سواء من التمييز وأحيانا الاضطهاد لكونهم مصابين. 
 
ويعتبر مرض الإيدز من الأمراض الخطرة، كما أن معدلات الإصابة به لا تزال مرتفعة خاصة في دول العالم النامي.
 
وأشار أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة، إلى أن القضاء على وباء الإيدز بحلول عام 2030 ، سيتطلب جهدا تعاونيا مستمرا. 
 
وتعمل الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني والشركاء الآخرون معاً منذ حين لزيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية ووقف الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية.. وفي عام 2018، كان أكثر من 23 مليون مصابا بالفيروس يتلقون العلاج.
 
وتقوم المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم بدور أساسي في مكافحة هذا الوباء، إذ تساعد الناس في المطالبة بحقوقهم، وتعمل على توافر إمكانية الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية التي لا وصم فيها، وتكفل وصول الخدمات إلى أكثر الفئات ضعفا وتعرضا للتهميش، وتضغط من أجل تغيير القوانين المنطوية على تمييز. 
 
وأضاف جوتيريش أن موضوع الاحتفال هذا العام يبرز بحق أن المجتمعات المحلية هي التي تحدث الفرق. ومع ذلك، لا تزال هناك احتياجات لم تتم تلبيتها بعد.. فقد بلغت أعداد المصابين بالفيروس رقما قياسيا هو 38 مليون شخص ولكن الموارد المتاحة للتعامل مع الوباء انخفضت مليار دولار في العام الماضي. 
 
يستهدف فيروس نقص المناعة البشري الجهاز المناعي ويضعف أجهزة الدفاع عن جسم الإنسان من حالات العدوى وبعض أنماط السرطان.. وعندما يدمر الفيروس وظائف الخلايا المناعية ويسبب اختلالها، يعاني الأشخاص المصابون بالعدوى به تدريجياً من العوز المناعي.
 
وتقاس الوظيفة المناعية عادة عن طريق عدد خلايا CD4. ويؤدي نقص المناعة إلى زيادة التعرض لطائفة واسعة من أشكال العدوى والسرطانات والأمراض الأخرى التي يمكن للأشخاص ذوي الأجهزة المناعية السليمة مكافحتها. ويعتبر الطور المتقدم الأقصى للعدوى بالفيروس هو متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) التي يمكن أن تستغرق فترة تتراوح بين سنتين و15 سنة كي تظهر حسب الشخص المصاب. ويعرف الإيدز بظهور أنماط معينة من السرطان أو أشكال من العدوى أو مظاهر سريرية وخيمة أخرى.
 
وتختلف أعراض العدوى بالفيروس حسب طور العدوى. وعلى الرغم من أن المصابين بالعدوى بالفيروس يميلون إلى تسجيل أعلى مستوى لانتقال العدوى في الأشهر القليلة الأولى من الإصابة بالعدوى، فإن العديد منهم يجهل وضعه حتى طور متأخر. 
 
وخلال الأسابيع القليلة الأولى التي تلي الإصابة بالعدوى الأولية، قد لا تظهر أي أعراض على المصابين بالعدوى أو قد تظهر عليهم أعراض مرض شبيه بالأنفلونزا تشمل الحمى أو الصداع أو الطفح الجلدي أو التهاب الحلق. 
 
وإذ تضعف العدوى تدريجياً الجهاز المناعي، يمكن أن تظهر على المصاب بالعدوى علامات وأعراض أخرى مثل تورم العقد اللمفاوية وفقدان الوزن والحمى والإسهال والسعال. 
 
وقد تظهر لدى المصابين بالعدوى في حال عدم الحصول على علاج أمراض وخيمة من بينها السل والتهاب السحايا بالمستشفيات وأشكال العدوى الجرثومية الوخيمة والسرطانات مثل الأورام اللمفية. ويمكن أن تنتقل العدوى بالفيروس عن طريق مخالطة مجموعة مختلفة من سوائل جسم الأشخاص المصابين بالعدوى مثل الدم ولبن الثدي والمني ومفرزات المهبل. ولا يمكن أن تنتقل العدوى بين الأفراد عن طريق المخالطة المعتادة في الحياة اليومية مثل التقبيل أو العناق أو المصافحة أو تقاسم المقتنيات الشخصية أو تناول الطعام أو شرب الماء.
 
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2019 ، إلى أن فيروس العوز المناعي البشري ما زال يشكل إحدى المشكلات الصحية العمومية الكبرى، وقد حصد أرواح أكثر من 32 مليون شخص حتى الآن. ومع ذلك، فمع الزيادة في إتاحة الوسائل الفعالة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به، بما في ذلك حالات العدوى الانتهازية، أصبحت العدوى بالفيروس حالة صحية مزمنة يمكن توفير تدبيرها العلاجي للسماح للأشخاص المتعايشين مع الفيروس بالتمتع بحياة طويلة وبالصحة.
 
وقد اعتمدت جمعية الصحة العالمية الـ69 استراتيجية عالمية جديدة لقطاع الصحة بشأن فيروس الإيدز 2016-2021. وتتضمن الاستراتيجية 5 توجهات استراتيجية تستهدي بها الإجراءات ذات الأولوية التي ينبغي للبلدان والمنظمة اتخاذها خلال السنوات الست المقبلة. والتوجهات الاستراتيجية هي التالية :
 
توفير المعلومات لاتخاذ إجراءات مركزة (الإلمام بالوباء والاستجابة لمقتضياته في المنطقة المعنية) ؛ التدخلات الرامية إلى التأثير (تغطية مجموعة الخدمات اللازمة) ؛ توفير الخدمات لضمان الإنصاف (تغطية السكان المحتاجين إلى الخدمات)؛ التمويل لأغراض الاستدامة (تغطية تكاليف الخدمات) ؛ الابتكار من أجل تسريع وتيرة التقدم (التطلع إلى المستقبل).
 
وتشارك المنظمة في رعاية برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز. وفي إطار هذا البرنامج، تقود المنظمة الأنشطة المتعلقة بعلاج المصابين بالعدوى بالفيروس ورعايتهم والأنشطة المتصلة بهذا الفيروس والعدوى بالسل المصاحبة له وتنسق العمل المرتبط بالقضاء على انتقال العدوى بالفيروس من الأم إلى الطفل بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للطفولة.