البير ثابت
لقد خسرنا فارسًا قويًا ، فكان حقًا رمزًا للشجاعة والصمود، بل كان من أشجع وأنقى الرجال وأرقاهم خلقًا وصوتًا وكفاحًا ... بل خسر الأقباط صوتًا حرًا جريئًا كريمًا عاملاً في كرم الرب، فقد استطاع الفقيد العملاق بحماسه، وغيرته الوطنية أن يجتاز حواجز الأشواك بقوة وصلابة، وأن يقذف بكلتا يديه أحجارًا كبيرة لتحريك المياه الراكدة في القضية القبطية، انطلاقًا من حبه الجم لوطنه الغالي فإخراجها من الظلام والكتمان إلى النور ... فيالها من خسارة فادحة تدمع أمامها العيون وتدمي لها القلوب .
 
لقد رحل المناضل القبطي الذي حمل الشعلة المنيرة من ميدان الجهاد إلى مقر المكافأة والثواب ... من أرض الشقاء والعناء إلى البيت السماوي بيت الراحة والهناء مع القديسين والأبرار . 
 
لقد حان الوقت لنفكر جميعًا بجدية وبروح المحبة في تخليد ذكراه العاشرة ، تعبيرًا عن كفاحه ودفاعه عنا، وسعيه الحثيث على بذره بذور الحب والعطاء خلال تاريخه المشرف .
 
جعل الرب من سيرته العاطرة خير مثال يحتذيه العاملون المخلصون بموقع الأقباط متحدون، وجميع تلاميذه ومحبيه في أرجاء المعمورة .. فطوبى للأموات الذين يموتون في الرب... نسأل الرب أن يسكب نعمة العزاء السماوي على قلب زوجته الفاضلة وجميع أفراد العائلة الكريمة وأن يمنحهم قوة الصبر والاحتمال .