ذكرت وكالة أنباء إيرانية، اليوم الأربعاء، أن السلطات أغلقت الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف النقال في عدة محافظات، قبل يوم من الاحتجاجات الجديدة التي دعت إليها وسائل التواصل الاجتماعي، وفقا لما اوردته رويترز.

فقد دعت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض أقارب الأشخاص الذين قتلوا في الاضطرابات الشهر الماضي بسبب ارتفاع أسعار البنزين إلى تجديد الاحتجاجات وإحياء ذكرى الموتى يوم الخميس.

ونقلت وكالة الأنباء شبه الرسمية، عن مصدر مطلع في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قوله إن الإغلاق تم بأمر من "السلطات الأمنية" وسيغطى مقاطعات البرز وكردستان وزنجان في وسط وغرب إيران وفارس في الجنوب.

وقالت الوكالة: "وفقًا لهذا المصدر، من المحتمل أن تتأثر المزيد من المقاطعات بإغلاق الاتصال الدولي عبر الأجهزة المحمولة".

في نوفمبر، أغلقت إيران الإنترنت لمدة أسبوع تقريبًا للمساعدة في خنق الاحتجاجات على الوقود التي تحولت إلى احتجاجات سياسية، مما أثار أشد حملة قمع دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية الذي دام 40 عامًا.

منع حظر الإنترنت المتظاهرين من نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتوليد الدعم وأيضًا الحصول على تقارير موثوقة حول شدة الاضطرابات.

اندلعت الاضطرابات في 15 نوفمبر بعد أن أعلنت الحكومة رفع أسعار البنزين بنسبة 50 ٪ على الأقل. بدأت الاحتجاجات في عدة بلدات إقليمية قبل أن تمتد إلى حوالي 100 مدينة وبلدة في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية.

قالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت ما لا يقل عن 106 حالة وفاة للمتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن، مما سيجعلها أسوأ اضطرابات في الشوارع في إيران منذ عقد على الأقل وربما منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقالت ميركل في خطاب ألقته اليوم الخميس في البرلمان إن الهجوم "يجعل عشرات الآلاف، بينهم الآلاف من الأطفال، يفرون".

وقد وصفت العملية العسكرية بأنها "دراما إنسانية ذات عواقب جيوسياسية كبيرة" قائلة انها تعزز دور روسيا وإيران في المنطقة، واشارت الي إن عواقب ذلك "لا يمكن الحكم عليها اليوم".

وأضافت ميركل إن كلا من الشرق الأوسط وأوروبا أصبحا يشعران بعدم الأمان لأن أسرى الجماعة الإسلامية المتطرفة لم يعدوا يخضعون لحراسة كافية من قبل القوات التي يقودها الأكراد. تحول هذه القوى انتباهها الآن إلى الغزو التركي.كما أكدت ميركل أن ألمانيا لن تسلم أسلحة إلى تركيا.

وفي وقت سابق، دعم الزعيم الأعلى الإيراني، قرار الحكومة بزيادة أسعار البنزين، قائلًا: إن من يشعلون النار في الممتلكات العامة أثناء الاحتجاجات ضد الزيادات، هم "قطاع طرق" يدعمهم أعداء إيران.

وجاءت تعليقات آية الله علي خامنئي بعد يوم واحد من احتجاجات المتظاهرين، بسبب رفع أسعار البنزين، التي حددتها الحكومة بنسبة 50٪، والتي أعاقت حركة المرور في المدن الكبرى، واشتبك المحتجون مع الشرطة أحيانًا، وجاء ذلك بعد ليلة من المظاهرات التي تخللتها النيران، في أعمال عنف أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل.

ونقل التقرير عن خامنئي، قوله: إن "هؤلاء المحتجين العنيفين كانوا مدعومين من أعداء الثورة وأعداء إيران في الخارج". واعترف خامنئي أيضًا بأن البعض كان منزعجًا من ارتفاع الأسعار، وحث قوات الأمن على "تنفيذ مهامهم"، دون الخوض في التفاصيل.

هذا ويشير وصف خامنئي لبعض المحتجين وتعليماته لقوات الأمن إلي أن السلطات ربما تستعد لسحق المظاهرات، التي بدأت يوم الجمعة، وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء البلاد.

فرضت الاحتجاجات ضغوطًا جديدة على الحكومة الإيرانية في الوقت، الذي تكافح فيه للتغلب على العقوبات الأمريكية، التي تخنق اقتصاد البلاد بعد أن قام الرئيس دونالد ترامب بسحب أمريكا من صفقة طهران النووية مع القوى العالمية منذ أكثر من عام.

ورغم أن المظاهرات الأخيرة كانت سلمية إلى حد كبير، فقد تحولت إلى أعمال عنف في العديد من المناطق، حيث يزعم أن أشرطة الفيديو على الإنترنت تُظهر إطلاق ضباط الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين والغوغاء، الذين يشعلون النيران.

وبينما يمثلون خطرًا سياسيًا على الرئيس حسن روحاني قبل الانتخابات البرلمانية في فبراير، فإنهم يظهرون أيضًا غضبًا واسع النطاق بين سكان إيران البالغ عددهم 80 مليونًا، والذين شاهدوا مدخراتهم تتبخر وسط قلة الوظائف وانهيار العملة الوطنية "الريال".