اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري، أن الحكومة المنتظرة التي يعمل على تشكيلها رئيس الوزراء المكلف الدكتور حسان دياب، هي في حقيقتها حكومة وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مشيراً إلى أن تيار المستقبل لن يشارك في الحكومة المقبلة ولن يوفر لها "التغطية السياسية".

 
وقال الحريري -في تصريحات مساء اليوم الثلاثاء- إن التسوية السياسية التي أبرمها قبل أكثر من 3 سنوات، وتم بمقتضاها انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، كانت تستهدف إنهاء حالة الفراغ التي استمرت لأكثر من سنتين في المؤسسات الدستورية (رئاسة الجمهورية) بما يحقق مصلحة لبنان.
 
وشدد على أنه لن يقبل برئاسة أي حكومة مقبلة تضم الوزير جبران باسيل، معتبراً أنه والفريق السياسي لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، يتصرفون وكأن البلاد لم تشهد انتفاضة شعبية، ويتجاهلون حقيقة وعمق الأزمة التي يمر بها لبنان.
 
وقال "لا يمكن أن أعمل مع من يهاجمني باستمرار، وفي نفس الوقت يريد أن يجعلني أسير تفضله علي".. مشيراً إلى أنه عمل على إيجاد مسارات للتلاقي مع "حزب الله" - على الرغم من الانتقادات التي تلقاها في هذا الصدد – وذلك حرصاً منه على درء أي فتنة بين الطائفتين السُنّية والشيعية.
 
وانتقد الحريري ما وصفه بـ "الهجوم الممنهج" والاتهامات عن غير حق، التي تتعرض لها الطائفة السُنّية في لبنان ومحاولة "شيطنة" أبناء الطائفة، وكذلك الأمر بالنسبة السياسات التي أرساها والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، منذ أن تولى رئاسة الحكومة عام 1992 ، مشدداً على أن هذه السياسات الإنمائية هي التي انتشلت لبنان عقب الحرب الأهلية المدمرة، وأطلقت الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الذي عاشه لبنان لسنوات ممتدة.
ورد الحريري على ما نشرته إحدى الصحف اللبنانية من تصريحات نسبتها إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي اعتبر أن الحريري "لعب بالنار وأنه ندم على عدم القبول بترؤس الحكومة الجديدة".. حيث أكد الحريري أنه على العكس من هذا التصور، فإنه غير نادم على وجه الإطلاق على الخروج من رئاسة الحكومة، مشيراً إلى أنه أنه عمل على إخماد الكثير من الحرائق السياسية وحافظ على استقرار لبنان إلى أقصى حد ممكن.