محمد حسين يونس
اسحاق نيوتن العالم الفيزائي الذى لا حدود لابتكاراته و نظرياته كان يقول .. أشعر بانني طفل يجلس علي شاطيء محيط الحقيقة الهو ببعض من ما تقذفه الامواج لنا .. نفس مضمون هذه الكلمات قرأتها لبرتراند رسل ..و لصاحب كتاب ((ملاك الحقيقة المطلقة )) مراد وهبة .. ومن فولتير حين قال عن اليقين انه نطاعة(دناءة ) فكرية .

يستفزني من يجلس يفتي و يتحدث بلغة الواثق عن اشياء لا يفهمها تمت في الماضي او تجرى الان او ستحدث باكر .. كما لو كان قد ابحر في المحيط الذى يقف علي شاطئه نيوتن يلهو ..وجاء منه بدرر الزمان عن طبيعة الكون والحياة والوجود والعدم .

انا لا استثيغ فلسفة افلاطون عن الكهف و كيف اننا مسوخ تتحرك علي جداره تعكس حركة خارجة مثل لعبةخيال الظل او السينما .

كذلك لا افهم فكرة ان حياتنا مقدرة منذ ملايين السنين ومكتوبه بالتفصيل من قبل و ما علينا الا ان نقوم بالدور المقدر لنا .. ثم نعاقب علي ما جنته ايدينا خلال القيام بدورنا المسرحي .

و انما اميل الي ان الانسان يشكل حياته بواسطة مجموعة من الاختيارات المستمرة و ان علي قدر الخيار تأتي المسيرة .

في البداية تقوم العائلة بعمل هذه الاختيارات فتحدد الاسم والمكان والملامح و الامكانيات ..
ثم تتدخل عوامل المجتمع الجيران والنادى و الشارع و المدرسة لتضع عناصر اختيارية اخرى ،
ثم يزداد تأثير المجتمع كلما نمي البشرى لتصبح عوامل حاسمة تحدد هوية هذا الكائن لغته دينه ثقافته عمله

ثم تبدأ مسئوليته عن الاختيار هل بذل جهدا للتعلم هل اختار ان يكون حرفيا فنانا مدرسا مهندسا حرامي نصاب .. دجال يسعي بين الناس ببضائع فاسدة ام مصلحا اجتماعيا يضيء بنور علمه ما حوله ..

اربعا (جمع ربع .. بمعني بيوت) كثيرة نبنيها ثم ننثني و نمحوها ..((كما فعل قيس مع عبلة احمد شوقي ))

حتي تحين لحظة النهاية ((فننفق كما يموت الحمار بدون فوارق)) كما كتب في مصرع كيلوباترا .((إذا ما نفقت ومات الحمار ..ابينك فرق وبين الحمار )) ..

ولكن يبقي ان كل منا قد ساهم بشكل او اخر في صنع ما يسمي بتاريخ البشر ... علي قدر مساهمتك تبق ذكراك .. لتنطفيء مع الأيام .. و تصبح نسيا منسيا .. إنها الحياة فلماذا كل هذا الغرور .