د.ماجد عزت إسرائيل

 يعد المؤرخ العربي أحمد بن علي المقريزي الشهير باسم "تقي الدين المقريزي"(764-845 هـ/ 1364م - 1442م) أول من كتب  وصف لدير القديس أبو فانا  في كتابه " المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار" المعروف باسم "خطط المقريزي" أو "الخطط المقريزية". حيث وصف الدير قائلاً: "دير أبو فانا بحري بني خالد، وهو مبنى من الحجر، وعِمارته حسنة، وهو من أعمال المنيا ويقع في الحاجر تحت الجبل".
 
   أما الأب كلود سيكار(1677-1726م) الذى زار دير أبو فانا في عام 1716م، فقد وصف الدير حيث ذكر قائلاً:""رحلت من هذه الأديرة يوم 15 نوفمبر لكي اذهب إلى كنيسة الصليب الفخمة التي تسمى أيضًا دير أبو فانيوس أو الأنبا فانيوس وهى نفسها التي أشار اليها "روفان كاهن أكيلية" في مقالاته عن حياة القديسين المتوحدين كنيسة الصليب التي يسميها ايضًا اليونانيون دير الأنبا فانيوس، وهى تقع على بعد ست أو سبع فراسخ من ملوى أسفل جبل الغروب. وهى مزينة بأحد وعشرين عمودًا من الرخام من الطراز القوطى. أحد عشر منهم في صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل"،كما تناول حوائط الكنيسة المزينة حيث ذكر قائلاً:"الحوائط مرسومة من أعلى إلى أسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة، وبألوان يختلف كل منه عن الآخر الذي يشكل منظر ممتع للرؤية....لفت نظرى أحد الصلبان وفى أطرافه أربعة ورود مرسومة بشكل جيد جدًا، ويبدو أن هذه الورود مرسومة قبل القرن الثامن الميلادي". وفي ذات السياق أكد أنه بحث على العديد من المخطوطات والوثائق فلم يجد. ووصف قبة هيكل الكنيسة حيث ذكر قائلاً:" ....في قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبري توجد كلمتان يونانيتان مكتوبة بحروف كبيرة ومعناهم باللغة العربية "خشبة الحياة""....الخلاصة أن دير القديس أبو فانا كان عامراً بالحياة الرهبانية – إلى حدا ما -  حتى عام 1717م.
 
  ومع مجيء الحملة الفرنسية على مصر(1798-1801 م.) وضع علماؤها وصفًا دقيقًا لدير القديس أبو فانا حيث أكدوا على وجود آثار ومعالم للدير منها البئر والفرن، وأن الرمال غَطَّت مُعْظَم الدير. وقد أهتم الأب يوليان الذي زار الدير عام(1883م)،بوصف كنيسة الدير وأكد على أن كاهن قرية قصر - هور هو الذي يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه.