شدّد وزير التجارة الأميركي ويلبور روس الاثنين على أن بلاده لا تزال "منخرطة بشدة" في آسيا، رغم تخلّي الرئيس دونالد ترمب عن حضور قمة إقليمية عالية المستوى.

 
كان روس ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين أرفع أعضاء الوفد الأميركي المشارك في اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في بانكوك، والتي حضرها قادة كل من الهند وكوريا الجنوبية واليابان. وسبق أن حضر الرئيس الأميركي أو نائبه دورات سابقة من قمة آسيان.
 
ترمب متهم بإدارة ظهره للمنطقة، بعدما أعلن انسحاب بلاده من اتفاق الشراكة الاقتصادية عبر المحيط الهادئ، فور تولّيه السلطة تقريبًا.
 
لكن روس أكد خلال منتدى لقادة المال والأعمال عقد على هامش قمة آسيان أن "إدارة ترامب منخرطة بشدة وملتزمة بشكل كامل حيال هذه المنطقة". أضاف "نواصل التفاوض على اتفاقيات تجارية مع دول هذه المنطقة".
 
وفي اجتماع بين الولايات المتحدة والدول الأعضاء في آسيان، انتهى الأمر بأوبراين وهو يخاطب وزراء خارجية عدة دول من جنوب شرق آسيا إثر عدم مشاركة بعض القادة.
 
لم يحضر سوى قادة تايلاند وفيتنام ولاوس، رغم أن قادة كثير من الدول حضروا اجتماعات آسيان السابقة التي عقدت في عطلة نهاية الأسبوع.
 
انتقد ترمب الدول الآسيوية مرارًا جرّاء الفائض الكبير في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة، وتعهّد بإبرام اتفاقيات ثنائية في المنطقة بدلًا من تلك متعددة الأطراف. ووقع اتفاقًا للتجارة الحرة مع اليابان في وقت سابق هذا العام، وأعاد التفاوض على شروط اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية.
 
بعد وقت قصير من وصوله إلى السلطة، انسحب ترمب من اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ" التي كان من المتوقع أن تصبح أكبر اتفاق للتجارة الحرة في العالم، واصفًا إياها بأنها "قاتلة للوظائف". ومن المقرر الآن أن يحل اتفاق تجاري دعمته الصين محلها كالأكبر في العالم عندما يتم التوقيع عليه.
 
يشمل اتفاق "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة"، الذي قد يتم إتمامه في العام المقبل، 30 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي ونحو نصف سكان العالم.
 
وتنضوي فيه جميع دول آسيان العشر، إلى جانب الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، بينما يستثني الولايات المتحدة.
 
في هذه الأثناء، لا تزال واشنطن عالقة في حرب تجارية مع الصين، تبادل البلدان خلالها فرض رسوم جمركية مشددة على منتجات بقيمة مليارات الدولارات. واستبعد روس التوصل قريبًا إلى اتفاق يخفف بعض هذه الرسوم.
 
وكان ترمب أشار إلى احتمال توقيع الاتفاق قريبًا مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، لربما في ولاية آيوا الأميركية. وحضر ترمب قمة آسيان في الفلبين عام 2017 بينما حضر نائبه مايك بنس دورة العام الماضي.
 
ونفى مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن تكون واشنطن تجاهلت دورة العام الجاري، مبررًا تغيّب ترمب وبنس بانشغالهما بالانتخابات لاختيار حكام ولايات عدة.