بناءً على موقف أو حادثة قد لا يتذكر أحد تاريخها تحديداً، خرجت أقاويل مأثورة وعبارات تحولت إلى شعار لكل محافظة أو منطقة بناءً على حادثة اختفت تفاصيلها وبقى منها العبارة التى تركتها معبرة عن مكان الحادثة أو أهلها، حتى تحولت من مجرد أقوال مأثورة إلى شعارات ارتبطت بكل محافظة، وأخذت فى التطور حتى أصبحت نوعا من القافية المصرية أحياناً، أو السخرية من قرية أو محافظة أحياناً أخرى.

ومن أشهر الأمثال التى تغير معناها مع مرور الزمن وتبدلت من دليل على ضمير وأخلاق أهل مدينة إلى اتصافهم بالبخل ونكران الجميل "المنوفى لا يوفى" حتى وإن أكلته لحم الكتوفى"، والتى لها قصة تاريخية تدور حول جريمة قتل فى عهد المماليك شاهدها أحد أهالى محافظة المنوفية، مما دفع القاتل لمحاولة شراء شهادته واستضافه مدة طويلة بمنزله حتى موعد الشهادة، فشهد المنوفى بالحق وصرخ القاتل بالمقولة الشهيرة "المنوفى لا يلوفى حتى وإن أكلته لحم الكتوفى".

بينما يأتى مثل "الشراقوة إللى عزموا التروماى" على نفس السياق، حيث يعتقد البعض أن هذا المثل يعنى اتصافهم بالجنون، إنما فى الحقيقة ارتبط هذا المثل بقصة هى فى حد ذاتها عنوان للكرم.

"ففى أحد أيام شهر رمضان تعطل قطار بالقرب من قرية أكياد التابعة لمركز فاقوس، وكان بالقطار مجموعة من التجار من مختلف الجنسيات فقام أهالى الشرقية بإعداد الموائد ودعوة ركاب القطار بالكامل".

أما مصطلح "أبو العربى" الذى يشتهر به البورسعيدية، ويعبر عن الفهلوة والتحايل على القانون فى غير محله حيث يقال، إن أثناء حفر القناة، تم منع مجموعة من العرب من دخول حى "الإفرنج" على الضفة الغربية من القناة، فتجمعوا فى منطقة قريبة أطلقوا عليها "حى العرب"، تحدياً لقوات الاحتلال الإنجليزى فى ذلك الوقت، وخرجت منهم أشهر المهن المرتبطة بالتجارة والتعامل مع السياح وغيرها من المهن التى أعطتهم صفة "الفهلوة".

أما المثل الذى يصف أهل دمنهور "ألف نورى ولا واحد دمنهورى"، فتعود قصته إلى أحد اليهود الذين حاولوا استغلال واحد من كبار التجار ولم يستطع التاجر التصدى لتلاعب اليهودى بالألفاظ فخرج المثل.

"ميه مالحة ووشوش كالحة" مقولة أخرى تنتقد أهالى المحافظات الساحلية، خاصة محافظة الإسكندرية، وهو ما يعود إلى اختلاط مجتمع الإسكندرية بين المصريين والأجانب.

أما أهالى دمياط الذين اتصفوا بالبخل، فاشتهروا بعبارة "تتعشا ولا تنام خفيف.. تشرب شاى ولا منتش كييف"، بينما تعكس مقولة "عامل من بنها" ما يتسم به أهالى محافظة بنها من لا مبالاة، وهو ما تعلق عليه الدكتورة "فدوى عبد المعطى" بعادة مصرية تشبه رسومات الكاريكاتير فى التعامل مع الواقع، وهى تميل إلى تضخيم الحقائق لوصفها بطابع كوميدى، واختاروا التلاعب بالألفاظ والسخرية على أنفسهم لنقد واقع حياتهم.