قال الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، خلال الاحتفال باليوم العالمي للإيدز بالقاهرة اليوم الأحد، إن هذه الاحتفالية باليومِ العالمي الـ31 للإيدز تحت عنوان "الحد من الضرر، هذا اليوم يمثل تحالفا لجميعِ قواتِنا وخبراتِنا المشتركة لكي نذكر أنفسنا بمسؤلياتنا الجماعية لإنهاءِ معاناةِ المتعايشينَ مع فيروسِ نقصِ المناعةِ البشري وكذلك توفيرِ أقصى سُبُلِ الوقاية والعلاجِ لهؤلاءِ الأفراد.

وأوضح في تصريحات صحفية اليوم أن اليومَ العالمي للإيدز منصة مهمة لتسليطِ الضوءِ على دورِ المجتمعاتِ لدعمِ زيادةِ الوعيِ بالمرضِ والفئاتِ الأكثرِ عرضةً، فهناكَ حاجةٌ ماسةٌ إلى زيادة تعبئة المجتمعاتِ لمواجهة الحواجزِ التي تَحُولُ دونَ تقديمِ الخدماتِ لتلكَ الفئاتِ والحدِّ من الوصمِ والتمييزِ، إن الدورَ القوِيَّ الذي تلعبُهُ المجتمعاتُ مطلوبٌ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى لضمانِ بقاءِ الإيدز على جدول الأعمال السياسي، واحترامِ حقوقِ الإنسان.

وأضاف أن المنظمة اختارت هذا العامِ تسليطَ الضوءِ على سياسةِ "الحدِّ من المخاطرِ"، التي من المُمكِنِ أن يستفيدَ منها الفئاتُ الأكثرُ عرضةً ليس للحد من الفيروس المسبب للإيدز فحسب بل أيضًا باقي الأمراضِ التي من الممكنِ أن تنتقلَ عن طريقِ الدَّمِ الملوِّثِ والحَقنِ غيرِ الآمنِ مثلَ فيروس الالتهاب الكبدي "سى وبى" الذي يمثِّلُ تطبيقَ سياسةِ الحدِّ من المخاطرِ إحدى أهمِّ المؤشراتِ الأساسية للقضاءِ عليهم.

وأشار إلى أن تعتبر مصر من الدول منخفضةِ الانتشار بين عامَّةِ السكان 0.02%، مع بعضِ الأدِلَّة على الأوبئةِ المركزةِ بين الفئاتِ الأكثرِ عرضة والأشخاصِ الأكثر عرضه للإصابة، بالرغمِ من ذلك، فإن هناك زيادة سنوية للحالاتِ المكتشفةِ حديثًا بحوالي 25-35% كلِّ عامٍ على مدارِ السنواتِ الــ 10 الماضية، قد يبرِّرُ هذه الزيادةَ عاملانِ أساسيانِ، وهما: الأول، تحديث استراتيجيات الكشفِ عن المرضِ واستخدامِ طُرُقِ اختبار حديثة في مختلفِ المرافقِ الصحية؛ والعامِلُ الآخرُ هو زيادةُ الوعيِ بخطرِ الإصابةِ بفيروسِ نقصِ المناعة البشري وخاصةً أن الأدِلَّةَ تشيرُ إلى"أن الاكتشاف المُبْكِرَ والعلاجَ المُبْكِرَ يساوي حياةً صحية دون مضاعفات وفرصا أقل لنقلِ العدوى، ولقد اتخذت الحكومة المصرية خطوةً تاريخيةً منذ عام 2014 لتأمين العلاج لأفرادِها من خلالِ التمويلِ الحكومي.

وقال: ابتداءً من عامِ2017، يتِم تمويلُ برنامجِ أدوية علاج فيروس الإيدزART بالكامل محليًا من خلال الحكومة المصرية، علاوةً على ذلك، اعتمدت وزارةُ الصحة والسكان توصياتَ منظمةِ الصحة العالمية في نهج "الاختبار والعلاج" في توزيعِ العلاجِ منذ يوليو 2017 وأصبحَ المتعايشُ مع المرضِ يحصلُ على العلاجِ بمجرَّدِ اكتشافِ إصابتِهِ بدونِ أيِّ انتظارٍ.

وأضاف، "لقد صنَعْنَا الكثيرَ من الإنجازاتِ لكننا لمْ ننتهِ بعد، فالمنظمةُ تدعمُ الحكومةَ المصريةَ لتعزيزِ أنظمتِها الصحية، ومساعدتِها على التقدُّمِ نحوَ التغطيةِ الصحيَّةِ الشاملة، بحيثُ يتمكنُ جميعُ الأفرادِ من الوصولِ إلى الخدماتِ التي يحتاجونَ إليها، دونَ مواجهةِ المصاعبِ المالية، ففي الواقعِ، إن التغطيةَ الصحيةَ الشاملة هي فرصةٌ لتسريعِ جهودِنا للقضاءِ على الإيدز وتضخيمِ تأثيرِ الاستثمارات في فيروس نقصِ المناعة البشري، مشيرا إلى إن النجاحَ العظيمَ الذي تحقَّقَ خلالَ حملةِ " 100 مليون صحة" لهوَ نموذجٌ يحتذي بِهِ في مواجَهَةِ المشكلاتِ الصحية ونأمل أن يكلل مجهوداتَ"100 مليون صحة" بدعمِ الأنشطةِ الرئيسية بالقضاء على فيروس الالتهاب الكبدي وعواملَ انتقالِهِ ومنها تقليلُ الضررِ، ومن هنا نأملُ أن يُولِي كافةُ الشركاءِ ومنها جميعُ المعنيينَ من وكالاتِ الأممِ المتحدة في الفريقِ المشتركِ دعمًا أكبر لتقليلِ الضررِ الذي توليهِ وزارةُ الصحة والسكان أهميةً كبرى.