كاميليا محمود عبدالله، طفلة تجازوت الـ6 سنوات من عمرها، قبل أكثر من شهر، لم يتوقع والدها، أن في لحظة ما، سيفقدها على أيدي والدتها، التي تجردت من معاني الأمومة، بسبب تعاطيها أحد المواد المخدرة أو حالتها النفسية. 

 
والد الطفلة كاميليا: أمها حطت لها مادة مخدرة في العصير 
"حسبي الله ونعم الوكيل.. قتلت بنتي.. أنا عايز حقها"، تلك كلمات قالها محمود عبدالله، الأب المكلوم على أمره، خلال حديثه مع "الوطن"، حزنا على رحيل فتاته الصغيرة "كاميليا"، التي رأها لآخر مرة قبل رحيلها بـ4 أيام، متذكرًا هذه اللحظات، وكأنها شريطا عابرا أمام عينيه. 
 
الواقعة ترجع إلى فجر الأربعاء 6 نوفمبر الماضي، حينما وضعت الصيدلانية "ياسمين" لطفلتها "كاميليا"، حبوب مخدرة اعتادت تناولها في كوب العصير، لتدخل الفتاة الصغيرة في غيبوبة، دون تعامل سريع معها، بحسب قول الأب الثلاثيني "محمود"، لافتا إلى أنه اتصل للاطمئنان على ابنته، مساء ذلك اليوم، مكتشفا الأمر، ليسرع مهرولا إلى المستشفى. 
 
محمود وياسمين، زوجان انفصلا بعد 4 سنوات من الزواج، نظرا للمشاكل النفسية التي تعاني منها الزوجة، ولم يتحملها "محمود"، خاصة في الفترة الأخيرة من زواجهما، ليقرر تطليقها غيابيا، محاولا فيما بعد أن تبقى ابنته الوحيدة معه، لكنه لم يستطع إثبات الحالة النفسية لطليقته، فضلا عن رغبة "كاميليا" في الاستمرار مع والدتها، خاضعا في النهاية إلى مطالب ابنته بجانب الإنفاق عليها بشكل جيد، بحسب قوله. 
 
وبعد أن تطلقت "ياسمين"، تزوجت من شخص آخر منذ عام ونصف، وبقيت طفلتها معها، دون شكوى تستدعي التدخل السريع من والدها، حتى تفاجأ بما حدث لها يوم 6 نوفمبر الجاري. 
 
"بنتي قعدت في غيبوبة 4 أيام قبل ما تموت، ووقتها لقيت سنانها كلها متكسرة.. معرفش عملت فيها إيه".. هذه تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة "كاميليا"، رواها والدها، الذي واجه طليقته بقتل ابنته، لترد عليه، قائلة: "قتلتها.. ما أنت عارف إني مش طبيعية". 
 
بمجرد سماع محمود، الذي يعمل رجل أعمال، كلماتها، نزلت عليه كالصاعقة، قرر الإبلاغ عن الواقعة، مرفقا معه كل الأوراق التي تثبت حالة ابنته الصغيرة وطريقة وفاتها، خاصة وأنها لم تكن تعاني من أي شئ مرضي من قبل، مضيفا: "كانت زي الفل، شقية وذكية". 
 
"كنت بصرف عليها 10 آلاف جنيه في الشهر، ومش مقصر وفي الآخر قتلتلي البنت اللي ينتقم منها"، جملة آخيرة همهم بها والد الطفلة كاميليا، غير مستوعبا أن صغيرته رحلت عنه بذلك الشكل، مطالبا بالقصاص لها دون تعاطف مع والدتها. 
 
واعترفت الصيدلانية المتهمة بقتل طفلتها في النزهة، بعقاقير"الفيل الأزرق" بجريمتها، وذلك بعد فشل محاولتها التنصل منها أمام المباحث مدعية أنَّ صغيرتها تناولت العصير الخاص بها بالخطأ، وأنَّها اعتادت تناول العقاقير المهدئة، بسبب معاناتها من الاكتئاب، نظرًا لوجود خلافات بينها وبين طليقها على حضانة طفلتها الوحيدة "كامليا".
 
وخلال التحقيقات ومحاصرة المتهمة بأدلة الاتهام، انهارت واعترفت بقتلها الطفلة، "أيوة قتلتها عشان زهقت من حياتي"، ثم أخذت تردد كلمات غير مفهومة، وتبين من التحقيقات أنَّ المتهمة لها تاريخ في المرض النفسي، وجرى إيداعها مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في العباسية.
 
وكلفت النيابة المستشفى، بإعداد تقريرًا حول حالتها خلال 40 يومًا، وموافاة النيابة بنتائجه.