كتب - نعيم يوسف
يعقد في باريس أول مؤتمر للمسيحيين العرب تحت عنوان "مسيحيون ومسلمون من أجل عروبة معاصرة" حيث تطرح مسألة الاندماج في المحيط بمختلف مكوناته، مع التأكيد على أن المسيحيين العرب ليسوا أقلية وأن حاضرهم ومستقبلهم على صلة باندماجهم مع محيطهم المسلم.
ليسوا أقلية
وقال فارس سعيد، عضو الهيئة التحضيرية للمؤتمر المسيحي العربي الأول، إنه لأول مرة يجتمع المسيحيون والمسلمون، لرسم خارطة طريق، وتلمس الأوضاع، والإجابة على الهواجس التي تجتاح المنطقة، لافتا إلى أن المسيحيون قلقون في المنقطة كلها، والمرحلة الانتقالية زادت من القلق لديهم وينظرون للأحداث بقلق، وبعض الأنظمة مثل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، استغلت مسألة الحرب على الإرهاب لفرض أمور عليهم مستحيلة، مثل تحالف الأقليات الشيعية العلوية الدرزية المسيحية، لمواجهة الأغلبية السنية في المجتمع.
 
وأضاف "سعيد"، في لقاء مع قناة "فرانس 24"، أن المسيحيون ليسوا أقلية في المنطقة، ولا يخافون المسلمون، ولكن هم والمسلمون يخافون على المنطقة ومستقبلها ويريدون بناؤها سويا، وتلمس "العروبة المعاصرة" تأخذ في اعتبارها هواجس الشباب ومخاوفهم، وعلى الجميع العمل على وضع الأسس للعروبة المعاصرة، مشددا على أن المسيحيون لديهم دور وهو أنهم يجعلون هذه المنطقة بالتعاون مع المسلمين أكثر إنسانية، مشددا على أن هناك وعي جديد لدى الشباب يسعى للدولة المدنية.
تعددية الشرق
من جانبها، قالت سميرة مبيض، كاتبة سياسية، إن هناك تعددية كبيرة في الشرق، ويجب التعايش معا، وكان للأديان دور رئيسي في التعايش إلى أن هيمنت عليها الأنظمة المستبدة، والتي استخدمت الأديان والطائفية، خاصة في المجتمع السوري، الذي تم إفساد المؤسسة الدينية فيه والتركيز على الطائفية، ويجب تجاوز هذه المخاوف التي أصبحت موجودة في كل المجتمع.
 
وتابعت "مبيض"، في لقاء مع نفس البرنامج، أن اليوم الجميع لديهم حكم على الآخر، ولكنه حكم مسبق بناء على أمور طائفية، وليس حكم قائم على المواقف، وتاريخ المسيحيون العرب الذين كانوا جزءا وقادة لحركة التنوير وإحياء اللغة العربية بعد انتهاء الإمبراطورية العثمانية، وهذا الدور لا يمكن تجاوزه.
 
التشارك في الهم والتفرقة
أما حسن منيمنة، أستاذ محاضر في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، فيقول إنه قديما كان الجميع متشاركون في الهم، وكان هناك تعاون واتحاد، ولكن الآن أصبح هناك اتهامات مسبقة للآخرين، والأفضل أن يكون هناك تنوع في المجتمعات، ولكن الآن هناك محاولة لاستعادة الأنوار، لافتا إلى أن المسيحيون العرب كان لهم دور كبير في تنوير المنطقة، ونتحدث الآن عن "تحالف قيم"، وليس تحالف طوائف أخرى.
 
وشدد "منيمنة" على أن المشكلة ليست مشكلة مسيحيون الشرق فقط، بل جميع السكان أيا كان دينهم، لافتا إلى أنه لا يجوز أن تنتظر الشعوب أن تنضج المؤسسات الدينية، وعلى المجتمعات أن تطالب بحوار، وما نشهده في المجتمعات المختلفة هو رغبة صادقة في التآخي.