قال المهندس عاصم الجزار، وزير الإسكان، إن الحكومة لم تنكر وجود مشكلة جراء الأمطار التي سقطت على القاهرة والمحافظات، مشيرًا إلى إدراكها الكامل لحجمها، ولا يوجد تعارض بين إعلانها استعدادها للأزمة، وما حدث لاحقًا، كاشفًا أن مشكلة الأمطار ستظل قائمة بالمحافظات القديمة، معلنًا تداركها في المدن الجديدة

 
وأضاف الوزير، خلال اجتماع اللجنة الخاصة المشتركة المشكلة برئاسة سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب لبحث موضوع (غرق بعض الشوارع نتيجة الأمطار) الاثنين، والمكلفة بإعداد تقرير عنها، يعرض على المجلس، بحضور عدد من الوزراء المعنيين، مؤكدًا على أن عدم حدوث مشكلة جراء الأمطار على مستوى الجمهورية، أمر مكلف جدًا ويفوق القدرات الحالية للدولة.
 
وأكد، على ضرورة الوعي بأن محافظات مثل القاهرة والإسكندرية وغيرها، التي تم تشييدها منذ زمن بعيد، غير مؤهلة لعمل شبكة صرف للأمطار، لأنه من ناحيه ستكون مكلفة اقتصاديا وفنيا، موضحًا أنه أمر ليس في الإمكان، ومن غير الطبيعي أن نعمل شبكة صرف للأمطار داخل الطرق والشوارع بمختلف المحافظات، وفق تعقيدات الشبكات من كهرباء وصرف وغاز وغيرها من ما تضمه الشوارع من شبكات، ومن الناحية الفنية، أمر غير مؤهل.
 
وزير الإسكان: أزمة الأمطار لن تحل بالمحافظات القائمة.. يتم تداركها بالمدن الجديدة
ولفت "الجزار"، إلى أن الحكومة تتدارك هذا الأمر في المدن الجديدة، بعمل إطارات لصرف الأمطار، حتى لا تتكرر هذه الإشكاليات بالمدن الجديدة، مشيرًا إلى أنه ليس من المنطقي مع التكلفة الاقتصادية والعوائق الفنية، أن نعمل شبكة صرف للأمطار في حالة شدتها لا تحدث سوى مرة أو 2 كل عدد من السنوات.
 
وأكد وزير الإسكان، على أن المواطن يرى أن توجيه الاستثمارات نحو عمل شبكات صرف صحي، أهم بكثير من عمل شبكات صرف أمطار وفق تكلفة اقتصادية وعواقب فنية، خاصة في المدن القائمة منذ زمن بعيد، مشيرًا إلى حاجتنا لقرابة 300 مليار جنيه، لاستكمال أعمال الصرف الصحي، والتى وصلت نسبة الأعمال له حتى 42%، قائلا: "ده مش رقم كبير ونحتاج للعمل أكثر".
 
وواصل حديثه:" أحنا مش بنقول مفيش مشكلة.. أحنا بنحط الأزمة الأخيرة وفق الإمكانيات المتاحة والجهود التى تتم"، مؤكدًا على أن الحكومة تعاملت معها بكل جدية عبر حلول عاجلة ومتوسطة الأجل، ومن ثم التحرك الحكومي وفق أزمات الأمطار في مصر، في إطار الإمكانيات المتاحة، وهذا يعد حلول جيدة، قائلا: "أحنا شوفنا كلام وزير التنمية المحلية، أن حجم المعدات في وزارته لم يكن يتناسب مع حجم الأمطار الطبيعي، ومن ثم علينا أن نضع مشكلة الأمطار بحجمها الطبيعي، وفق الإمكانيات المتاحة".
 
وتطرق "الجزار"، لثقافة التعامل مع أزمات الأمطار، مؤكدًا أن البنية التحيتة غير مؤهلة، سواء من شبكة الصرف أو الحارات المخصصة لسيارات الصرف، موضحًا أن الجميع تابع ما حدث من توقف مروري وازدحام كبير، وهو ما عمل على تأخر وصول سيارات الصرف لمكان الأزمات مثل كوبري العروبة، ورغم ذلك تعاملنا بشكل حاسم، وخلال 24 ساعة تم القضاء على الأزمة، قائلا: "شوفنا موجة دبي والمول غرق زي المطار عندنا، وده كان واضح للجميع".
 
وعن تساؤلات الأعضاء بشأن الاستفادة من مياه الأمطار، قال وزير الإسكان: "هذا يحدث بالفعل من خلال التوجيه للأمطار، للنزول إلى الترع والمصارف، ومن ثم نستفيد منها في مياه الشرب، أو اختلاطها بالمياه الجوفية، وهو ما نستفيد منها أيضا"، مؤكدًا أن الاستفادة متحققة بالفعل، والحكومة أدت دورها وفق الإمكانيات في أزمة الأمطار الأخيرة، ولا تستطيع أن تعمل شبكة صرف أمطار في المحافظات القائمة، وإنما بالمدن الجديدة، يتم تدارك ذلك.