فيينا – اسامة نصحي 
استمرارا لمسيرته المتميزة ودوره الثقافي والتنويري الواسع شارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في اللقاء الدولي: (الحوار بين الثقافات ومنع التطرف والعنف) في دورته الرابعة، الذي استضافته وزارة الخارجية التشيكية، ومعهد العلاقات الدولية في العاصمة براغ بالتعاون مع سفراء الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي ،يومي السابع والثامن  من نوفمبر 2019م، والهادف  الى  العمل على العوامل المشتركة للخروج بنتائج إيجابية تقلص الفجوات وتساهم في التعايش بين الشعوب ذات الأديان والثقافات المتنوعة.
 
وألقى الأمين العام للمركز فيصل بن عبدالرحمن بن معمر،  كلمة في الجلسة الافتتاحية للقاء، استهلها بشكر وزير خارجية جمهورية التشيك توماس باتريتشيك على الاستضافة؛ ومعهد العلاقات الدولية في براغ، وسفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي ضمت جهودها إلى جهود الوزارة لإقامة هذا اللقاء الدولي المهم. 
 
واستعرض ابن معمر الزيادة الكبيرة في الهجمات الكبيرة على الأبرياء في أماكن العبادة، خلال الأشهر القليلة الماضية في الولايات المتحدة وألمانيا؛ والتفجيرات، التي أودت بحياة المئات من المسيحيين أثناء قدّاس في سريلانكا، والمسلمين في نيوزيلندا وبوركينا فاسو، مؤكدًا على أنه لم يسلم أي مجتمع ديني من هذه الهجمات، لافتًا إلى أنه لم توجه هذه الهجمات الشريرة والإجرامية المتلبسة بلباس الدين والدين منها براء  إلى دور العبادة فحسب،  بل طاول شرها كل مكان؛ وتساوت في ذلك قاعات الزفاف في أفغانستان، أو الشوارع المزدحمة في المدن الأوروبية!
 
وأشار الأمين العام لمركز الحوار العالمي إلى تنامي خطاب الكراهية الناجمة عن استغلال الخطاب الديني والسياسي وخاصة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما مهّد لمثل هذه الأعمال الوحشية ونشرها بغية إحداث أكبر ضرر ممكن، موضحًا أن المنصات الرقمية والقنوات الإعلامية، تُستغل أبشع استغلال لنشر الخوف والتعصب والتطرف وسيطرة خطاب الكراهية على اللغات متجاهلة ما تحمله اللغات والحضارات من قيم انسانيه وخير للبشرية.
 
كما أشار ابن معمر الى تنامي أعداد المهاجرين الهائلة والمتدفقة إلى أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية، وما رافقها من زيادة مقلقة في مظاهر الشعبوية، وكراهية للآخر، ومعاداة للمسلمين واليهود وغيرهم، وكراهية الأجانب عموما في مهد العلم والتنوير!