وهبة: محاربة الإرهاب دون الأصولية الدينية وهم.. وداعش والقاعدة فروع لجماعة الإخوان

 
كتب - نعيم يوسف
بداية الانشغال بالأصوليات
قال الدكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، إنه بدأ الانشغال بالأصوليات الدينية في سبعينيات القرن الماضي، وحينها لاحظ بدايات نشر فكر أصولي، ولما قرأ هذه المؤلفات والتي كانت تدعوا إلى العودة للأصول، ومنع إعمال العقل في الكثير من الأمور، وضرورة قبول التفسيرات الحرفية للدين.
 

الأصولية تمنع إعمال العقل
وأضاف "وهبة" في لقاء مع برنامج "نطق فكرًا"، المذاع على قناة "تين" الفضائية، ويقدمه الإعلامي عمرو عبدالحميد، أن الأصولية تمنع إعمال العقل، وبالتالي يترتب على ذلك هجوم شديد على أي نظرية علمية لا تتفق مع الأديان، ومن هنا جاء الهجوم الشديد على نظرية التطور.
 
نعيش في عالم أصولي
وتابع أستاذ الفلسفة، أننا نعيش حاليا في عالم أصولي ويتسم بأنه عصر مظلم جديد، تتميز بأنها لا تقتصر على المسيحية فقط -مثل العصور الوسطى- بل تمتد إلى جميع الأديان، والإرهاب ليس مرتبطا بدين معين ولكنه كوكبي في جميع الأديان، وهذا تميز للعصور الوسطى الجديدة.
 
تاريخ الحضارة.. والمسار الأسطوري
وأشار إلى أنه بداية الحضارة جاءت عندما ابتدع الإنسان المصري القديم فكرة الزراعة لتطويع الطبيعة وفقا لما يريده، واعتبر وقتها أن الرياح والحشرات التي تأكل المحاصيل وتفسدها نوع من الأرواح، ثم تحولت فيما بعد لآلهة، مشيرا إلى أنه تم تطوير الثورة الزراعية إلى ثورة صناعية، ثم الثورة الإلكترونية، لافتا إلى أن هذه الرحلة مازال بها مسار أسطوري يؤخر الحضارة، ويدخل الإنسان في صراع مع الحضارات، مشددًا على أنه ضد مسألة حوار الحضارات لأنه يرى أنها حضارة واحدة، كما أنه ضد ما يعرف بـ"حوار الأديان"، مشيرا إلى أنه قبل فيما بعد الحوار حول "الظاهرة الدينية" وليس الدين ذاته، ومن هنا بدأ في مسألة نقد الأصولية.
 
نقد عباس العقاد
ولفت إلى أنه يعارض ما قاله عباس محمود العقاد، بأن "التفكير فريضة إسلامية"، لأنه كان يجب أن يفهم أن التفكير فريضة إنسانية، وهو أحرج الدين الإسلامي أمام الأديان الأخرى بهذه الجملة.
 
انتشار الأصولية في المنطقة
وأوضح أن الأصولية الدينية انتشرت بسرعة في الدولة التي تغيب عنها العلمانية وخاصة أفريقيا وآسيا والتي لم يوجد بها تيار علماني مثل أوروبا، مشيرا إلى وجود نمو كبير للأصولية الإسلامية في أفريقيا وآسيا.
 
المجتمع ينقسم إلى قسمين
وشدد على أن المجتمع ينقسم إلى قسمين، نخبة، وجماهير، وإذا كانت النخبة علمانية يكون الجماهير علمانيون، وإذا كانت أصولية يكون الجماهير في المجتمع أصوليون،  مشيرا إلى أن الأديان "جاية للبشر"، كيف يمكن استغلالها لعمل حروب في المنطقة، مؤكدا أن الشرق الأوسط محكوم بأصوليات دينية تستلزم تأسيس تيار علماني إذا التخلص من الأصوليات الثلاثة، اليهودية، والمسيحية، والإسلامية.
 
العلمانية والأصولية
ولفت إلى أنه في أحد المؤتمرات تحدث عن العلمانية والأصولية، وفوجئ باثنين واحدًا من حركة حماس، وواحد من حزب الليكود الإسرائيلي يهاجمانه، ويطلبان إعادة صياغة بيان المؤتمر لكي يوضع عليه الصبغة الدينية.
 
لا يوجد تيار علماني
وأوضح أنه حتى الآن لا يوجد تيار علماني ولكن هناك فكرة علمانية تحاول التحول إلى تيار، والأصوليات الدينية ليست موضع نقد في الصميم، ويتم تجاهلها والاكتفاء بالقول إننا نحارب الإرهاب، ولكن "هذا وهم"، و"لازم اللي يقول بحارب الإرهاب لازم يقول أنا بحارب الأصوليات الدينية إذا أنت استبعدت هذا البند (الأصوليات الدينية) واكتفيت بمحاربة الإرهاب ولا له معنى ولا هتوصل لأي شيء"، لافتا إلى أن من يعملون في الخطاب الديني يهربون من نقد الأصوليات الدينية.
 
الأصولية تتجسد في الإخوان
ولفت إلى أن الأصولية الدينية متجسدة في جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن باقي الجماعات مثل القاعدة والنصرة وداعش وغيرها مجرد "تفريعات" لأصل واحد وهو جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن أيمن الظواهري كان ينتمي للإخوان، وأسامة بن لادن كان ينتمي للإخوان، والتركيز على محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، دون جماعة الإخوان أمر خطر جدًا، ونوع من الوهم، مشددا على أن قوات الجيش والشرطة يتحملون نتيجة تخلف النخبة المصرية.