محمد حسين يونس
البشر الذين لم يكن بمقدورهم فهم حركة الكواكب والنجوم ، صدقوا أنها أرواح الأجداد تلمع فى الأفق و تؤثر على حياتهم ، كذلك لجهلهم بفعل الجراثيم والبكتيريا وأسلوب انتقال الطواعين والكوليرا ، كانوا يرونها غضبا من الأرباب..

ولكن .. كان هناك دائما من يشك ويعارض .. وكان هناك من يعانى الظلم لمعارضته وكم قاسى الشكاكون من الحاضنين ولكنه فعل الحياة وصناعتها ( الرفض و الإنتقاء ).. أو ما يسمي صراع الأضداد ..

أن ينتقل البشر من مرحلة لأخرى بواسطة من قال لا ..
أن يخرج من بين مليون حيوان منوى مقذوف واحد يلقح البويضة ويضيف لسكان الكوكب بشرى..
أن ينقد منهج التعليم الأزهرى ويهزه من الأعماق طه حسين فينتشر التعليم المدنى ..
أن يكسر احدهم المألوف فيخلع الطربوش أو يستبدل الجلباب بالبدلة فيسير خلفه المجموع ..
أن يهجر أحدهم الكارتة والحصان ويستخدم العربة والموتوسيكل فتنتشركوسيلة للمواصلات.
المعارضون المضطهدون المطاردون هم الأمل ، كل الأسماء التى تلمع الآن فى سماء

البشرية كانت من الفريق المعارض المضطهد ، وفى المستقبل سوف يتذكر الأحفاد هؤلاء الذين كان بمقدورهم إرشاد الشعوب لتعد طعامها بنفسها دون الانتظار لعدالة الأقدار .

البشر فى المجتمعات التى توقف نموها لأن الحاضنون يصرون على عدم التنحى ،لازال بمقدورهم أن ينتقلوا بشعوبهم من الطفولة الى المراهقة بالرفض للوصاية ، و إعادة التفكير فى المسلمات التى اكتسبوها من طفولة البشرية ..ليلحقوا بالركب ويصبحون بشرا ملتزمين ناضجين متوافقين مع قوانين الحياة التى لن تدللهم للأبد.

سيأتى اليوم الذى ينقرضون فيه كالديناصورات لو استمروا على طفولتهم ، فلننظر حولنا ونرفض الوصاية إنه ليس بقدر أو نصيب أو مكتوب ، إنه مستقبل نصنعه بأيدينا ضد رغبة الحكام ورجال الدين وعسس الأمن والأوصياء الحاضنين لأفكار الأقدمين ، إذا ما فرقنا بين الواقع والخيال Fancy وإذا ما عرفنا بدقة ما هو الصحيح الذى لا يصح غيره .

لكل كائن حي خريطة خاصة (ثلاثية الابعاد) تمثل المحتوى الجيني أو الصبغي لخلاياه أو ما يسمي (جينوم ) توضح إسلوب ترتيب الحمض النووى داخل كل خلية بشكل يتميز به كل كائن ويعتبر بصمته التي يورثها بعد ذلك لنسله .

((الحمض النووى هو نوع من الجزيئات الحيوية المتواجدة في منتصف خلايا الكائنات الحية الذى يضبط فاعلية الاداء الكلية للمنظومة وأهداف اواسباب تواجد كل خلية وهو الذى يحمل المعلومات الجينية خلال إعادة الانتاج)) .

و(( الحمض النووى يحتوى علي تعليمات جينية توضح التطور البيولجي للكائن وتشمل ايضا التعليمات الموروثه المنظمة لاداء وظائفه الحيوية المتنوعه .))..

(( وهو يعتبر بذلك وسيلة تخزين طويلة الأجل للمكونات الوراثية و الوظائف الاساسية لجزئيات ال (دى .إن.إيه ) التي من خلالها أصبح من الممكن الحصول علي المعلومات اللازمة لبناء البروتينات أوالحمض النووى حامل الصفات الوراثية)).

بمعني أن(الجينوم) و ما يحتويه من حمض نووى و(دى.إن.إية ) هو الشفرة التي يمكن التوصل من خلالها لصفات الكائن الوراثيه ووصفه وإستنساخه بل وإمكانية تعديل هذه الصفات (( إنه الإسم الخفي له )) الذى بمعرفته يمكن .. توقع سلوكه و قد يكون مستقبله .

كل الكائنات الحية من البكتريا او الجرثومة .. وصولا الي البشر لها خريطتها الجينية التي تعتبر كلمة السر التي تدل عليها .. فهل للكون الذى نعيش فيه خريطته الخاصة به أيضا . هل له (جينومه ) الذى يميزه عن اكوان أخرى لازالت بعيدة عن معلومات البشر

السؤال بصورة أخرى هل الكون كائن حي ؟... هل له (جينوم ) ((باكر نكمل الحديث )).