بعد خطاب حسن نصرالله.. محللون: السلطة فاسدة.. وأموال الشعب منهوبة والمرافق منهارة

أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، والذي يعد واحدًا من أهم أركان النظام اللبناني، أنه يرفض إسقاط النظام الحالي، ويرفض إسقاط الحكومة أو الرئاسة، لافتا إلى أن الورقة الإصلاحية التي قدمتها الحكومة برئاسة سعد الحريري تحقق مطالب المتظاهرين.

في السياق، قال فادي أبو ديه، رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية، إن حزب الله لم يضع نفسه في مواجهة المتظاهرين لحماية السلطة، ولكنه كان مع المتظاهرين في مطالبهم المحقة، ومعاناتهم في الحياة، بما وصلت إليه السلطة من فساد.

وأضاف "أبوديه"، في تصريحات لبرنامج "مباشر" المذاع على قناة "روسيا اليوم"، الفضائية، أن حزب الله حاول تهذيب مطالب المتظاهرين بما لا يؤدي إلى الفوضى والفراغ السياسي، أو أن يذهب البلاد إلى المجهول، لافتا إلى أن الشعب نزل إلى الشارع وكان نموذجا للبنان العابر للطوائف، الذي يطالب بمطالبه وحقوقه المعيشية.

وتابع رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية، أن حزب الله هو جزء من هذه السلطة، ويتحمل المسئولية وهو ما طالب به الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، مشددًا على أن الجميع يتحمل فساد السلطة، وهناك حكومات متراكمة منذ 35 عاما، والجميع يتحمل ما وصلت إليه الأمور على حسب مشاركته في السلطة، مشددا على أن حزب الله لا يتهرب من المسئولية.

ولفت يوسف مرتضى، الكاتب والمحلل، إلى أن التهويل من الفراغ غير صحيح، ولا يمكن أن يحدث فراغ، والشعب يطالب باستقالة الحكومة، وعندما تستقيل تقوم بتصريف الأعمال، ثم تحدث مفاوضات لتشكيل الحكومة وهذا من المفترض أن يحدث، مشيرا إلى أن الشعب كله يعاني من فساد السلطة، فهل من الممكن أن تكون السلطة الفاسدة جزءًا من الحل.

وأشار "مرتضى"، في لقاء مع نفس البرنامج، إلى أن هناك لغط في شعارات المتظاهرين، وعندما يرفعون شعارات إسقاط النظام، فإنهم يريدون إسقاط الطبقة السياسية التي حكمت البلاد منذ عام 1989 وحتى الآن، وهو النظام الذي رسمه ما يعرف بـ"اتفاق الطائف"، ويتم المطالبة بإسقاط هذه الطبقة من أجل تطبيق نظام يوافق الدستور.

أما الكاتب والمحلل السياسي، أسعد بشارة، فقال إن الثقة بين الحكومة والشعب مفقودة، وما يحدث ليس حراكا ولكنه غضب حقيقي، ومضمون الورقة جيد ولكن لا يوجد ثقة في تنفيذ ما يقولونه، مشيرا إلى أن هناك فشل وكسل في عملية إدارة الدولة، ومرافق الدولة كلها منهارة والمال العام منهوب.

ولفت "بشارة" إلى أن هناك معادلة أصبحت واضحة جدًا في الفترة الأخيرة، حيث يعلن حسن نصرالله أن هذه الحكومة حكومته ويرفض سقوطها، وقد وصلت الدولة إلى الانهيار، مشيرا إلى أن السلطة تقوم بالتغطية على حزب الله الذي يتحكم في الدولة.