عكاشة: أغلب حوادث العنف والقتل في العالم بواسطة أشخاص طبيعيين، بنسبة 85%، والمرضى بنسبة 15% فقط

كتب - نعيم يوسف
الوصمة.. والتهميش
قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، إن الوصمة تعني وجود نوع من العار والخزي من شيء معين، ووصمة المرض النفسي تعود إلى التهميش والنفور من أي شيء يخص المرض النفسي، وهذه تمثل مأساة بالنسبة للمريض النفسي، وقديما لم يعلموا أن المرض النفسي موجود في المخ، وبدؤوا في تأويله الكثير من التأويلات.
 
المرض النفسي لدى المصريين القدماء
وأضاف "عكاشة"، في لقاء مع برنامج "المواجهة مع النفس"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم، المذاع على قناة "القاهرة والناس" الفضائية، أن قدماء المصريين لم يكن لديهم أمراض نفسية، لافتا إلى أنهم عثروا على برديات لمرض القلب، وكانوا يعتبرون الأمراض النفسية تابعة لأمراض القلب، ويعالجونهم كأنهم مرضى قلب، والأمراض الهيستيرية كانوا يعالجونها عضويا، وكانوا يضعون بخور في المهبل لأنهم كانوا يعتبرون سبب ذلك هو نقص الرطوبة في الرحم.
 
رجال الدين.. والمرض النفسي
وأشار إلى أنه قديما كان رجال الدين هم من يقوموا بالعلاج النفسي، ومنذ 210 سنة فقط تم إطلاق كلمة "الطب الروحاني" عليه، وفي سنة 1964 أنا اللي أطلقت كلمة "الطب النفسي"، وكان قبلها يسمى بـ"الأمراض العقلية والعصبية"، مشيرا إلى أنه "مفيش كلمة مجنون في الطب النفسي".
 
المرض النفسي وحوادث القتل
وكشف أن أغلب حوادث العنف والقتل في العالم بواسطة أشخاص طبيعيين، بنسبة 85%، والمرضى بنسبة 15% فقط.
 
الجميع لديهم أعراض
وأوضح، أنه لا يوجد إنسان "معندوش أعراض نفسية"، وكل الناس لديها أعراض نفسية، ولكن لا يتم علاجهم، والأعراض النفسية لا تعالج إذا أثرت على دراسته، أو عمله، أو اختلاطه بالناس، ويصبح في حالة إن الدنيا مش مستاهلة الواحد يعيشها".
 
وأشار إلى لا يوجد علاقة إطلاقا بين درجة الإيمان والمرض النفسي، لأنه مرض دماغي يؤثر على تفكير الإنسان، وهذا موجود في الدماغ وليس له أي علاقة بقراءة القرآن أو الإنجيل، مشددًا على أنه لكل داء دواء، وليس بالقراءات أو الأمور الشعبية.
 
المصريين والمرض النفسي
وأوضح أنه أجرى دراسة في وقت سابق، ووجد أن 74% ممن ترددوا على مستشفى عين شمس توجهوا إلى العلاج بالسحر، مشددًا على أن المرض النفسي ليس له علاقة بالإيمان أو التربية إطلاقا، ولكن العائلات تعتبر المريض النفسي "بايظ" أو "قليل الأدب"، ويتم إهماله في الأسرة.
 
ولفت إلى أن 2.5% فقط هم من يتلقون العلاج النفسي، موضحا أن الناس تزعم أنها مصابة بالاكتئاب ولكن 90% ممن يدعون الإصابة بالاكتئاب غير مصابين به، موضحا أن بعض الدراسات أجريت على مصر ووجدت أن 3.8% فقط هي نسبة انتشار المرض، وهي نسبة قليلة بالنسبة لدول العالم، موضحا أن المكتئب لا يستطيع الذهاب إلى العمل، وإذا ذهب لا يعمل شيء.
 
هل أنت مريض نفسي
وكشف أن هناك سؤالين يمكن طرحهما على الشخص لمعرفة هل هو مصاب بالاكتئاب أم لا، وهما: هل في الشهر الأخير، أصبحت تشعر بالعجز واليأس عن أي شيء تفعله؟ وأيضا: هل تفقد البهجة في الشهر الأخير من الأشياء الممتعة مثل الطعام والشراب وغيره؟ مشددًا على أن العبء الخاص بالاكتئاب يمثل 38% من كل الأمراض، وهو أكبر من السرطان ومرض القلب، مشيرا إلى أنه بين النساء يمثل الاكتئاب رقم واحد في العبء لدى النساء في العام الحالي، ورقم 3 لدى الرجال، ولكن في عام 2030 سيكون رقم واحد لدى الكل، مشيرا إلى أن الاكتئاب يأتي بأعراض جسدية.