أجرى وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" اليوم الخميس مباحثات بشأن الوضع في شمال شرق سورية وجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة بعدما تسبب التوغل التركي الأخير لأراض دولة مجاورة لها في إثارة التوتر داخل التحالف.

 
وشنت تركيا العضو في الحلف عملية عسكرية قبل أسبوعين في شمال شرق سورية بالأساس من أجل محاربة ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية "واي بي جي" التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا مرتبطا بحزب العمال الكردستاني المحظور "بي كيه كيه".
 
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية هي القوة الرئيسية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في سورية مدعومة بالقوة الجوية للغرب وقوات خاصة. بينما تم تصنيف حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية من جانب تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
 
وأثار التوغل التركي، الذي توقف باتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا والولايات المتحدة، إدانات حادة من جانب الكثير من دول الحلف، وسط مخاوف من أن يقوض هذا التوغل الاستقرار الإقليمي ويضيع المكاسب الي تم تحقيقها ضد تنظيم داعش.
 
وتتفق تركيا وروسيا الآن على تسيير دوريات مشتركة في المنطقة التي كانت سابقا تحت سيطرة القوات الكردية، وأمهلتا ميليشياتها 150 ساعة لإخلاء المنطقة.
 
وقالت وزير الدفاع الألمانية أنيجرت كرامب كارنباور في بداية الاجتماع إن هذا الترتيب "لا يقدم أساسا على المدى الطويل لحل سياسي"، مضيفة أن نظراءيها الفرنسي والألماني يشاركانها وجهة النظر تلك.
 
ومن المتوقع أن تسعى كرامب كارنباور إلى الحصول على دعم لاقتراح لها بإنشاء منطقة آمنية تحت إشراف دولي في شمال شرق سورية. وقوبل الاقتراح حتى الآن بصمت من جانب الدول الأعضاء للحلف.
 
وقالت بعد مباحثات مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على هامش اجتماعات الناتو في بروكسل إن الوزير التركي كان منفتحا على مشاركة المجتمع الدولي.
 
وأضافت أنه طمأن أيضا نظراءه في الناتو أن أنقرة لا تسعى لإعادة توطين أو تطهير السكان، لكنها تسعى إلى إعادة بناء المنطقة.
 
وأغضبت أنقرة حلفاءها بقرار لشراء منظمة الدفاع الجوية الروسية "إس 400" غير المتوافق مع أنظمة الناتو، في حين يتم النظر بقلق في العواصم الأخرى إلى حملة إجراءات صارمة على الحريات المدنية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 2016.
 
ومن ناحية أخرى، كان أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج متلهفا للإشارة إلى أن تركيا حليفا إستراتيجيا رئيسيا ذي مصالح أمنية شرعية.
 
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اليوم الخميس إن تركيا "تتحرك في الاتجاه الخاطئ"، مشيرا إلى أنه "في كثير من القضايا نراها تدور أقرب إلى المدار الروسي منه في المدار الغربي". وناشد الحلفاء للسعي لتعزيز الشراكة مع تركيا.
 
وتهدف المباحثات التي تجرى على مدار يومين في بروكسل إلى الإعداد لقمة الذكرى السنوية السبعين للحلف في لندن في ديسمبر.
 
كما يبحث الوزراء كيفية مواجهة الحلف للتهديدات الهجين (التقليدية وغير التقليدية معا) بما في ذلك أمن اتصالات الجيل الخامس، والتقدم الذي تم إحرازه في تعزيز قدرات الاستجابة السريعة، والتطورات في أفغانستان.