سليمان شفيق
اصدرت منظمات المجتمع المدني في الحسكة بشمال سوريا بيانا تناشد في المجتمع الدولي التدخل لوقف الغزو التركي .
 
ناشدت الجمعيات والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في المجال الإنساني المجتمع الدولي التدخل وبشكل مباشر لوقف هجمات الدولة التركية وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية العاجلة للنازحين وتسهيل عودتهم إلى مناطقهم ومنازلهم.
 
نص البيان : 
ليس خاف من أحد ما يجري على جغرافية الشمال السوري من غزو الهمجي والاعتداء من قبل الدولة التركية والمجاميع المتطرفة التي استهدفت كافة المدن والبلدان والقرى الآمنة على الشريط الحدودي دون استثناء ضارباً عرص الحائط كافة القوانين والأنظمة الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، وارتكبت جرائم إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بغية تغير الديمغرافي لفسيفساء المنطقة من كافة المكونات الشعب السوري مستهدفاً الأعيان المدنية 
 
ونتيجة لهذا الغزو الغاشم فقد شهدت المنطقة موجة نزوح الجماعية مفاجعة وكبيرة إلى المدن والمناطق الجنوبية الأكثر أماناً، حيث ولت عدد النازحين إلى ما يقارب 300000 ألف وجلهم من النساء والاطفال وكبار السن، إذ شكلت معها كارثة إنسانية تفوق طاقات المنطقة والإدارة الذاتية المحلية بعد هجرة المنظمات الدولية.
 
وعليه باسم كافة الجمعيات والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في المجال الإنساني نناشد المجتمع الدولي التدخل وبشكل مباشر وعاجل لوقف هجمات الدولة التركية والمجاميع المتطرفة وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية العاجلة للنازحين ".
كما اصدر مجلس سوريا الديمقراطية بيانا جاء فية :
 
لقد تمادى الجيش التركي في إجرامه لينسحب من الآلية الأمنية التي رسمها الاتفاق معه وتم تنفيذها من قوات سوريا الديمقراطية مابين تل أبيض ورأس العين . لقد تبينت النوايا العدوانية التركية والسعي لاحتلال مناطق جديدة منذ الإعلان عن عمليات قتالية على شمال وشرق سوريا بهدف تهجير سكانها الأصليين
 
وإسكان عوائل المرتزقة التابعين له من مختلف المحافظات السورية، ساعياً لتغيير ديمغرافي والتحكم بمصير اللاجئين والتلاعب بهم لإعادة المشروع العثماني والميثاق المللي واستمرار الابتزاز عبر المأساة السورية. وقد شن الاحتلال التركي هجماته على عدد من القرى الآمنة وقصف المدن الحدودية مستخدماً المدفعية والطيران الحربي، وإدخال المرتزقة من عملائه، وتحريض الخلايا النائمة التي زرعها منذ اقتلاع داعش في مناطقنا، مخلفاً الكثير من الدمار والخراب وموقعاً عشرات الشهداء المدنيين ومئات الجرحى و استهدافه لجموع المدنيين العزل دون أي وازع، فضلاً عن نزوح مئات الآلاف من مدنهم وقراهم نتيجة القصف التركي العشوائي على الأحياء والقرى الآهلة بالسكان مستغلا الظروف الدولية الطارئة وتخاذل المجتمع الدولي.
 
لم يكن مفاجئاً حجم التضامن الكبير الذي أبدته دول ومجتمعات ونخب وأوساط سياسية مهمة حول العالم مع المقاتلين والمقاتلات في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، ووقوفهم إلى جانب القوات في معركتها ضد العدوان التركي. ورحبنا بهذه المواقف، كالموقف الاوربي وموقف جامعة الدول العربية الرافض للتدخل التركي، ودور مصر التي استقبل وزير خارجيتها وفداً من قيادة مجلس سوريا الديمقراطية.
 
وفي الوقت الذي أعطينا الفرصة لإيجاد مخرج وحل دبلوماسي فإن كل ساعة تمضي كان يرتقي فيها المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين، وكل ما صدر من مواقف إيجابية لم تردع الجيش التركي المستمر في ارتكابه المجازر بحق المدنيين.
 
من هنا فإننا في مجلس سوريا الديمقراطية نرى بأن قوات سوريا الديمقراطية قد أبدت كل الالتزام تجاه مهام رئيسية جسيمة في حماية المدنيين، وحماية سجون ومخيمات الدواعش من الفوضى والفلتان، والدفاع عن الحدود السورية ضد الاحتلال التركي. وجاءت مذكرة التفاهم مع الجيش الروسي في سوريا حول التنسيق مع قوات الحكومة السورية بغرض حماية الحدود السيادية لسوريا كخطوة ضرورية لدرء العدوان التركي، وتمهيد الأرض لإيجاد مزيد من التفاهمات حول القضايا الأمنية والإدارية لاحقا.ً
 
مجلس سوريا الديمقراطية يؤكد تمسكه بموقفه الثابت المناهض للاحتلال التركي وأن الأولوية هي لمقاومة هذا الاحتلال، كما يؤكد أن أحد أسباب استمرار الأزمة في سوريا كان الإصرار على الخيار العسكري وعدم إعطاء الفرصة للحوار السوري الداخلي وأن الحوار يجب أن يطلق بين السوريين وأن يستمر حتى إنهاء كافة التهديدات ضد سوريا وشعبها.
 
كما أن مجلسنا يؤكد بأن النظام التركي يستمر بالتلاعب بمصير السوريين واستخدام اللاجئين في تركيا كورقة للضغط على أوربا لتحقيق أجنداته ويسعى للتلاعب بورقة داعش لاحقاً. ولذلك فإننا نؤكد أن المجتمع الدولي مازال مطالباً بالقيام بواجباته الأخلاقية والإنسانية تجاه السوريين وأزمتهم، عبر ممارسة المزيد من الضغوط لوقف العدوان التركي، و إيجاد حل سياسي نهائي للأزمة السورية ينهي السياسات الإقليمية والدولية المتناقضة التي أنهكت الشعب السوري، والتي تهدد وحدة سوريا بالانقسام والتفتت. 
 
إننا سنعمل بكل الوسائل والسبل على الدفاع عن أرضنا، وعلى استمرار الحوار للوصول إلى تفاهمات ترضي شعوبنا في تحقيق الحرية والكرامة وبناء الدولة المستقرة الواحدة والنظام الديمقراطي الذي يحقق العدل والسلام.