"فاقد الشيء لا يعطيه".. مثل تداوله أجدادنا، لكن لكل قاعدة شواذ، فأحيانا فاقد الشيء أكثرهم شعورا بأهميته، مثال ذلك الحاجة عزيزة عبدالعليم التي عانت من الجوع وهي صغيرة، وكبرت لتؤسس مطبخا متحركا لإطعام المحتاجين من أهالي إمبابة، فبعد أن كانت تطهو في منزلها للمحتاجين أصبحت تجوب كل مناطق إمبابة لإطعام الفقراء.
 
تقول الحاجة عزيزة إنّ الأمر بدأ بمبادرة "معا ضد الجوع" قبل نحو 30 عاما، حيث كانت تطهو في منزلها للمحتاجين، بعدها خرجت للحدائق العامة بالأواني وبدأت الطهي للناس: "فضلت أجمع تبرعات وأوزع الطعام لحد ما الموضوع بقى مائدة دائمة تحت كوبري إمبابة".
عزيزة عبدالعليم: أذهب للمناطق "تحت الصفر" لإطعام الغلابة 
 
وتتابع الحاجة عزيزة التي لم تكتف بالطهي للمحتاجين بل تشرف على توزيع نحو 2500 شنطة تموين للأسر المحتاجة شهريا، في حديثها لـ"الوطن"، أنّها قررت التحرك من تحت الكوبري معتمدة على معرفتها بالمنطقة، للوصول لمحتاجين أكثر: "كنت أعد الطعام وأنقله بسيارات للمناطق المختلفة، خاصة التي يعيش فيها البسطاء".
 
اختيار الأماكن ليس عشوائيا، فالحاجة عزيزة تعرف إمبابة جيدا، وتتعمد الذهاب للمناطق التي وصفتها بـ"تحت الصفر وناس غلابة أوي"، فقبل نحو 7 أو 8 أشهر بدأت مبادرتها "المطبخ المتحرك" لتستطيع الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس الذي يصل إلى المائدة في الشارع من زمان.
 
وتتابع مؤسسة جمعية "أحباب الكريم": "لن أواجه أي صعوبات في مشروعي، فالمتبرعين يثقون بي لأنّهم يرون عملي منذ سنوات، والأهالي أيضا يساعدونني بمجرد الذهاب لأي مكان لنصب المطبخ والمائدة، يتعاونون معي ويسهلون كل الأمور عليّ"
 
الحاجة عزيزة: لا أخجل من الماضي وكبرت وإخوتي على عمل الخير
تعود الحاجة عزيزة لتحكي عن طفولتها، قائلة: "كنا صغارا نعيش في محافظة المنوفية، وكان والدي يعمل خارج مصر، وكان منزلنا لا يهتم بالطعام والملابس، فقط يركزن على شراء الأراضي".
 
تتحدث الحاجة عزيزة عن كواليس فكرة تدشين مطبخ متحرك يجوب منطقة إمبابة لإطعام المحتاجين، قائلة: "أنتمي لعائلة كبيرة ولا أخجل من أصلي كفلاحة من محافظة المنوفية، في بداية حياتي كنت أعيش في منزل سافر منه الأب وتولى مسؤوليته الشقيق الأكبر".
 
تضيف الحاجة عزيزة: "أخويا الكبير كان المسؤول عن البيت، كانت العيشة صعبة والأكل قليل، وطلعنا 7 إخوات وبسبب الحرمان لما ربنا فتحها علينا، 4 مننا اهتموا بالعمل الخيري".