بدأت رحلته مع السرطان مبكراً، قبل أن يتخطى عمره الـ5 سنوات، يواجه المرض الخبيث بشجاعة، يبكى فى جلسات العلاج الكيماوى الذى يغتال براءته، لكنه سرعان ما يضحك ويلعب، متناسياً وخز الحقن ومرارة العقاقير، حتى أطلق عليه زملاؤه «المريض المبتسم»، ورغم خضوعه لـ36 عملية جراحية، كان آخرها بتر ساقه اليسرى، فإنه ما زال مبتسماً راضياً بما أصابه.

أجرى 36 عملية جراحية كان آخرها بتر ساقه.. وكوّن صداقات مع المشاهير
ظروف مرضية صعبة، عاشها الطفل محمود سامح، 11 عاماً، كان يذهب إلى مدرسته، مستنداً على عكازين، وبرفقة والدته وشقيقه التوأم، الذى يشاركه جميع لحظاته المؤلمة من جلسات العلاج الكيماوى، حتى العمليات الجراحية والغرفة التى يرقد بها فى المستشفى: «ماكنتش باقدر أروح المدرسة كل يوم، ماما كانت بتودينى يومين فى الأسبوع بس، وكانت بتقعد معايا طول اليوم، لحد ما أروح».

اعتمد «محمود» فى مذاكرته على الدروس الخصوصية والمتابعة المنزلية، ورغم عدم استقرار حالته الصحية وتنقله بسيارة الإسعاف وإجرائه عدة جراحات أثناء العام الدراسى الماضى، منها عملية إزالة مفصل الحوض، فإنه نجح، وكان من ضمن الأوائل على مدرسته، وهو ما جعله يشعر بالفخر وسط زملائه فى المدرسة والمستشفى: «باذاكر مع أخويا التوأم، وبناخد دروس فى البيت مع بعض، مش زعلان أبداً على الظروف اللى أنا فيها، وعارف أن ربنا هيشفينى ويعوضنى عن كل الأيام دى وهارجع تانى ألعب مع أصحابى، وأعيش حياتى بشكل طبيعى»، ورغم صعوبة الأيام التى يقضيها داخل مستشفى 57357، بسبب جلسات العلاج المؤلمة، فإنه يشعر بسعادة بسبب اللعب: «بابقى فرحان قوى علشان بالعب وباشوف ناس كتير مشهورة وباتصور معاهم».

صداقات كثيرة كونها «محمود»، بخفة دمه وشخصيته الجذابة مع العاملين فى المستشفى وزائريه من المشاهير والفنانين، الذين يطلبون رؤيته عندما يعرفون قصته: «فيه ممثلين ولاعبين كورة بيكلمونى فى التليفون ويسألوا عنى ويدعمونى، وفيه إعلاميين بيحبونى قوى وبييجوا يزورونى كتير زى شريف مدكور ووائل الإبراشى وأحمد فايق».