عبد المنعم بدوى

على الرمال البيضاء الناعمه ، ومياه البحر الأزورديه ... تجرى " كيلوباترا " وهى فى ثوب سكندرى ابيض شفاف ، مكشوف الصدر والزراعين ... يجرى خلفها محاولا اللحاق بها " مارك النطونيو " ، يمسك بها ، يضمها إلى صدره ، يطارحها الغرام ... طيور النورس ماتزال تطير ، تجلس على الرمال وبجوارها مارك أنطونيو ، مستسلما ومسحورا بجمالها ، يتناولان المأكولات ويشربان النبيذ السكندرى ... وعند أنتهاء اليوم يذهبان الى الأسكندريه ليهربا معا من أساطيل " يوليوس قيصر " القادمه من الشمال .

على تلك البقعه الخلابه قضيت 48 ساعه أجازه هروبا من حر القاهره ... أجلس الأن على كافيه امامى كوب عصير مانجو مثلج ... كافيهات الساحل الشمالى غير كافيهات القاهره ، هنا المصريين من كل المدن ، الوجوه كثيره لا أعرفها ، الهواء البارد يلفح وجهى ، يداهمنى هذا النسيم من حيث لا أدرك ولم أتعود ، رائحة البحر قويه ، وصوت أمواجه راح يلامس أذنى ... أنه يداهمنى فى قلبى حيث هو جرحى الدائم .

أتناول رشفه من عصير المانجو ... يأتينى صوت فيروز الحنون من سماعات الكافيه وهى تشدو :
شايف البحر شو كبير ؟ كبر البحر بحبك !

أعتبرت هذا الكلام موجها لى ، ومن لايسعده أن تحبه امرأه حبا بحجم البحر لاسيما هذا البحر هو بحر الساحل الشمالى .
مازال صوت فيروز ينساب جميلا دافئا :

نترتك سنى ... ياطول السنى ... وأسأل شجر الجوز !

السنى هى السنين ... أما شجرة الجوز فلم أرها فى حياتى ، ولكنى أتخيل أمرأه تجلس تنتظرنى تحت هذه الشجره فتصعب على ... تأتى غاده حسناء بالبيكينى تتهادى نحو أحد الكراسى الطويله ، تجلس عليه ، من حقيبنها أخرجت زجاجة زيت ، راحت تدهن بها زراعيها وصدرها وبطنها .. ثم فخذيها ، وبعد ذلك أستسلمت فى هدوء للأشعه البنفسجيه الإغريقيه !!

أشرب عصير المانجو ولايزال صوت فيروز ينساب فى حنان ...
شايف البحر شو كبير ؟ كبر البحر وبعد السما ـ باحبك ياحبيبى ـ ياحبيبى بحبك ...