من عام لآخر ينتظره ملايين المسلمين حول العالم، عيد الأضحى فرصة لقاء الأهل والأقارب والأصدقاء، وأيضا فرصة لتناول اللحمة، وعلى الرغم من ذلك يهرب الكثيرون من تلك المناسبة، ليس لشيء إلا لأنهم "نباتيون".

 
يتجنب أغلب النباتين النزول في الشوارع، لعدم استنشاق رائحة الذبيحة سواء من خلال السفر أو الذهاب إلى أماكن مغلقة بعيدة عن هذه الأجواء.
 
"أنا روحت الساحل من قبل العيد بيومين".. تتحدث منة محمد، 28 عامًا، التي لم تستطع قضاء إجازة العيد في القاهرة بسبب رائحة الأضحية، حيث إنها أصبحت نباتية منذ صغرها بسبب موقف تعرضت له: "كنت بعشق اللحمة وبعدين كنت معزومة عند ناس واكلت كتير قعدوا يقولولي إيه ده قدرتي تاكلي كل ده".
ومنذ ذلك الموقف ولم تتمكن منة من تناول أي نوع من اللحوم بشكل عام، متابعة "لا أستطيع تناول أي نوع من اللحوم، تقريبا كده اتحسدت، بس خلاص عجبني اني عيشة نباتية بقالي سنين على كده".
 
فيما تقضي سارة محمود، 30 عامًا، أيام العيد داخل المنزل حيث تمنع نفسها عن النزول: "بحبس نفسي في البيت عشان مشوفش منظر اللحمة والدم وبقفل أوضتي لأن أهلي طول أيام العيد بياكلوا لحمة، وخصوصا الضاني ريحتها بالنسبة لي صعبة أوي"، وتنتظر الفتاة الثلاثينية انتهائهم من الطعام لتحضر أكلها الخاص بها.
 
أما أحمد إبراهيم، 32 عامًا، يقيم في أحد الفنادق تلك الفترة ويمنع نفسه عن الخروج منه، حتى لا يستنشق روائح المواشي سواء قبل أو بعد الذبح: "الموضوع مكلف بس مش مشكلة تغيير جو، أنا نباتي لأني مش بقدر اتخيل إني باكل لحوم بتعب جدا من الريحة مش إني أكلها حتى".
 
على النقيض لا يحرم محمود عبدالرحمن، 29 عامًا، نفسه من التجمعات الأسرية، رغم كونه نباتي ويجلس معهم على طاولة الطعام ولكنه لا يشاركهم اللحوم، حيث يتناول طعامه الخاص به من السلطات والبيتزا: "العيد برده فرحة مش معنى إني مش بحب حاجة إني احرمها أو محتفلش معاهم لا طبعا أنا بحب لمة العيلة جدا".
 
اتجهت منى أحمد، 28 عامًا، منذ خمس سنوات لاتباع النظام الغذائي النباتي في طعامها، عقب نصيحة أحد الأطباء الأجانب لها، بسبب إصابتها بالتهابات شديدة في العضلات: "التزمت بمعايير النظام والحمد لله الالتهاب راح من ساعتها وأنا مش بكره اللحوم فممكن استحملوا بس مبقتش احب أو اشتاق إني أكلها، اتعودت على الأكل النباتي خلاص".