الشرقية - سارة على
تعتبر الهجن العربية " الأصايل " إحدى أهم سمات وثروات القبائل البدوية، وتتفاخر كل قبيلة بما تمتلكه منها، وذاع صيت رياضة سباقات الهجن فى دول الخليج العربى، رغم ما تكتلكه مصر من كفاءات فى العنصر البشرى الذى يقوم بتدريب الهجن على اعلى مستوى، لتنافس الهجن على مستوى العالم.
 
وإلتقت " اقباط متحدون " بأبو عدنان الرياشى، مدير العلاقات العامة و المتحدث الرسمي باسم الاتحاد المصري لرياضة الهجن، للتعرف على عالم الهجن و أسرارها و قدراتها، والتطرق لتفاصيل حياتها ورياضتها.
 
" أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " .. فالله عز وجل قد امر الناس بالتدبر فى خلق الإبل لما لها من قدرات يعلمها الناس و قدرات أخرى خفية تم إكتشافها على مر السنين" تلك الكلمات التى استهل بها الرياشى حديثه عن الهجن، مؤكدا أنه على مر السنين كشف البشر قدرات لم يكونوا يتوقعونها بتلك المخلوقات، ليتم التأكيد على ما ذكره الله فى كتابه العزيز أن له فى خلقها معجزات.
 
و  أوضح أن رياضة الهجن هى رياضة منتشرة بمصر خاصة بأماكن التجمعات القبلية، وأشهر المحافظات التى ينتشر بها الهجن هى محافظات " وسط وشمال وجنوب سيناء والشرقية والوادى الجديد يليه الاقصر وغرب سهيل بمحافظة اسوان و مطروح، وتتواجد الهجن العربية بكثرة فى مطروح ولكنها لا تستخدم للرياضات ولا السباقات، ويكتفى بالإحتفاظ بها للرعى "، مضيفا أن القبائل تتفاخر بامتلاكها للهجن العربية، و أن أكثر القبائل المعروفة بتربية ورياضة الهجن هى قبائل الحويطات تتبعهم قبائل الطرابيل وقبائل مزينة وقبائل الأحيوات.
 
و عن الفرق بين الهجن والجمال التقليدية قال أبو عدنان الرياشى .. أنها تختلف عن الإبل العادية فى السلالات و الشكل ونوع الطعام و طريقة التدريب، وتعتمد على الذرة والشعير و قليل من البرسيم فى غذائها، حيث أن الشعير جزء أساسى فى الحفاظ على رشاقة الهجن، ويجعل بطنها قليلة الحجم، فيكون أجسام الهجن أشبه بأجسام الغزال
 
و تابع .. أن سباقات الهجن عادة ما تقام فى دول الخليخ، ولكنها تقام فى بعض المناطق بمصر، بعد أن يتم تدريب الهجن على أعلى مستوى، وذلك على أن يبدأ التدريب فى شهرى سبتمبر و أكتوبر ، ويتم تدريبها لمدة أشهر على السبق، بداية من جعلها تمارس المشى مسافات تقدر بحوالى 4 كيلو فى اليوم حتى يتم انتقاء الهجن وإعدادها والبدء فى إعداد سباقات تبدأ من مسافة 10 كيلو لاختيار  المتميزين. 
 
ويعتمد التدريب ونجاح الهجن فى مصر على العنصر البشرى بخلاف دول الخليج والتى تعتمد بشكل أساسى على المضامير المعدة إعدادا وتجهيزا جيدا.
 
و عن أصول الهجن العربية، قال مدير العلاقات العامة باتحاد رياضة الهجن، أن أصولها ترجع، وقد هاجرت مع الصحابة من و إلى الحبشة" أثيوبيا حاليا"، فحينما أمر الرسول بالهجرة للحبشة، للإ؛تماء بملكها " النجاشى" من بطش كفار قريش، من الصحابة من استقر بالحشة ومنهم من عاد بعد هدوء الامور، وعادوا ومعهم الإبل السودانية او الهجن السودانية ولكن اصولها ترجع للجزيرة العربية.
 
و تابع أن أفضل سلالاتها هى سلالة " البشارى " نسبا لقبيلة البشارية، وهى من أحسن سلالات الهجن خصيصا لسباقات المسافات البعيدة، وهى اسرع من سائر الهجن، حيث تركض مسافة 5 كيلو فى 6 دقائق، و مسافة 13 كيلو فى أقل من 20 دقيقة.
 
 
و استكمل .. أنه من المعلومات النادرة عن الهجن العربية، والتى لا بعلمها الكثير من الأهالى، أن البدو قد اكتشفوا قدرة الهجن على السباحة و قطع البحار، وقد تم اكتشاف هذا الأمر على يد أحد قبائل البدو فى مصر والذى ركب أحد الهجن و قطع به مسافة مائية، فأقدم على إخبار الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات، و تم الإستعانة ببعض الهجن لنقل الأسلحة فى حرب أكتوبر عام 1973.
 
واختتم حديثه بأن التأمل فى خلق هذه الإبل يؤدى بالإنسان لاكتشاف المعجزات بداية من قدرتها على التعايش فى الصحراء وتحمل الصعاب، و طبع الصبر، حتى قدراتها التى يتم اكتشافها يوما بعد يوم، مطالبا بمنح المزيد من الإهتمام لرياضة الهجن و إعطائها حقها المنشود لتساهم فى الدخل السياحى لمصر، و تنمية الشباب المهتمين بهذه الرياضة تحت رعاية الدولة، بدلا من الجهود الذاتية، و وتأسيس فصائل الهجن النادرة تأسيسا صحيحا ليحقق الإفادة لمصر.