تحدثنا فى الأسابيع الماضية عن الصيف وأنه فرصة للنشاط والنمو، وعن أفضل الطرق لاستخدام الوقت فى الصيف وذكرنا منها: أولاً: تقدير قيمة الوقت. ثانيًا: تنظيم الوقت. ثالثًا: حياة الانضباط.

ونستكمل حديثنا حول:

 
رابعًا: تنمية المهارات:
 
الطريق السهل أحيانًا المنحرف هو بالحقيقة بعيد 180 درجة عن الطريق السليم. وهذا هو اليوم لتبدأ فيه التخلى عن طموحاتك الصغيرة، وتبدأ حياة جديدة مليئة بالنشاط. اليوم يجب أن تبدأ فى استغلال مصادرك الكامنة، وهذا سيعطى لحياتك قيمة جديدة. إن النتيجة ستبهرك لدرجة أنك ستسأل: لماذا انتظرت هذا الوقت الطويل؟ ستجد أن عقلك وذهنك قد امتلآ بالأفكار والابتكارات الجديدة.
 
ولكن أريد أن أحذرك يا عزيزى أن كل إنجاز حقيقى قيمّ له ثمن كبير!.
 
والسؤال الذى يجب أن تجاوبه بكل أمانة بنفسك: ما هو استعدادى لدفع هذا الثمن من الاجتهاد والصبر والتضحية؟.. إن إجابتك مهمة لأن الثمن غالٍ. ولكن إذا كنت تريد أن تصبح ذلك الإنسان الذى خلقت أن تكون عليه.. أعتقد أنك ستكتشف أن تطلعاتك ستصل لعنان السماء، لأن الله دعانا أن نجتهد فى عمل الأعمال الصالحة. إن الوصول إلى الامتياز أو الإبداع، غير قاصر على الجنس أو النوع أو السن أو العمل، فقد تكون عاملاً، أو طالبًا، أو نجارًا، أو معلمًا، أمًا أو أبًا. قد تكون شابًا أو شيخًا، أيًا كان، فإن اليوم اعتبره الأول فى حياتك القادمة، يوم البدايات الجديدة.. ماذا ستفعل بهذه الساعات الثمينة؟..
 
فتيقن أن الصيف:
 
1- فرصة خصبة لتنمى فيها مهاراتك الحالية: أو لتتعلم فيها مهارات لم تكن تعرفها.
 
2- حدد أولاً ما هى هواياتك أو ميولك: ويستحسن أن تكتبها أمامك.. ثم حدد لنفسك مهارة أو أكثر تتمنى أن تكتسبها فى هذه الفترة، وكلما زاد نموك فى مهاراتك نمت معها شخصيتك.
 
3- وهناك مهارات أساسية يجب على كل فرد أن يتقنها: لأنه لا غنى عنها لنمو الشخصية مثل: مهارة القراءة، تعلم لغة أو أكثر، الرياضة الجسدية فى أى مجال ولو بسيط، الكمبيوتر واستخداماته.
 
4- وهناك مهارات فرعية يمكن لأى إنسان أن ينتقى ما يريده منها حسب رغبته مثل: الكشافة والرسم والنحت والرياضة بأنواعها، أو الموسيقى، أو الرحلات والتنقلات والسفر... إلخ.
 
■ ■ ■
 
نصائح هامة:
 
1- أى شىء ينمو بالممارسة والمواظبة، فلا تقلق إن وجدت صعوبة فى أول الأمر.. استمر بصبر وستجد نفسك قادرًا على إتقانه وعمله بسهولة بعد ذلك، بنعمة الله.
 
2- ضع لنفسك خطة مرنة لتتعلم ما تريد تنميته فى نفسك: فالخطة المدروسة المنظمة خير معين لتحقيق أهدافك.
 
3- نمّ فى نفسك الرغبة فى التعلم، وذلك بأن تذكر نفسك بالهدف الذى تسعى إليه: ضع أمامك صورة الشخصية الناجحة التى تتمناها، وتمسك بهذه الصورة، وستجد نفسك يومًا فيومًا تقترب منها.
 
٤- تدرب على قوة الإرادة والجرأة: فالإرادة هى مفتاح نمو الشخصية الإنسانية كلها. بدون الإرادة يتحول الإنسان إلى السلبية والانزواء والفشل.. والإرادة القوية أساس من أساسيات التعلم والتدرب، وتطوير الشخصية، وتغيير الاتجاهات الداخلية. والإرادة تنمو بالتصميم على تحقيق الهدف، وعدم التنازل عن الوصول، إليه مهما كانت التكلفة.. وهى من أهم مفاتيح الوصول للغرض وعدم التراجع أمام الصعاب والاستناد على الله، الذى يكمل الضعف البشرى، ويحول النقص إلى انتصار.
 
■ ■ ■
 
- إن السعى للامتياز فى عملك وفى دراستك، ليس فقط واجبًا عليك، ولكنه ضرورة للتقدم إلى الأمام.
 
- يجب أن نصر أن نعمل أقصى وأحسن ما عندنا فى أى عمل، أو وزنة أو موهبة.. فى العمل الكشفى، فى أداء الترانيم، فى تقديم عمل مسرحى، فى الرياضة، فى الموسيقى ومختلف الفنون.
 
- إن السعى للامتياز واستثمار الوزنات فى الحياة يأخذ وقتًا وعملاً دؤوبا.. فلا يوجد طريق مختصر للجودة والتميز.
 
خامسًا: النمو فى العلاقة بالآخرين:
 
من أجمل ملكات النفس الإنسانية أن تنمو فى العلاقة بالآخرين، لتستمتع بالحياة المثمرة.. وقدرة التعامل مع الآخرين، ويعتبر الحوار واكتساب الأصدقاء من أهم فنون الحياة.
 
- وهذا سينمى مهارات فى فكرك وفى شخصيتك، ويبنى قواعد هامة مثل المحبة، والتسامح، وقدرة التعايش مع الآخرين، والتفاهم، وأسلوب الحوار..
 
- احرص على أن تقرأ كتابًا أو أكثر عن فن التعامل مع الآخرين، وأساليب الحوار، ومناهج تكوين الأصدقاء، ثم أحرص على أن تستفيد وتطبق ما تعلمته على حياتك اليومية.
 
إذا كنت لا تستغل إمكانياتك ومواهبك فاسأل نفسك لماذا؟ لا تقف هكذا، بل افعل شيئًا إيجابيًا.
 
سادسًا: النمو فى العلاقة مع الله:
 
لماذا لا تجعل واحدًا من أهم أهدافك فى الصيف هو تنمية عشرتك مع الله؟ هل تظن أن تنمية كل مهارات شخصيتك السابقة، تغنيك عن فرح العشرة مع الله؟!
 
عزيزى.. الله هو حياتك، وبدونه تفقد الحياة معناها وهدفها، مهما حققت فيها من نجاح... لذلك ضع أمام عينيك أن جزءًا من يومك تقضيه فى محاولة التعرف على الحياة الدينية، مستعينًا بمن يساعدك على ذلك. ضع لنفسك برنامجًا روحيًا فى الصلاة وقراءة الكتب الدينية، وحدد لذلك جزءًا أساسيًا فى يومك، والله معك.
 
* أسقف الشباب العام
 
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليزم