كتب - نعيم يوسف

نشر المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نص كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في عظته الأسبوعية من كنيسة العذراء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
 
وجاء نص كلمة البابا كالأتي:
"تكلمنا في الأسابيع الماضية بمناسبة صوم الرسل في بعض الموضوعات.. الموضوع الأول : نعمة وجود الكنيسة في حياتنا.. الموضوع الثاني : معني كلمة كنيسة من حروف الكلمة.. الموضوع الثالث : الكنيسة والأسرار.. وسوف نتكلم عن الكنيسة والكتاب المقدس ( الكنيسة والقراءات الكنسية)
 
المسيح هو معلمنا الصالح و"الكتاب المقدس هو فم المسيح" وهذا العبارة قالها كثير من القديسين مثل القديس جيروم والقديس أغسطينوس، الإنجيل هو صوت السيد المسيح هو الصوت الذي نسمعه وباقي معنا، لذلك الآباء الرسل بشروا جهاراً ببشارة الإنجيل في كل مكان ولصعوبة التسجيل في هذا الزمن طلب من الآباء الرسل أن يسجلوا هذا الخبر السار الذي هو خلاص المسيح على الصليب "أن المسيح أتي وصلب ومات وقام من أجل الانسان ليعطيه الحياة الأبدية " " هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو ٣: ١٦) وهذه العبارة نسميها "الخبر السار" ومن هنا جائت كلمة الإنجيل (بشارة مفرحة ) وهو إنجيل واحد لأنه خبر واحد ، الكنيسة عندما تنظر للإنجيل تنظر له على أنه صوت المسيح وتريد في كل خدمة توصل لنا صوت المسيح ولذلك في كل إجتماعات الكنيسة والقداسات والعشيات والتسبحة لابد أن يقرأ الإنجيل ، ولأن الكنيسة أم ومعلمه وتريد أن أعيش في عمق الأنجيل ، "الكنيسة على الأرض نسميها عيد والكنيسة في السماء نسميها تسبيح "
 
الكنيسة تؤمن أن كل يوم من أيام السنة في حياتنا على الأرض هو عيد، كل يوم نقرأ السنكسار وأول كلمة فيه "نعيد في هذا اليوم "
 
الكنيسة على الأرض هي عيد وهذا مفهوم مهم جداً لحضور الكنيسة ويجب أن يعرف إبني عندما يذهب لمدارس الأحد أنه يذهب ليفرح فيجب أن نعرف هذا المفهوم نحن نحضر الخدمة الكنسية المتنوعة لنمتليء فرحاً والكنيسة التي في السماء تسبيح والإنسان يسبح وهو فرحان. 
 
الترنيمة تتكون من كلمات ونغمات كلمات تخرج من عقلك والنغمات تخرج من قلبك "قلبي ولساني يسبحان" التسبيح يعني فرح أيضاً 
 
اذن الكنيسة على الارض في جهادها هي عيد وفرح والكنيسة في السماء تسبيح مفرح لا ينتهي. 
 
كيف توزع الكنيسة الإنجيل؟ توزع قراءات الإنجيل حسب كف يدنا 
 
قراءات يوم الآحاد على مدار السنة لها نظام ويشير للمسيح ،وهناك ٤ أنظمة هي قسم الأيام، قسم الصوم الكبير، قسم اسبوع الآلام، قسم الخماسين المقدسة، وفي هذه القراءات كل نظام من الخمسة له هدف تعلمه لنا الكنيسة .
 
١- الآحاد تمثل رمزياً السيد المسيح ونسميه يوم النور" أنا هو نور العالم"، تمثل شخص السيد المسيح في الأقانيم الثلاثة لأن من خلال المسيح نحن فهمنا وعرفنا الثالوث والثالوث حركة الحب ، كل قراءات يوم الاحد مرتبطة بشخص المسيح مباشرتاً وهذا في كل أحاد السنة 
 
فعندما تحضر يوم الاحد هذا الصوت يقدم لك المسيح مباشرتاً (معجزاته، أمثاله ، مقابلاته.....) ونقول لحن " هذا هو اليوم الذي صنعه الرب" لأن الأحد هو العيد الأسبوعي للقيامة. 
 
لو قسم جسم الانسان يقسم على ٧ أجزاء ويكون الجزء الأول الرأس والسيد المسيح هو رأس الكنيسة ويوم الأحد هو رأس الأسبوع.
 
٢- الأيام: كل الأيام ماعدا يوم الأحد" طقس العام" ويتكلم كيف عمل السيد المسيح في حياة الكنيسة والكنيسة بمعنى (الشهداء والقديسين ومناسبات وبناء كنائس....) ، الأيام تمتليء بتذكارات موجودة في السنكسار مثال تذكار الأنبا موسى الأسود وكل يوم له قراءاته حسب مناسبة اليوم ونختار فصول من الإنجيل تتناسب مع المناسبة 
 
٣- الصوم الكبير: نصوم ٤٧ يوم بدون أسبوع الآلام ونضع عليهم ٣ أيام صوم يونان ولهم نظام خاص ، أهم شيء في هذا النظام يتميز بالقراءات النسكية وبها نبوات من العهد القديم ومحور القراءات الجهاد مع النفس لذلك نسمي الصوم الكبير ( زمن التوبة)، وهذا الصوم له نسكياته والأنجيل يلفت نظارنا للجهاد مع النفس.
 
٤-أسبوع الآلام : الإنجيل يريد أن يقول لنا أن الحياة مع المسيح ليست خالية من الآلام وبولس الرسول يقول "من أجلك نمات كل النهار" "لأنه قد وهب لكم لا أن تؤمنوا بل أن تتألموا أيضاً" ويكون ٨ أيام ليصحي الإنسان من الكسل والمظهرية والتهاون وكل ضعفات الانسان يتكلم عن "الامات الطريق "
 
٥- الخماسين المقدسة : يتكلم عن "أفراح الطريق" الأناجيل قصيرة والكنيسة مزينة باللون الأبيض والنغمات كلها فرح ونعيش الفرح لمدة ٥٠ يوم. والكنيسة وهي تتعامل مع القراءات وضعت منهج محكم وثابت من عام لعام.. كلمة الله حياة وفعالة في كل يوم كلمة الله لا تشيخ والتكرار يثبت المعلومة وفي كل مرة نقرأ فقرة من الإنجيل ندخل إلي الأعماق وأعماق الأنجيل لا تنتهي القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ( الكتاب المقدس منجم لآليء) أن الكنيسة تقدم الإنجيل بأفضل صورة ممكنة والأناجيل في القداسات تشرح العظات ، الأحاد تتكلم عن الثالوث وشخص المسيح ، الأيام تتكلم الكنيسة وكل أحداثها ، الصوم الكبير يتكلم عن الجهاد مع النفس وتوبة الإنسان ، أسبوع الآلام يتكلم عن آلام الطريق، والخماسين المقدسة تتكلم عن الفرح. 
 
وهذا التنوع التي تعيشنا في الكنيسة حتي لا يصاب الإنسان بالملل والتنوع في القراءات يوازيه تنوع في الألحان والنغمات وتكون الكنيسة متهلله في كل وقت 
 
التدريب اقرأ القراءات قبل حضور القداس ، الكنيسة معلمه والكتاب المقدس هو فم المسيح .. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد آمين.