كتب - نعيم يوسف
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إهتمام مصر بالعمل الدولي متعدد الأطراف وبمنظمة الأمم المتحدة، وحرصها على الاضطلاع بمسئولياتها تجاه تطوير دور المنظمة بما يسهم في مواجهة التحديات الدولية الراهنة، مشيراً إلى أهمية العمل الجماعي الدولي لإرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار العالمي، ومؤكداً في ذلك الإطار حرص مصر على الاستمرار في المشاركة بفعّالية في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إسهاماً منها في مساندة جهود المنظمة في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين.
 
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم الأربعاء، للسيدة "ماريا فيرناندا اسبينوزا" رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والوفد المرافق لها، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير "ريتشارد ديكتوس" الممثل المقيم للأمم المتحدة بالقاهرة.
 
ومن جانبها؛ أشادت السيدة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بدور مصر المحوري بمنطقة الشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وحرصها على التوصل إلى تسويات سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة. كما ثمنت السيدة "اسبينوزا" مشاركة مصر الفعّالة في مختلف أنشطة الأمم المتحدة والمحافل الدولية متعددة الأطراف، وسعيها للدفاع عن قضايا الدول الأفريقية والنامية، ولاسيما في إطار رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأعرب السيد الرئيس عن تقدير مصر لمساعي السكرتير العام لإصلاح الأمم المتحدة، لاسيما ما يتعلق بإعطاء الأولوية لجهود الوقاية من النزاعات، وتفعيل المنظومة التنموية، وجهود تحقيق السلام، مؤكداً سيادته اعتزاز مصر بالدور الذي اضطلعت به كرئيس لمجموعة الـ77 في تأمين تعامل المجموعة بشكل بناء مع مسارات الإصلاح التي اقترحها السكرتير العام، ومتطلعاً سيادته إلى تحقيق نتائج ملموسة لهذا الإصلاح خاصة فيما يتعلق بتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية وتقوية آليات المسائلة والمحاسبة.
 
وفي إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019، تم التباحث حول سبل تعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، حيث أوضح الرئيس سعي مصر لتحقيق خطوات ملموسة على مسار تحقيق أجندة أفريقيا 2063، ومبادرة الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق 2020، ومواصلة التقدم المحرز في تنفيذ أجندة التنمية 2030 في أفريقيا، واستكمال تعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها.
 
وفيما يتعلق بموضوع الهجرة واللاجئين، أكد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الصدد بشأن أهمية تبني مقاربة دولية شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية لظاهرتي الهجرة واللاجئين تشمل اتخاذ إجراءات اقتصادية وتنموية وسياسية وثقافية وإنسانية، مع التركيز على البعد الإنمائي في الدول المصدرة وكذلك العابرة للتدفقات الكبيرة من المهاجرين واللاجئين، وليس فقط التركيز على الحلول الأمنية.
 
هذا،  أشادت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالجهود المصرية لتعزيز دور ومساهمة المرأة في بناء المجتمع، حيث نوه السيد الرئيس إلى دور المرأة المصرية في مسيرة الوطن ومساهمتها بفعالية في مواجهة ما يحيط بمصر من تحديات، مؤكداً سيادته دعم الدولة لجميع الجهود الهادفة لتمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
 
وكشف السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء تناول أيضاً عدداً من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، ومنها قضية الإرهاب، حيث أكد الرئيس مواصلة مصر تعاونها مع الأمم المتحدة في إطار جهود مكافحة الإرهاب من خلال التنفيذ الكامل لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن حول الإطار الدولي الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي، والذي تمت صياغته بناء على مبادرة مصرية.
كما أكد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، بما يسهم في الحفاظ على وحدة دولها وسلامة أراضيها وصون مقدرات شعوبها التي تضررت وعانت كثيراً خلال السنوات الماضية.