خلال فترة حكم محمد علي، ظهرت محاولات كثيرة   لتطوير التعليم لتكوين طبقة من المتعلمين تعلما مدنيا للاستعانة بهم في القيام باعمال الحكومة والعمران ، وتأسيس جيش وطنى ، عن طريق إرسال بعثات تعليمية . 
 
اكمل من بعده أبناءه السعى نحو تطوير التعليم  ، خاصة الخدبوى سعيد (1854 – 1863)  ومن بعده الخديوى اسماعيل (1863 -1879)  مستعنين بالارساليات الاجنبية ، ودعوة ارساليات كاثوليكية نسائية  المجىءالى مصر لتعليم الفتيات ،  شجع على ذلك  شيوع اللغة الفرنسية فى البلاد ، وقرب ثقافة اوربا الجنوبية فرنسا وايطاليا وعاداتهم نسبيا من عادات المصريين ، ووجود جالية كبيرة من الشوام  تتحدث الفرنسية ،  واهتمام مدارس الارساليات الكاثوليكية بالتربية اكثر من غيرها لى جانب التعليم ، تعمل تحت اشراف رهبان وراهبات  كرسوا حياتهم لرسالة التعليم  .
 
  قدم أفراد الاسلرة العلوية  الارض والاعانات لعدد من الارساليات  لبناء مدارس ففى في سنة 1860م وهب الخديوى اسماعيل أرسالية اخوة المدارس المسيحية مساحة كبيرة من الأرض بحارة زويلة لبناء  مدرسة القديس يوسف فى الخرنفش  . افتتخت سنة 1864 لتستقبل كل من أبناء الفقراء والأغنياء على حد سواء، وأرسل إليها الخديوي إسماعيل 12 من شباب الاسره العلويه بهدف إعدادهم لشغل بعض الوظائف العليا في الدولة ،  الحق بها سنة 1890 افتتح قسم الحقوق، وفي سنة 1907 افتتح قسم التجارة . ، وبلغ عدد مدارسهم 35 مدرسة في أرجاء البلاد.  من تلاميذ مدارس "الفرير" من السياسيين: سعد زغلول مصطفى كامل وإسماعيل صدقي، ومصطفى فهمي باشا وعدلي يكن وعلي صبري وعصمت عبد المجيد. ومن الفنانين: نجيب الريحانى وفريد الأطرش وأنور وجدي ورشدي أباظة، عبد الفتاح القصرى  بالإضافة إلى الشاعر حسين السيد. بلغ عدد المدارس الكاثوليكية فى مصر فى العام 1947 نحو 121 مدرسة ، ليس فى القاهرة والإسكندرية فحسب، بل فى كل مدينة . بعض منها كانت مدارس خيرية لتعليم الفقراء . معظم هذه المدارس تمارس عملها حتى الان ، خرجت رؤساء وزارات و وزراء و قضاة  و قادة جيش و و فنانين .
 
 اقبل المصريين مسلمين ومسيحيين من مختلف الطبقات الاجتماعية  على هذه المدارس . ويقول د. خالد محمد نعيم، مدرس التاريخ الحديث المعاصر بكلية الآداب بجامعة المنيا ، ان مدارس الارساليات الكاثوليكية أثارت تخوف عدد من الاكليروس القبطى الارثوذكسى الدى رأى ان تلك المدارس تبغى تحويل الاقباط الارثوذكس الى كاثوليك  وتغلغل المذهب الكاثوليكى ، فاتجهت فى عهد البابا كيراس الرابع  ( 18504 – 1861) الى انشاء مدارس تابعة لها حملت اسم مدارس "التوفيق" و "الايمان" القبطية . (1)
 
 ذكر المُفكر الإسلامي جمال البنا "أن قدوم الإرساليات المسيحية البروتستانتية والكاثوليكية إلى مصر كان من الأسباب الرئيسية والجوهرية لقيام جماعة الإخوان المسلمين، وأن الجماعة ظهرت كرد فعل لهذه الإرساليات التبشيرية.  . وأضاف البنا أن هذه الإرساليات عندما قدمت إلى مصر أنشأت المستوصفات لعلاج المرضى كما أنشأت المدارس، هذا بخلاف الكنائس، إلا أنها مزجت الخدمات التي كانت تقدمها للناس بنوع من التبشير.. مؤكدًا أن هذه الحقيقة أشار إليها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في بعض كتاباته، حيث توجد في مذكرات الدعوة والداعية لـ"حسن البنا" .  (2) ويقول الباحث الاسلامى  عبده مصطفى دسوقى،  مع ان الارساليات للم تسعى الى  تنصير المسلمين إنما إنصب تبشيرها غلى الاقباط الارثوذكس ،  إلا ان الجماعة (الاخوان المسلمين) عكفت منذ تأسيسها التصدى لنشاطها فى التعليم  فى المدن الصغيرة  . وقاموا فى مؤتمرهم الأول عام 1933م بالإسماعيلية برفع عريضةً إلى الملك فؤاد يطالبون فيها بحماية الشعب المصري من المبشِّرين، وردع هؤلاء المخربين، واقترحوا فرض الرقابة الشديدة
 
على مدارس المبشِّرين ومعاهدهم ودُورهم، وإبعاد كل مَن يثبت للحكومة أنه يعمل على إفساد العقائد. (3)
مدارس جمعية الصعيد للتربية والتنمية
لتعليم الفقراء فى الريف
شهدت الحياة المصرية  خلال الثلاتينينات والاربعينينات من القرن الماضى تنامى الشعور الوطنى، ,وتزايد المطالبة استقلال مصر من الاحتلال الانجليزى والعمل على نهضة مصر مصر ، وتعالى الصراع  بين التحديث والأصالة بفضل كتابات  نخبة  من ابناءه الذين نالوا تعليم حديث  ،  أمثال  محمد لطفى السيد  وطه حسين وقاسم امين  وسلامة موسى وغيرهم ، تمثل فى  كتاب قاسم امين "تحرير المرأة" عام 1899  وكتاب "مستقبل الثقافة في مصر"  لطه حسين عام 1938 ،  وكناب "الفلاح .. عاداته وتقاليده"  سنة 1934 للاب هنرى عيروط ،  كان محتواه جزء من اطروحة علمية نال بموجبها درجة الدكتوراة فى علم الاجتماع من جامعة "ليون" بفرنسا ،و أول دراسة علمية عن الفلاح المصرى ، تعد حتى الان مرجع اساسة فى علم الاجتماع حول الفلاح المصرى  . كتب فى مقدمة بحثه عن أحوال الفلاح  "ونودّ أن نقول للقارئ، إنّنا اعتمدنا في هذا البحث على ما لاحظناه وحققناه بأنفسنا. وقد استغرق منّا البحث والاستقصاء سنين عديدة، كانت فيها المُشاهدة والتحرّي عدتنا، فنحن من مصر، ونعيش بين أهلها عيش المواطنين. وقد امتدت مشاهداتنا وملاحظتنا طوال السنين في مختلف أنحاء الريف؛ حيث لم ننقطع عن المشافهة والمحادثة والبحث والاستقصاء والطواف في أنحاء البلاد ومخالطة الطبقات حبًا في الكشف والاستطلاع حتّى جاء بحثنا نتيجة الملاحظة والتأمّل الطويلين… لقد جاء هذا البحث وليد المشاهدة والتحقيق". وتضمن كتاب وضعه شمل ماجاء فى الاطروحة حمل عنوان :الفلاح .. العادات والتقاليد سنة فصلاً عن حالة الفلاح بعنوان "بؤس الفلاح" جاء فيه:"يتمثّل بؤس الفلاح في صورتين، الأولى بؤسه المادّيّ وحرمانه من مقوّمات حياته الجسميّة، فهو فقيرٌ لا يكاد يجد القوت والملبس والمسكن. أمّا الصورة الأخرى لبؤسه، فهي معنويّة تتمثل في حرمانه من التعليم، وجهله وذلته وهوانه على نفسه وعلى غيره، حتّى أصبح دون المستوى الإنسانيّ من هذه الناحية….. أيُّ ظلمٍ أفدح، وأيُّ وضعٍ أنكى من وضع الفلاح؟ لقد حُرم من نعمة التثقيف والترقية، والتربية والتعليم، ثم عوقب من ولاة  أموره الّذين تجب عليهم المسارعة إلى انتشاله مما هو فيه… تلك المآسي من فقر وجوع وجهل ومرض، من أسبابها التفكّك والتمزّق وانقطاع الصلة بين البلاد، فبين الوجه البحريّ والقبليّ قطيعةٌ وتباعد، ومثل ذلك بين العاصمة وسائر البلاد، الأمر إذن متعلّق بإذكاء الشعور الإنسانيّ في نفس هذا الجمهور الشهيد ورفع الروح المعنويّة لأفراده وجماعاته، وهذا واجب المثقفين من أبنائه، هذه الرسالة السامية، هي رسالة المعلمين ورجال الدين هم قبل غيرهم وهم الذين تدعوهم طبيعة عملهم إلى الاندماج والاختلاط بطبقات الأهالي . وكل من يسهّل هذه الرسالة ويساعد على أدائها، يؤدي للوطن أنبل وأقدس واجب إنسانيّ"   . وخلص فى بحثه الى كون التعليم مدخل اساسى لتنمية الريف وتحسين احوال الفلاحين  .
 
وقد  أتته الفرصة  لاستثممار جهده العلمى وتطبيق نتائج بحثه ،  مع طلب منه الانبا مرقس خزام بطريرك الاقباط الكاثوليك تولى أمر المدارس الكاثوليكية الخيرية التابعة للاباء الفرنسيسكان واليسوعين فى القرى ، بعد ان عجز كلاهما عن التكفل بامرها بسبب  توقف التمويل القادم من بعض الكنائس الكاثوليكية فى اوربا مع نشوب الحربين الاولى والثانية و،لما يتمتع به الاباء اليسوعيين من خبرة طويلة ومتميزة فى حقل التعليم تزيد عن نصف قرن ، وذلك عملا بالعبارة الشهيرة  للعالم الفرنسيسكانى  " فرانسس بيكون  "أما الجانب التربوي فاقصر قاعدة أن يقال لك استشر مدارس اليسوعيين، لأنه لم يجرب ما هو خير منها"    ، بالاضافة الى دراسته واهتمامة الخاص  بقضايا الفلاح المصري والنهوض باحواله .
 
رأى الاب هنرى عيروط ان الخروج من هذه الازمة الطارئة والطويلة التى لايمكن لاحد ان يعرف متى ستنتهى ، يكمن فى تأسيس جمعية أهلية للمدارس الكاثوليكية  للاشراف والانفاق على تلك المدارس  ، من خلال اشتركات  الاعضاء وتبرعات القادرين وأهل الخير من من أبناء الوطن محل الاعتماد على التبرعات الاجنبية ، تحت شعار " تضامن أهل المدينة مع أهل القرية لاجل تعليم الاطفال ، وتحسين أحوال الريف" وبالفعل أسس لاجل هذا الغرض الجمعية المصرية للمدار الكاثوليكة والتى تغير اسمها فيما بعد أكثر من مرة وأصبح الان"جمعية الصعيد للتربية والتنمية"  ، واستعان لنشاطها بمجموعة من المتطوعات من سيدات وفتيات  الطبقة الراقية بالقاهرة والاسكندرية والمدن الكبرى  لجمع الاموال وعدد من الرجال الاثرياء فى مجلس الادارة .  
 
أستطاع الاب عيروط فى سنوات قليلة لاتتعدى 10 سنوات من تمكين تلك المدارس بدورها ، واقامة مدارس جديدة فى عدد من القرى النائية ، حتى وصل عددها 130 مدرسة فى أوائل الخمسينينات  من القرن الماضى ، عدد من تلك المدارس كان يشبه الكتاتيب  يتكون من 3 فصول دراسية ملحقة بكنيسة القرية.  تسير العملية التربوية والتعليمية وفق رؤية تربوية ، مستمدة من خبرة الاباء اليسوعية فى التربية والتى   تقوم على الاهتمام  بكافة جوانب شخصية التلميذ ، لفكرية  والوجدانية  والبدنية  والارادة  "كل الانسان" وليس الجانب العقلى فقط  من خلال استخدام براج تربوية  أضافية ، يقوم التعليم فيها على  الفهم اكثر من التلقين والحفظ "قليل متقن خير من كثير غير متقن" والتعليم الشفهى  ومناهج قصيرة تفتح شهية التلميذ للمعرفة ، واستخدام  حواس التلميد فى التعليم ، اسلوب الاستفهام للتفكير عن طريق طرح الاسئلة التى تولد الاجابة اسئلة جديدة  ، وهى وسيلة اتبعها السيد المسيح فى التعليم «... وأنتم من تقولون إني هو؟» (متى 16 : 13 – 20)  واعتبار ان نجاح التعليم يتوقف على بدياته.  (4)
 
أراد ان يكون التعليم مدخل لتنمية القرية ،  والمدرسة نقطة التقاء الاهالى ( مسلمين ومسيحين / رجال ونساء / اغنياء وفقراء / كبار وصغار)   للحوار والتشاور حول القضايا والمشكلات التى يغيشونها) وتبنى المبادرات والمشروعات  لمواجهتها ، بوحسب التعبير الذى خطه الاب عيروط "  بمثابة القلب فى جسد القرية تضخ فيه الدم للنمو والتنمية والتغيير .
 
 منذ منتصف الستينينات من القرن الماضى تركز نشاط  الجمعية منذ ى منطقة صعيد مصر  لكونها أكثر المناطق حاجة الى التنمية ، وانخفاض مستوى المعيشة خاصة فى الحضر و القرى الاكثر فقرا  ، دون تمييز دينى اوطائفى او نوعى(ذكور/ اناث) . وهى ذات صفة عامة  قانونيا ،  لاينحصر عملها فى بقعة معينة اوطائفة محددة داخل مصر  .
 
تطبق مدارس جمعية الصعيد أهداف الرؤية التربوية وخدمة التنمية الى جانب المناهح الدراسية المقررة من  وزارة التعليم ، برامج تربوية اضافية غير صفية فى أغلب مدارسها . 
 
التعليم غير النظامى     :
على نهج  القديس يوحنا دى لاسال الذى أهتم بتعليم الالاولاد الفقراء و الجانحين والمتشردين فى فرنسا أوائل القرن التاسع عشر  . حيث قام مع مجموعة غير متعلم إنشاء غير نظامية وتعليم الاولاد ، وأسس رهبنة أخوة المدارس المسيحية ( أوائل المؤسسات التي أخذت على عاتقها رعاية الجانحينحتىن)  عبر برامج تعليمية يضعها المعلمين مع الاولاد حسب مستواهم يتلقوها  خارج أوقات عملهم.   قام أحد اخوة المدارس  (فرير اجين) بمبادرة تلعليم الاولاد المتسربين ، تمن  المدارس او الاولاد الذين لم يلتحقوا بالمدارس لظروفهم المعيشية الصعبة بالتعاون مع جمعية الصعيد للتربية والتنمية بقرية البياضية فى ملوى بتجميع الاولاد الذين يرعون الغنم بالقرب من بابور المياه خارج البلد وتعليمهم القراءة والكتابة ومبادىء الحساب وبعض المهارات والمعرفة   ، وانتقلت المبادرة التى عرفت باسم المدرسة الموازية باسم المدرسة الموازية لى 18 قرية مصيغ فيما بعد الى نوع من التعليم غير النظامى .  فى اطار برنامج يمتد 3 سنوات ، يلقى خلالها الدارس مواد تعليمية ترتبط فى الغالب باحتياجاتهم يعدها المنسق (المعلم)  بناء على رغبات الدارسين واحتياجاتهم ، ايام الدراسةومواعيدها يحددها الدراسين بما يناسب مع عملهم فى الحقل أو الورش وخدمة شئون المنزل لدى الفتيات ، لا ىتكلف الدارس  أولياء الامور أى أعباء مالية من رسوم تعليمية ، واستخراج أورق رسمية للالتحاق أو كتب أو زىمدرسى .. بعد اجتياز الدارس أو الدارسة البرنامج الدراسى ، يتقدم لاجتياز امتحان الشهادة الابتدائية ، ثم يتجه  الى سوق العمل أو االلحاق بقطار التعليم . وتقدم المدرسة له  الدعم اللازم للتعليم  . 
التربية المهنية :
 
وفى مجال التدريب المهنى ، والمحافظة على الحرف التراثية من الاندثار  وتطويرها، أنشئت جمعية الصعيد بالتعاون مع  "سيدات الجرال" - وهي حركة مسيحية  نسائية دولية ، للعمل فى مجال التنمية الاجتماعية- أقامت سنة 1960فى مدينة اخميم بمحافطة سوهاج  التى اشتهرت فى الحقبة الفرعونية والقبطية بصناعة النسيج لتعليم الفتيات حرفة صناعة  النسيح وتطريز تصميمات مستوحاة من النقوش التقليدية القبطية والإسلامية ، وتصوير لوحات فنية بالابرة خيوط ملونة على قماش من التل ما تراه الفتيات فى والطبيعة  ومايدور فى داخلهن  : المولد والعرس والنيل والنخيل ولاحتفال بالعيد . بجانب تعليم القراءة والكتابة ومبادى الحساب والمعارف الحياتية .  يضم  المركز نحو 120 فتاة ،. حيث يستقبل المركز الفتيات الاميات والاكثر احتياجا يدأ من سن 15 عاماً فأكثر وتدريبهن لمدة 6 أشهر  على كل أعمال النسيج . ثم توجه بعد لك  للعمل فى المجال الذى برعت فيه . يقوم على ادارة المركز الفتياتبانفسهن  ، حيث توزع بينهن  المسئوليات الادارية المتنوعة.
 
وبالمثل فى قرية  حجازة ف بحافظة قنا شمال شرق مدينة الأقصرالتى اشتهرت منذ زمن طويل بصناعة النجارة من الخشب حيث يوجد بها أجود أنواع الأشجار مثل الربوع والكاي والبرتقال. أقامت جمعية الصعيد مع أخوة يسوع الصغار  سنة 1987ورشة للنجارة  تستقبل الأطفال من سن 6 ـ 15 سنة لتدريبهم على صناعة المضغولات الفنية من الخشب من الأشجار بعد ان تجفف وتخزن لمدة عامين، ثم يتم خرطها أو نحتها حسب المراد ، لانتاج مشغةلات خشبية فنية ذات طابع فرعونى مثل: الكراسي والمناضد الصغيرة / ولوحات فنية منحوتة  ، وتماثيل الطيور والحيوانات وأدوات المطبخ، بألوان الخشب الطبيعية. وتقوم جمعية الصعيد بتسويق المنتجات عبر المعارض  خارج مصر ومعرض سنوي بالقاهرو والاسكندرية والاقصر وداخل معرض دائم  فى مدينة الفسطاط بالقاهرة. 
 
التحديات :
فى أوائل الستينينات من القرن الماضى  رأت الرهبنة اليسوعية ان تسند للاب عيروط مهمات أخرى لمؤسس  لجمعية الصعيد للاب عيروط ،  وتكليف الاب "جلزر"  اليسوعى مهمة ادارة جمعية الصعيد  .
رأى الاب "جلزر" فى ضوء معطيات قانون تنظيم التعليم الذى صدر  عقب قيام ثورة 23 يوليو 1952 فيما سمى  بالفانون 160 لسنة 1958 وتضمن نشر التعليم فى كافة ربوع البلاد وجعل التعليم  الزميا و فى جميع مراحل التعليم  مجانيا  ، واشترط الا تقل المدرسة عن 6 فصول دلااسية متعاقبة .  وبالنالى حتمية تقليص مدارس الجمعية لتماشى مع متطلبات  القانون الجديد من  توافر ينية مدرسة ستة فصول على الاقل ومعمامل ومكتبة للقراءة وخلافة   الى 37 مدرسة  فقط . وعدم حاجة تلك القرى مالى هذه المدارس ع عزم الحكومة نشر التعليم  وجعله الزميا ومجانيا  .  الا ان هذه الفكرة قوبلت باسهجان وثورة عارمة من قبل أعضاء واصدقاء من منطلق القناعة ان مدرسة الجمعية  فى القرية ليست مؤسسة تعليمية فحسب ، وإنما هى مركز اشعاع تنموى فى القرية.  ومع اصرار أعضاء واصدقاء الجمعية على ضرورة استمرار  المدارس رسالتها فى  القرى تقرر صرف النظر عن حل الجمعية ، واسند تولى ادارة الجمعية لعلمانى هو لاستاذ امين فهيم المحامى الذى أكمل مع مجموعة من العلمانيين والعلمانيات مسيرة تلك المدارس على أكمل وجه وانطلق بها الى افاق الريادة فى العمل الاهلى التنموى ىحتى العام 1980.
 
وفى  أواخر التسعينينات من القرن الماضى  ،  عصفت بجمعية العيد  مرة اخرى ازمة طاحنة تناولتها بعض الصحف والمجلات المصرية على  أثر توقف أحدى الهيئات الاساسية الدولية التمويل أصبح تعتمد عليه مرة أخرى مع بداية الستينينات ، كان من أثارها نشوب أزمة داخلية حول نمط الادارة  ، ومسار العلاقة مع الكنيسة المحلية.على اثرها استقال مجلس الادارة ، وتعين مفوض  المستشار ماهر سامى يوسف من قبل وزارة التضامن  لادارة الجمعية بصفة مرقتة لحين  انتخاب مجلس ادارة جديد . بعد شهور قليلة  تم  انتخاب مجلس ادارة جديد يحظى دعم السلطة الكنسية   ، وتبدء الجمعية حقبة جديدة .
 
ااستطاعت الادارة الجديدة بمعاونة الكنيسة تفعيل العلاقة مع الهيئات الكاقوليكية الممولة مرة اخرى. مع محاولات الدولة فى التسعينينات من القرن الماضى   تطوير التعليم ، تزايد تكلفته  التعليم ففكرت ادارة الجمعية  فى حويل عدد قليل من المدارس فى المناطق الاقل فقرا الى مدارس خاصةبمصاريف . حسنت الفكرة فى نظر الادارة المسئولة ، فشرعت فى تحويل كل  مدارس الجمعية الى مدارس خاصة بمصاريف والتخلص من وجع عبء البحث الدائم  ايجاد التمويل اللازم للانفاق على رسالتها ، والتأكيد على مواصلة رعاية بالتلاميذ الفقراء وتقديم اعفاءات فى المصاريف بناء على بحثاجتماعى يحد دنسبة الاعفاء ، ودعمت طلبها للجهات المنية على وجود مدارس حكومية مجانية فى القرية .  ومن سنة لاخرى   مع تصاعد مرتبات المعلمين زخلافه  ارتفعت الرسوم الدراسية ، ومسايرة الاسر الفقيرة هذه الاعباء   ،بعد التلاميذ الفقراء عنها . فقد رأيت بعينى كمدير لتلك المدار لما يزيد عن 10 سنوات  عدد من أمهات التلاميذ  يسددن المصاريف الدراسية  "بيض الاكل"  قوتهم اليومى .  ونحن نردد صدى كلمات الاب هنرى عيروط التى جاءت فى مقدمة كتاب "الفلاحون" اليوم  "وكل من يسهّل هذه الرسالة ويساعد على أدائها، يؤدي للوطن أنبل وأقدس واجب إنسانيّ"   .
1- . د. خالد محمد نعيم ، الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر (1756 - 1986).
 2- في حديث لمراسل "الأقباط متحدون"  بتاريخ 23 /2/2010 ، منشور
  3- الاخوان واصلاح التعليم ،  عبده مصطفى دسوقي  ، موقع اسلام اون لاين 
4 - تاريخ التربية ، مصطفى أمبن ، القاهرة ، الناشر دار الكتب ، المصرية  2019