سليمان شفيق
لم يكن لقمة العشرين أن تمر بدون أن تتطرق إلى بعض ملفات العالم العربي الشائكة، فقد طالب رجب طيب أردوغان بشكل مباشر ولي العهد السعودي بضرورة الكشف عن قتلة جمال خاشقجي، فيما دافع الرئيس الأمريكي عن محمد بن سلمان وقال إنه لا يظن أن ولي العهد كان على علم بما حدث للصحافي السعودي. وفي الملف السوري بدا التعاون والتنسيق الأمريكي الروسي أكثر وضوحا من أي وقت مضى، وفقا لما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد أكد خلال القمة دعم بلاده لمؤسسات ليبيا الوطنية في إشارة إلى خليفة حفتر.

وواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نشاطه اليوم، السبت، في أعمال قمة مجموعة العشرين التي تختتم أعمالها اليوم بمدينة اليابانية، حيث يشارك في ندوة على هامش القمة حول تمكين المرأة.

أوساكا
كما شارك الرئيس السيسى فى جلستي العمل الثالثة والرابعة لقمة مجموعة العشرين.

واجري الرئيس السيسي، مباحثات ثنائية مع عدد من القادة المشاركين في القمة من بينهم أمين عام الامم المتحدة.

وكانت قمة العشرين التي انعقدت في اوساكا اليابنية، قد اصدرت اليوم إعلانا مشتركا تضمن 21 نقطة حول سبل مكافحة الإرهاب. وتتباين وجهات النظر حول مسألة التغير المناخي والتجارة، وبناء علي توجية مصري روسي اكدت القمة التزامها بمكافحة تمويل الارهاب
وأصدرت دول مجموعة العشرين إعلانا مشتركا تضمن 21 نقطة تندد بـ"آفة الارهاب"، في العالم .

ويشدد الإعلان على ما سبق ان اعلنتة القمة السابقة من دعم "مجموعة العمل المالية" وهي هيئة تم إنشاؤها عام 1989 وتصدر توصيات بشكل منتظم لأعضائها ال37 حول سبل مكافحة الإجرام المالي وتمويل الإرهاب.

وأضاف الإعلان "ندعم العملية الجارية لتعزيز عمل مجموعة العمل المالية. نحن نرحب بسعي هذه المجموعة للتزود بغطاء قانوني".

وتابع الإعلان "ندعو جميع الدول الأعضاء إلى ضمان حصول مجموعة العمل المالية على الموارد اللازمة لاتمام مهمتها".

واعتبر الإعلان أنه "بالنسبة إلى تمويل الإرهاب من الضروري ألا يكون هناك أي مكان آمن في العالم".

كما دعا الإعلان إلى اليقظة لكشف وجود أي رابط بين الإرهاب "وأشكال أخرى من الجرائم المنظمة" من تجارة السلاح إلى سرقة الآثار إلى الإتجار
بالمخدرات والبشر

وتدعو مجموعة العشرين أيضا إلى "العمل مع القطاع الخاص خصوصا مزودي خدمات الاتصالات" لتحسين سبل مكافحة الدعاية المتشددة عبر الإنترنت".

وكان قادة مجموعة العشرين قد حذروا، اليوم السبت، من تنامي المخاطر التي تحدق بالاقتصاد العالمي ولكن أحجموا عن إدانة الحماية التجارية واستعاضوا عن ذلك بالدعوة لمناخ تجاري حر ونزيه بعد محادثات وصفها عدد من الأعضاء في المجموعة بأنها صعبة.

وفي بيان صدر في ختام قمتهم التي انعقدت على مدى يومين في أوساكا بغرب اليابان قال القادة إن النمو الاقتصادي العالمي لا يزال ضعيفا، وإن الاحتمالات تتجه للأسوأ مع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية.

وقال البيان "نسعى جاهدين لتوفير مناخ تجاري واستثماري حر نزيه غير منحاز وشفاف ومستقر يمكن التكهن به وإبقاء أسواقنا مفتوحة". وهذا البيان الثاني على التوالي للقمة الذي يحجم عن الدعوة للحاجة لمقاومة الحماية التجارية.

ولكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أخفى انزعاجه وأكد أن ثمة الكثير من الأمور المشتركة بين قادة مجموعة العشرين، من بينها الاعتراف المشترك بحاجة المجموعة لأن تظل المحرك الرئيسي للنمو العالمي.

وعند صياغة بيان القمة حرصت اليابان التي ترأس الاجتماع على إيجاد أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة التي تعارض لغة التنديد بالحماية التجارية والدول الأخرى التي تسعى لتحذير أقوى ضد التوتر التجاري.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي اليوم السبت: "لم تحدث القرارات انفراجة لكن جميع المشاركين أكدوا على التطلع لمواصلة العمل لتحسين نظام التجارة العالمي".

وأضاف: "حقيقة أن الجميع أكد على الحاجة لهذه العملية والاستعداد للعمل تجاه هذه العملة أمر إيجابي بالفعل".
وهزت التبعات واسعة النطاق للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسواق واختبرت عزيمة أعضاء المجموعة إزاء توحيد جبهتهم لتفادي كساد عالمي.

واتفقت الولايات المتحدة والصين على استئناف محادثات التجارة ما يعطي بعض الأمل في إمكانية تسوية أكبر اقتصادين في العالم للنزاع المرير بينهما.
غير أن كريستين لاغارد مدير عام صندوق النقد الدولي حذرت من أن الاقتصاد العالمي يواجه "موقفا صعبا" بسبب النزاعات التجارية وحثت صناع القرار في مجموعة العشرين على خفض الرسوم الجمركية والعقبات الأخرى أمام التجارة.

وقالت" فيما نرحب باستئناف محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، فإن الرسوم التي فرضت بالفعل تكبح الاقتصاد العالمي بينما تحمل القضايا التي لم تحسم الكثير من الضبابية تجاه المستقبل".