خسر بن علي يلدريم مرشح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الانتخابات المعادة لرئاسة بلدية اسطنبول، المدينة الأكبر سكانيا، الأمر الذي قد يكون علامة على انحدار أردوغان سياسيا.

 
ويقول معارضو أردوغان، إن مثل هذه الخسارة علامة على "أفول نجم الرئيس الذي لا يقهر"، وأن ذلك "بداية نهاية" حكمه الذي استمر أكثر من 15 عاما للبلاد.
 
وبينما اكتسب الرئيس التركي سلطات واسعة في ظل نظام رئاسي جديد، سيطر من خلاله على جميع أدوات السلطة، فقد أبقى هناك درجة من الديمقراطية، سعى من خلالها لإضفاء الشرعية على حكمه من خلال صندوق الاقتراع، ليؤكد للمواطنين نزاهة الانتخاب.
 
لكن نتيجة التصويت اليوم على رئاسة بلدية اسطنبول، أظهرت أن شعبية أردوغان في هذه المدينة، والتي استمدت قوتها إلى حد كبير من الخدمات المقدمة لسكانها، قد تضاءلت خلال السنوات الأخيرة، مع توقف طفرة البناء وتراجع الاقتصاد إلى درجة الركود.
 
وكشفت النتائج الأولية للانتخابات، أن سكان حي "أوسكودار" الذي يقطنه أردوغان، صوتوا ضد مرشحه واختارت غالبيتهم مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو (بعد فرز 99% من الأصوات حصل إمام أوغلو على 54.1% من الأصوات فيما حصل يلدريم على 44.8%).
 
لقد حاول حزب أردوغان الحاكم (الحرية والعدالة) عقب الانتخابات التي جرت نهاية مارس الماضي وألغيت لاحقا في مايو الماضي، تغيير نتيجتها التي لم تعجبه، من خلال كسب أصوات الناخبين في اسطنبول في الانتخابات المعادة، إلا أنها تحولت إلى أكبر هزيمة في مسيرته السياسية، ونقطة تحول أنهت سيطرة الحزب الحاكم على المدينة لـ 25 عاما.
 
انتخابات الإعادة في اسطنبول بالنسبة لأردوغان كانت امتحانا حقيقيا لشعبيته، وخصوصا أنه صاحب مقولة: "من يظفر في اسطنبول فإنه سيظفر بتركيا".