تعالوا لنغوص معاً في عدد لا بأس به من هذه الأسئلة التي تبدأ ب”لماذا”، التي من خلالها سنحاول أن نفهم ما يحدث لنا في حياتنا الروحية أو الإجتماعية أو إلخ.

1-لماذا الله لا يتدخل بحياتي؟
–   لأنك لم تفتح له قلبك بعد، لأنك تصرخ إليه ساعدني وفي الوقت عينه لا تسمح له بالدخول بل تركته واقفاً على باب قلبك يقرع كغريب ما، والغريب لا يتدخل بحياتك الشخصية.

–   لأنك فتحت قلبك له، ولكن جعلته ضيف، مجرد ضيف عادي، وأنت تعرف جيداً بأن الضيف لا يتدخل بأمور البيت.

–   لأنك لم تجعله بعد سيّد بيتك، سيّد قلبك، سيّد حياتك. إجعله سيّد وانظر ماذا سيفعل هذا السيّد بك، أمور رائعة لن تصدقها عيناك. تشجّع وإجعله السيّد.

2-لماذا الله لا يجيب على صلواتي؟
–   لأن الصلوات التي تطلبها ربما ليست لخيرك، أنت قد تراها لخيرك أما الله فيراها بنظرة مختلفة فثق بنظرة الله لأنه يعرف خيرك أكثر منك.

–   لأن الصلوات التي تطلبها ربما لم يحن وقتها بعد، انت اطلب واقرع ولكن أترك الوقت لله فهو يعرف أكثر منك متى الوقت المناسب لتحقيقها لأن عندئذ تكون لبنيانك.

–   لأنه حققها بطرق مختلفة عما قد طلبته، وأنت ما زلت تنتظر الطريقة التي تريدها أنت، ما زلت تريد أن يحققها لك كيف أنت تريد. ومن قال لك أن الطريقة التي تنتظر فيها هذا الطلب هي الأصح. أطلب وأترك الطريقة للرب، قد يحققها بأسلوبك ولكن قد يحققها بأسلوب آخر فلا تفرض عليه أسلوبك الخاص، ثق بأن لديه الحكمة أكثر منك.

–   لأن الربّ لا يستجيب الصلوات التي نطلب فيها “الإنتقام والموت والقيام بشرّ وإلخ.”، فلا تجعله إله شرّيراً يرضي رغباتك.

3-لماذا لا أقدر أن أتقبل عيوب الآخرين؟
–   لأنك لا تتقبل عيوبك، وأنت ترفض عيوبك، وغير متصالح مع عيوبك، لأنك قاس مع عيوبك هذه. لا تستطع تقبل عيوب الآخر طالما أنت قاس مع ذاتك وغير متقبل فكرة ضعفك. كن متواضعاً امام ذاتك وأمام الله وأمام الناس وقل نعم أنا إنسان ضعيف لدي عيوبي وسأحاول بنعمة الله معالجتها.

–       لأنك تعتبر نفسك أفضل من الآخر، ولا تصدق بأن لديك عيوبك.

–   لأنك لا تصدق بأن الله يحترم عيوبك، لأنك لا تصدق بأن الله يقبلك مع كل عيوبك. طالما لم تختبر ولم تصدق ولا تؤمن بأن الله يتقبلك مع كل عيوبك، لن تستطيع تقبل الآخر. أصرخ لله وقل له خذ عيوبي وأعيد رسمي من جديد لأعود الإيقونة التي تعكس صورتك أنت.

4-لماذا لا أقدر أن أحبّ وأن أسامح؟
–   لأنك لم تختبر بعد حبّ الله لك، لم تختبر بأنَّك إنسان محبوب من الله أو من أي أحد آخر. الإنسان الذي لم يختبر بأنه محبوب من قبل أحد لا يستطيع أن يحبّ أبداً.

–   لأنك لا تصدق بأن الله قد سامحك. وطالما لم تختبر غفران الله لك لن تستطيع أن تغفر للآخر. الله لا يريد خطاياك يريد قلبك. ثق، أنت إنسان خاطئ ولكن محبوب من الله.

–   لأنك لم تسامح بعد ذاتك على أخطاء إرتكبتها فكيف تنتظر أن تسامح الآخر على ذلك. لأنك متمسّك بالحق الذي قد يكون شيطان كبير مرات عديدة فلن تستطيع الغفران.

–       لأنك تعتبر بأن الغفران هو عملية ضعف فلن تستطيع العفران.

5– لماذا لا أنجح بعلاقتي مع يسوع؟
–   لأن العلاقة لا تنجح إلا برضى الطرفين، الطرف الآخر، يسوع المسيح يريدك الحبيب بحياته، وأنت لا تريده سوى صديق أو رفيق أو أخ أو إلخ. (راجع مقال “من هو الله بحياتك”). تذكر دائماً العلاقة لا تنجح إلا برضى الطرفين، الحب من طرف واحد لا ينجح، تشجع وإجعله الحبيب بحياتك.