مرفق النقل والمواصلات لا يعرف الإجازات والعطلات الرسمية، فهو شريان وعصب الحياة، ويعتبر النقل العام الوسيلة الأكثر استخداماً ليس فى الأعياد والمناسبات فقط بل على مدار العام، فهى الأقل ثمناً للتذكرة مقارنة بنظرائها.

 
«بـ3 جنيه أو 5 جنيه تركب، لا يعرف الكلل أو الملل ولا تعرف الإجازة طريقاً له»، بهذه الكلمات عبر مجدى حسن، رئيس النقابة العامة للعاملين بهيئة النقل العام، عن أهمية مرفق النقل العام للمواطن المصرى باعتباره فى متناول الجميع، قائلاً: «نعمل فى مرفق من المرافق المهمة التى لا يستطيع الناس الاستغناء عنها»، وأضاف «حسن»، لـ«الوطن»: «لا نعرف إجازة العيد والإجازة لا تعرفنا، خاصة أنه بالنسبة لنا هو الاحتفال مع الناس فى الشوارع ومشاركتهم تفاصيل أيامه»، متابعاً: «تشغيل الهيئة خلال الإجازات والمناسبات يكون وفق خطة عمل فى القطاعات المختلفة بالهيئة»، وأوضح رئيس النقابة العامة للعاملين بهيئة النقل العام، أن «الأوتوبيسات لا تخرج بكامل عددها خلال المناسبات، لأن الحركة فى البلد تكون أقل»، متابعاً: «يتم التركيز على الأماكن التى توجد بها حدائق ومنتزهات وأماكن ترفيهية للمواطنين مثل الحديقة الدولية، حديقة الحيوان، والأهرامات، وغيرها من الأماكن التى يعتاد المصريون زيارتها فى الأعياد»، وأشار إلى أنه برغم الصعوبات الكثيرة التى يلقاها العامل بالهيئة بكافة قطاعاتها، إلا أنهم يكونون سعداء وهم وسط الناس ويشاركونهم فرحة العيد، لافتاً إلى «أن الإجازات والأعياد الرسمية من المفترض الحصول على أجر مضاعف، ولكن هذا لا يحدث».
 
وقال رمضان محمد، محصل على خط 1006 من المقطم إلى المظلات «أعمل فى هذه المهنة منذ 27 عاماً، واعتدنا على العمل خلال أيام الأعياد»، مضيفاً لـ«الوطن»: «العمل فى العيد مش كله عسل ولا كله شر ويكفينا دعوة جميلة من راجل عجوز أو ست كبيرة تنسيك أى متاعب»، حسب قوله، وأوضح أن مرفق النقل العام هو عصب البلد، حيث إنه يستقله نحو 80% من المواطنين، مشيراً إلى أن خطة التشغيل يتم اعتمادها قبل العيد بـ15 يوماً بنسبة تشغيل تتراوح ما بين 60 و70%، وقال «رمضان»، إن «الإجازات ممنوعة فى العيد ولكل عامل بالهيئة يوم إجازة فى العيد يختاره كيفما يشاء»، مضيفاً: «أستغل اليوم الذى أحصل عليه فى زيارة الأهل والأقارب والخروج مع العائلة».
 
رئيس الكمسارية: دوريات العمل 24 ساعة.. ومحصل: أعياد 27 سنة قضيتها فى "الأوتوبيس".. وسائق "نقل نهرى": ده موسم ننتظره
 
وقال عبدالفتاح فكرى، رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد، إن «المنظومة بأكملها تكون فى حالة طوارئ خلال أيام الأعياد، ومش بنام علشان الناس ترتاح»، حسب قوله، مشيراً إلى «أن العاملين بالمنظومة اعتادوا على ظروف العمل فى الإجازات والعطلات الرسمية»، وأضاف «فكرى»، لـ«الوطن» أن «جميع العاملين فى السكة الحديد يعملون بكامل قوتهم دون كلل أو ملل، كما أنه يتم الدفع بعربات وقطارات زيادة وذلك لتلبية حاجة العيد»، موضحاً أن العاملين بالسكة الحديد يستبدلون أيام العطلات بأجر كامل على الشامل، ولفت رئيس النقابة إلى «الهيئة اتخذت إجراءاتها الصارمة للتصدى ومواجهة السوق السوداء تزامناً مع حجز تذاكر قطارات عيد الفطر، وهناك رقابة على جميع شبابيك وأكشاك بيع التذاكر بالمحطات، إضافة إلى وجود إجراءات أمنية مشددة داخل وخارج محطات السكة الحديد لتوفير الحماية الأمنية للركاب، وتسيير حركة الركاب من صالة المحطات إلى أرصفة المحطات».
 
وقال سيد عبداللطيف، رئيس رابطة كمسارى مصر، إن «شغلنا هو سندنا فى الحياة، ساعدنى على تكوين بيت وأسرة وتعليم أبناء، ومش معقول يعنى لما يبقى فى أسبوع ولا أسبوعين فى السنة طوارئ أرفض واشتغل بدون نفس» حسب قوله، مضيفاً أنهم «يحصلون على أجر إضافى مقابل العمل خلال الإجازة والعطلة الرسمية»، وأوضح «عبداللطيف»، لـ«الوطن»، أن «أى إنسان يتمنى أن يقضى العيد مع عائلته ولكن نحن نحب عملنا وفخورون أننا نقدم خدمة أساسية للناس، حيث إن السكة الحديد شريان رئيسى للنقل»، متابعاً: «جميع العاملين بالسكة الحديد لا ينامون خلال فترة العيد، وتكون هناك دوريات فى العمل»، وأكد رئيس رابطة كمسارى مصر، أن «نسبة التشغيل تصل إلى 100% خلال العيد، لأن الإجازات تتوقف تماماً»، لافتاً إلى أن فترة العيد تشهد الدفع بقطارات إضافية لتغطية أكبر عدد من المسافرين خلال الإجازة.
 
وأكد علاء محمود، سائق بإحدى شركات النقل الخاص بالوجه القبلى خط القاهرة - أسيوط، أن «العيد بالنسبة له هو الطريق فهو يعمل بالتناوب فى العيد مع زملائه»، مشيراً إلى أن وسائل النقل بكافة أنواعها تعيش حالة من الطوارئ خلال العطلات الرسمية، وقال «علاء»، لـ«الوطن»، إنه «يحاول تعويض أسرته عن غيابه فى العيد بعد انتهاء مرحلة الطوارئ»، مضيفاً: «مسئولية كبيرة أن يكون عملك مرتبطاً بأرواح الناس».
 
وأشار إسماعيل محمد، سائق أوتوبيس نقل نهرى، إلى «أن النقل النهرى ينشط فى المواسم والأعياد، حيث إنها وسيلة مفضلة لدى المئات من المواطنين لقضاء نزهة قصيرة للتجول وسط مياه النيل، باعتباره إحدى وسائل الترفيه والترويج للسياحة فى مصر، علشان كده بنستنى العيد من السنة للسنة، حسب قوله، وأوضح «إسماعيل» أن «الأوتوبيس النهرى بعباراته تصطف على ضفاف النيل، وتبدأ رحلته من «ماسببرو» أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون وحتى مدينة القناطر الخيرية، ثم يعاود رحلته عشرات المرات»، لافتاً إلى أن الأوتوبيس النهرى لم يعد له بريق الماضى، ويعتبر زحام الركاب فى العيد من الأيام التى تعيدنا إلى متعة العهد الجميل للنقل النهرى»، مشيراً إلى «هناك أعياد مثل شم النسيم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بفسحة الأوتوبيس النهرى والقناطر الخيرية»، لافتاً إلى أن الأوتوبيس النهرى الواحد يتسع لـ150 راكباً.