كتبت – أماني موسى
 
بالألوان الطبيعية، يا غولة عينك حمرا، عفاريت الأسفلت، جنة الشياطين، الراقصة والطبال، وأرجوك اعطني هذا الدواء، جميعها أفلام أثرت السينما المصرية من إخراج الراحل أسامة جرجس فوزي، الذي أخرج عددًا لا بأس به من الأفلام التي ناقشت قضايا حساسة كان أبرزهم فيلم بحب السيما، الذي أحدث ضجة كبيرة وقت عرضه.. نورد بالسطور المقبلة بعض لمحات ومحطات من حياة الراحل أسامة جرجس فوزي.
 
ابن المنتج الكبير جرجس فوزي
هو مخرج مصري، من مواليد 19 مارس 1961، تخرج من قسم اﻹخراج بالمعهد العالي للسينما في عام 1984، عمل كمساعد مخرج لفترة طويلة منذ عام 1978، حيث عمل مع عدد كبير من المخرجين منهم حسين كمال ونيازي مصطفى وبركات وأشرف فهمي.
 
انقطاعه لفترة عن العمل وعودته مع المخرج يسري نصر الله
انقطع لفترة ثم عمل مع المخرج شريف عرفة وأنتج له فيلم (الأقزام قادمون)، ثم توقف فترة وعاد مرة اخرى للعمل مع المخرج يسري نصر الله في فيلمه (مرسيدس)، ومع رضوان الكاشف في (ليه يا بنفسج).
 
غفاريت الأسفلت أول تجرة إخراجية له
أما أول تجربة إخراجية له فكانت من خلال فيلم (عفاريت الإسفلت) عام 1995، ونال جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان لوكارنو، ثم (جنة الشياطين) عام 1999 الذي أنتجه الفنان محمود حميدة.
 
وقد شارك في لوكارنو، ونال الجائزة الذهبية في دمشق، ومهرجان خربكا في المغرب، كذلك نال تكريم في معهد العالم العربي في باريس، وشارك في ميلانو. وقدم بعدها فليمان مع الكاتب هاني فوزي وهما (بحب السيما، باﻷلوان الطبيعية).
 
ينتمي لأسرة مسيحية تزوج سلوى خطاب وأشهر إسلامه وانجب ابنه عمر من صحفية
ينتمي أسامة فوزي إلى أسرة مسيحية وهو شقيق المنتج هاني جرجس فوزي، لكن أسامة أشهر إسلامه وتزوج من الفنانة سلوى خطاب، ثم انفصل عنها بالطلاق منذ أواخر التسعينات، وتزوج من الصحفية بالأهرام السيدة صافيناز حشمت وأنجب منها ابنه الوحيد عمرو.
 
توفي في يناير بعد صراع مع المرض في الخمسينات من عمره
وتوفي في يناير 2019 بعد صراع مع المرض وهو في الخمسينات من العمر، وقد شيعت جنازته من مسجد بيفرلى هيلز بالشيخ زايد بحضور عدد من أفراد أسرته القبطية.
 
وعلى الرغم من كونه لم يقدم إلا عدد قليل من الأفلام تبلغ حوالي 4 أفلام، إلا إنه نجح فى أن يكون من أهم المخرجين الواعدين خاصة بعد فيلمه الذي أثار الجدل "بحب السيما " مع ليلى علوى ومحمود حميدة.
 
الشناوي ينعيه مخرج استثنائي هو الأهم في جيل التسعينات
نعاه الناقد الكبير طارق الشناوي، في مقال بالمصري اليوم، قائلاً: "هل يموت الإنسان عندما يقول نكتفى بهذا القدر؟ تلك هى قناعتى، كل شيء مكتوب «وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ»، لكن هناك دائما الأسباب، فمن يملك رغبة فى الحياة لا تبخل عنه الحياة بزمن قادم، ومن يرد أن يقول وداعا، أيضا، تستجب له السماء. 
 
وهكذا توقفت طويلا أمام خبر رحيل المخرج أسامة فوزى الذى كانت لديه رغبة عارمة لاستكمال مشواره فى الدنيا.
 
وأضاف الشناوي، أن فوزي كان لديه العديد من الأفكار السينمائية التي ترفضها سوق السينما، وتابع فى لقاءاتنا الأخيرة رأيته يتدفق ليس فقط حياة، لكن حيوية، وخفةَ ظلٍ وحضورًا، آخر مرة رأيته فيها قبل نحو 10 أيام فى إحدى اللجان السينمائية، لم أجد أى معاناة مباشرة أو مستترة طويلة أو قصيرة، كان لديه مشكلة طفيفة فى أحد صمامات القلب، إلا أنه تعايش معها.
 
وتابع، إنه المخرج الذى يمتلك عالمه ونبضه وتفاصيله التى لا تعبر سوى عن أسامة، هو الأهم فى جيل التسعينيات، بعد حقبة الثمانينيات والذى تضمن أسماء خان وبشارة وداوود والميهى والطيب ونصرالله وعرفة، وعلى اختلاف المذاق الفنى الذى قدمه كل منهم فقد منحونا لمحات خاصة، وأفلامهم امتلكت قدرًا لا ينكر من الحداثة، والجرأة والقدرة على الاقتراب أكثر من خشونة الحياة الواقعية بجمال فنى، جاء أسامة فوزى من رحم هذا المنهج، إلا أنه حافظ على خصوصيته.
وأختتم بقوله، يبقى أن هذا المخرج الاستثنائى كان إيقاعه الفنى فى الإبداع فيلمًا كل خمس سنوات، وهو كما ترى نتاج قليل العدد لكنه قادر على أن يضعه فى قائمة الأهم بين مخرجى جيله.
 
وصيته بعدم إقامة عزاء
 
كتب هاني جرجس فوزي، شقيق المخرج الراحل، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك إثر رحيل شقيقه، أنه لن يقام عزاء لشقيقه، لأنه أوصى بذلك، كاتبًا: "بعتذر جدًا لعدم الرد على التليفون وبشكل كل الناس اللي اتصلوا بيا يعزوني في وفاة أخويا المخرج أسامة فوزي، لا يوجد عزاء لأن دي وصيته.. البقاء لله".