كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
يوافق اليوم ذكرى إعدام الزعيم الإيطالي موسوليني، حيث دخل موسوليني الحرب العالمية الثانية مع دول المحور، و بعد هزيمته، حاول الهروب إلى الشمال، لكن في نهاية شهر أبريل من عام 1945 ، ألقي القبض عليه وأعدمته حركة المقاومة الإيطالية مع أعوانه السبعة عشر بالقرب من بحيرة كومو، أُخذت جثته مع عدد من أعوانه إلى ميلانو إلى محطة للبنزين وعُلقوا رأسًا على عقب حتى يراهم عامة الناس ولتأكيد خبر موته.. نورد بالسطور المقبلة أبرز محطات بحياة موسوليني.

ولد بينيتو أندريا موسوليني في 29 يوليو 1883 - 28 أبريل 1945، هو حاكم إيطاليا ما بين 1922 و1943.

شغل منصب رئيس الدولة الإيطالية ورئيس وزرائها وفي بعض المراحل وزير الخارجية والداخلية، كان موسوليني رئيس وزراء إيطاليا لمدة واحد وعشرون عامًا منذ عام 1922 حتى 1943، وهو يعتبر شخصية محورية في وجود الفاشية وكان يعتبر مؤثر وحليف لادولف هتلر فى نفس الوقت، وفي عام 1943، تم استبدال موسوليني كرئيسًا للوزراء، وقام بشغل منصب رئيس الجمهورية الإيطالية الإشتراكية حتى إعدامه من قبل محاربين ايطاليين في عام 1945.

وُلد موسوليني في قرية صغيرة بشمال إيطاليا، كان والده اليساندرو، يعمل حدادًا، ووالدته، روزا كانت تعمل مدرسة في مدرسة ابتدائية كاثوليكية.

وكان لموسوليني أخ يدعي ارنالدو وأخت تدعي ادفيدج ، وخلال نشأته كان موسوليني طفلا شقيًا وعاصى لاوامر والداه، وكان سريع الغضب ، فتم طرده مرتين من المدرسة لاعتدائه على زملائه بالصف الدراسي.

تخرج من الدراسة وعمل مدرسًا لفترة، ثم انتقل إلى سويسرا في عام 1902،  هربًا من الخدمة العسكرية، ولم يستطع العثور على عمل دائم، وقبض عليه بتهمة التشرد وتم حبسه ليلة، ثم أصبح معلمًا.

وفي عام 1904 بدأ موسوليني يقود اجتماعات الحزب الاشتراكي، داعيًا إلى إضراب عام من أجل إصلاح الأحوال، ما أدى لاعتقاله عدة مرات.

وفي أبريل من عام 1904، أفلت من الإبعاد مجددًا إلى إيطاليا التي حُوكم فيها بتهمة التقاعس عن أداء الواجب العسكري، ثم تحول إلى جامعة لوزان حيث سجل في كلية العلوم الاجتماعية وتابع لبضعة أشهر محاضرات عالم الاجتماع فيلفريدو باريتو والفيلسوف فريدريك نيتشه وجورج سوريل، وأثرت أفكار الماركسي تشارلز بيجوي في بعض أعماله، حيث كان يركز على ضرورة إسقاط الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية عن طريق استخدام العنف، وأَعجب ذلك موسوليني بشدة.

ثم بدأت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ودخلت إيطاليا الحرب، حيث قضى موسوليني عامين بالجيش وبعد انتهاء الحرب كانت إيطاليا تشهد كثيرًا من المشاكل، لم يكن العمل متوفرًا للجنود العائدين من الحرب، والأسعار عالية، ولم يكن باستطاعة الفقراء شراء حاجاتهم، وبدأت الإضرابات تنتشر، وكان موسوليني يؤمن بأن العنف هو السبيل الوحيد لتحقيق العدل.

في عام 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على ليبيا، وقاد موسوليني كأمثاله من الاشتراكيين مظاهرات للتنديد بهذا القرار وتم سجنه لخمسة أشهر بعد موقفه هذا وبعد خروجه من السجن تمّ تعيينه رئيس تحرير لجريدة الحزب الاشتراكي.
لكنه بعد فترة قام بنشر مقالٍ يطالب فيه إيطاليا بالدخول في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء، مما لا يتوافق مع سياسة الحزب وهذا ما أدى إلى طرده.

وبعد طرده من الحزب غير موسوليني أرائه، وانتقل من دعم الاشتراكية والحيادية السلمية إلى دعم القومية والعنف للوصول إلى أهدافه، وقام بتأسيس جريدة لنشر أفكاره، وجمع التبرعات من عدة مصادر أكبرها فرنسا من أجل دعم التدخل بالحرب.

كانت آراؤه تتمحور حول حاجة المجتمع إلى طبقة نخبوية تتولّى قيادته، ولم تكن برأيه هذه الطبقة هي طبقة العمال بالضرورة. وشكلت هذه الآراء أساسًا للحركة الجديدة وهي الفاشية.

كانت جماعة الفاشيين في البداية صغيرة وتتعرض لمضايقات دائمة من الحكومة، لكنهم استمروا في عقد الاجتماعات واختلاف الرأي بين جماعة الفاشيين والاشتراكيين حول دعم الحرب أدى إلى حصول مظاهر من العنف بينهما.

ثم انضم موسوليني إلى الحرب لصالح قوى التحالف لمدة تسعة أشهر لكنه تعرّض إلى إصابة عام 1917 وتم تسريحه وعاد إلى العمل كمحرر في الجريدة. دعم اتباع إيطاليا لساسة العنف في إفريقيا لأنه رأى الأفارقة كطبقة أقل شأنًا من الإيطاليين.
في عام  1925 شغل موسوليني منصب رئيس حكومة، وأصدر عدة قوانين وبرامج تنموية لمواجهة العوائق الاقتصادية التي كانت تواجهها إيطاليا، حيث بنى عدة مزارعٍ للقمح.

وفي عام 1930 أسس مبادرة الذهب من أجل البلد، التي أجبر فيها الناس على التبرع بالذهب الذي يملكونه، حيث تمّ صهره وتحويله إلى سبائك وتوزيعها على البنوك، وسعى بكل جهده لتحويل إيطاليا إلى بلد مكتف ذاتيًا عن طريق تقييد التبادل التجاري مع الدول الأخرى باستثناء ألمانيا.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية دعا موسوليني إلى التحالف مع ألمانيا ضد فرنسا وبريطانيا، لكن الجيش الإيطالي هُزم في ليبيا وفي عدة معارك أخرى، وساءت أوضاع إيطاليا من جميع النواحي وخاصةً الاقتصادية، وبناءً على ذلك انقلب عدة أعضاء من الحكومة على موسوليني وتمّت إقالته والقبض عليه عام 1943 بناءً على أوامر الملك.

بعد شهرين من اعتقاله تمّ إنقاذه واصطحابه إلى إيطاليا لحضور اجتماعٍ مع هتلر وافق موسوليني بعده على تأسيس نظام حكم اشتراكي في المناطق الواقعة تحت السيطرة الألمانية.

في يوم 18 أبريل 1945، بينما الحلفاء على وشك دخول بولندا والروس يزحفون نحو برلين، غادر موسوليني مقر إقامته رغم اعتراضات حراسه الألمان، فظهر في ميلانو ليطلب من أسقف المدينة أن يكون وسيطاً بينه وبين قوات الأنصار للإتفاق على شروط التسليم التي تتضمن إنقاذ رقبته، إلا أن قيادة الأنصار التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي الإيطالي أصدرت أمراً بإعدامه، وتابع هو رحلته بالسيارة متخفياً ومعه عشيقته كلارا ليخوض ما أسماه بمعركة الشرف الكبرى والأخيرة، وعندما وصل إلى مدينة كومو القريبة من الحدود السويسرية تبين أنه كان واهماً وأن أنصاره المخلصين لا يزيدون على عدة عشرات من الأشخاص ، أخذوا ينفَضُّون من حوله بسرعة عندما شاهدوا الزعيم يهذي وبه مس من الجنون. في 25 أبريل كان في كومو مدينة عشيقته " كلارا بيتاتشي " ومنها كتب آخر رسالة له إلى زوجته " راشيل " يطلب منها الهروب إلى سويسرا. في 26 أبريل زاد خوفه ففر إلى ميناجيو مدينة عشيقته الأخرى " أنجيلا ".

محاولة الهرب
حاول موسوليني الهرب مع عشيقته كلارا باختبائه في مؤخرة سيارة نقل متجها إلى الحدود ولكن السائق أوقف السيارة وأمرهم بالنزول وأخذ بندقيته وأخبرهم بأنه قبض عليهم باسم الشعب الإيطالي . اعتُقِل القائد وعشيقته كلارا بيتاتشي في 26 أبريل 1945 في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال البلاد فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا .

في اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبية بإعدام موسيليني وجاء العقيد "فاليريو" الذي انضم سراً للجبهة إلى مكان اعتقال موسوليني وأخبره بأنه جاء لينقذه وطلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الانتظار. ذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة حيث كان في انتظارهم فرقة من الجنود . كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه وحددت 15 شخصا منهم بإعدامهم وفي يوم 29 أبريل تم تجميعهم بما فيهم موسوليني وعشيقته "كلارا" وتم وضعهم مقلوبين من أرجلهم في محطة للبنزين في مدينة ميلانو. وتعتبر هذه الطريقة في الإعدام مخصصة للخونة في روما القديمة التي حاول موسليني إعادة أمجادها .

وعُرِضت جثتاهما مع جثث خمسة قادة فاشيين آخرين في ساحة عامة في ميلانو معلقة من الأرجل أمام محطة لتزويد الوقود، وفي سنة 1957 سُلمت جثة موسوليني لأهله لتُدْفَن قرب مدينته التي ولد بها.