شاركت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، أمس الخميس، فى جلسة طارئة نظمها منتدى السياحة العالمى "World Tourism Forum"، حول الوضع فى دولة سريلانكا بعد الحادث الإرهابى الأخير الذى تعرضت له وتأثير ذلك على حركة السياحة الوافدة إليها، وذلك خلال الفترة من 2 إلى 3 مايو الجارى فى مدينة لوزيرن السويسرية.

 
أدارت الجلسة اردانا كوالا Aradhana Khowala، المدير التنفيذى لقطاع السياحة فى مشروع "نيوم" بالمملكة العربية السعودية، كما شارك فى حضور الجلسة جلوريا جيفارا  Gloria Guevara رئيسة المجلس الدولى للسياحة والسفر WTTC، وايزابيل هيل Isabel Hill رئيسة قطاع السياحة والسفر بوزارة التجارة الأمريكية.
 
وتهدف هذه الجلسة إلى التأكيد على دعم المجتمع الدولى لدولة سريلانكا وغيرها من الدول ومساندتها لتخطى الأزمات التى تتعرض لها، بالإضافة إلى عرض تجارب الدول التى تعرضت للأزمات والحوادث الإرهابية وكيفية تغلبها عليها.
 
وتم اختيار مصر كنموذج لمواجهة الأزمات والتغلب عليها والخروج منها أكثر صلابة، خاصة بعد فوزها بجائزة "الريادة الدولية فى السياحة" هذا العام والتى قدمها المجلس الدولى للسياحة والسفر WTTC ، وذلك تقديرا لجهود الدولة المصرية فى تعزيز قطاع السياحة ليكون أكثر صلابة وقدرة على تحمل الصدمات، بالإضافة إلى الجهود المبذولة فى القطاع الأمنى الذى وضعته الحكومة على رأس أولوياتها.
 
وخلال الجلسة استعرضت الدكتورة رانيا المشاط التجربة المصرية، فى تخطى الأزمات التى تعرضت لها خلال السنوات الماضية والصمود فى مواجهة الصدمات، وتحويلها إلى فرص للاستفادة منها.
 
وأكدت على أن قطاع السياحة فى مصر استطاع أن يتخطى الأزمات التى واجهته من خلال مساندة الحكومة للقطاع الخاص، والتواصل والتعاون المستمر والفعال بين القطاعين الحكومى والخاص، حتى بدأت السياحة تستعيد عافيتها.
 
وأشارت إلى أن الجهود التى بذلتها الدولة المصرية لم تقتصر فقط على تخطى الأزمات، وإنما البدء فى عملية البناء والتطوير والاستمرار فيها، بالإضافة إلى بذل الجهود لتعزيز الأوضاع الأمنية والاستدامة فى الاستثمار فى القطاع الأمنى.
 
كما أكدت الدكتورة رانيا المشاط، على قيام مصر بالتواصل مع العالم الخارجى لنقل الصورة الحقيقية للوضع فى البلاد، وبث رسائل ايجابية للتأكيد على الأمن والأمان الذى تتمتع به، مشيرة إلى أن مصر حققت معدل مرتفع وفقا لمؤشرات الأمن العالمية؛ حيث أصبحت فى مصاف الدول الأكثر أماناً على مستوى العالم، وذلك طبقا للتقرير السنوى لمؤسسة جلوبال جلوب الدولية.
 
ومن جانبها أشارت جلوريا جيفارة رئيسة المجلس الدولى للسياحة والسفر WTTC، إلى أنه بعكس ما يعتقده الجميع، فإن الحوادث الإرهابية ليست أسوأ ما تتعرض له الدول، بل هناك أزمات تأثيرها أكثر وطأة خاصة على قطاع السياحة مثل الاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية.
 
وأكدت ايزابيل هيل، رئيسة قطاع السياحة والسفر بوزارة التجارة الامريكية، على أن أى دولة فى العالم يمكن أن تتعرض للحوادث الإرهابية، إلا أنه لا يجب على أى دولة أن تستسلم فى مواجهة الإرهاب، بل يجب أن يتكاتف الشعب مع الحكومة والقطاع الخاص لمحاربته، كما يجب أن تقف الدول جميعا فى مواجهته.
 
وخلال الجلسة تم إجراء مداخلة عبر الفيديو كونفرانس مع وزير السياحة السريلانكي؛ والذى أعرب خلالها عن حزنه لتعرض بلاده لهذا الحادث الأليم الذى راح ضحيته ابرياء، إلا أنه أكد على أن بلاده ستتخطى هذه الأزمة، ودعا العالم لزيارة بلاده وعدم التأثر بالحادث العارض الذى تعرضت له سريلانكا الذى يمكن أن يحدث فى أى مكان فى العالم، وأكد على أهمية قطاع السياحة فى دعم اقتصاديات الدول، مشيرا إلى أن عائدات السياحة فى بلاده وصلت إلى 5 مليار دولار أمريكى العام الماضى، أى ما يعادل 5% من اقتصاد دولته.