ينظر مراقبون أفارقة إلى الحراك الحاصل في 3 من أهم دول القارة، على كونه مؤشرا إيجابيا من شأنه أن يساعد أفريقيا التي تعاني فقدان الأمن والاستقرار، على استعادة عجلة التنمية والأمن.

وشهدت أفريقيا في السنوات الماضية صراعات دامية وموجة واسعة من الأعمال الإرهابية التي أدت إلى تراجع عجلة التنمية وازدياد الفقر، وفرار الآلاف في مواكب الهجرة عبر البحار.
 
وحسب مراقبين، فإن إعادة الاستقرار إلى الدول الثلاث التي تعتبر الأغنى أفريقيا بسبب مواردها المتنوعة في النفط والغاز، إضافة إلى سلة غذائية وافرة، بإمكانه أن يساعد على عودة الاستقرار للقارة الأفريقية، وعلى استعادة زمام المبادرة، بعد سنوات من التقلبات السياسية التي أوقفت التنمية.
 
وتنظر تجمع دول الساحل والصحراء، التي تعتبر الجزائر وليبيا من أهم أعضائها، إلى أن استقرار الدولتين اللتين تمتكلن أكبر ثروات في القارة، من شأنه أن يساهم في الحد من موجات الهجرة والأعمال الإرهابية التي أقضت مضاجع المنطقة.
 
وتصل كل من ليبيا والجزائر بحدود مع الدول الأفريقية، أصبحت ملاذا وأرضا خصبة لجماعات إرهابية، وأدى نشاطها إلى تدخل دولي بقيادة فرنسا.
 
ومنذ سقوط النظام الليبي السابق بقيادة معمر القذافي، أصبحت الحدود الليبية إلى الجزائر وتشاد والنيجر مسرحا لتنقلات الجماعات الإرهابية، لكن تلك الأعمال بدأت تقل منذ نجحت قوات الجيش الوطني الليبي في السيطرة على عدد من المنافذ جنوبي البلاد.
 
وكانت تقارير أشارت إلى تلقي ميليشيات ليبية الأسلحة والمؤن من السودان، قبل الحراك الذي أطاح الرئيس السابق عمر البشير.
 
وبالمثل، اتهمت الجزائر أن قبضتها الأمنية ارتخت في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، مما أدى إلى موجات من الهجرة الأفريقية نحو الجزائر، وإلى رصد تحركات واسعة لجماعات إرهابية في حدودها مع مالي والنيجر.
 
وحسب محللين، فإن الجزائر التي أطاحت قادة العهد السابق، وكذا السودان الآخذ في التخلص من إرث ثقيل، وليبيا الطامحة في القضاء على الجماعات الإرهابية لاستعادة الأمن والاستقرار، سيمد حراكها واسترارها شمالي وغربي وشرقي القارة بالاستقرار أكثر من أي شئ آخر.
 
وتطمح القارة عبر الاتحاد الأفريقي، إلى تجاوز أزماتها، وعقد شراكات فيما بينها للقضاء على انعدام الأمن السائد.
 
الأمن.. بوابة الاستثمار
 
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قال منتدى أفريقيا 2018 أن إرساء الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية، هو بمثابة استثمار.
 
وأضاف خلال مشاركته بجلسة المنتدى بمدينة شرم الشيخ: "أتصور أن الأمن والاستقرار استثمار، وإذا لم تستقر هذه القارة وتكون معدلات الأمن عالية، سينعكس الأمر بالسلب علينا جميعا لأن العالم بات قرية صغيرة".
 
ويعقد المجتمع الدولي آماله بتصميم الاتحاد الأفريقي على تخليص أفريقيا من النزاعات وتهيئة الظروف المواتية للنمو والتنمية في القارة وفق هدفه المتمثل في "إسكات البنادق بحلول عام 2020"، وخارطة طريق الاتحاد الأفريقي لجعل القارة منطقة خالية من النزاعات بحلول نفس العام، وهي آمال معقودة على استقرار الدول العربية الثلاث التي تطمح لاستعادة دورها الريادي في المنطقة.