أظهرت نتائج أولية غير رسمية لفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية في إندونيسيا، تقدم الرئيس جوكو ويدودو، على منافسه الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو بفارق نحو 13 نقطة مئوية.

 
وأظهر الفرز السريع أن ويدودو حصل على نسبة 56,7 بالمئة من الأصوات مقابل 43,3 بالمئة لبرابوو، وذلك استنادا إلى فرز 51 بالمئة من الأصوات.
 
وأجرى الفرز مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو من بين ما يقارب 40 مركزا معتمدا من قبل لجنة الانتخابات لإجراء فرز سريع غير رسمي للأصوات، استنادا إلى عينات من مراكز اقتراع في أنحاء مختلفة من البلاد.
 
وتشير أغلب استطلاعات الرأي إلى أن ويدودو يتقدم بفارق في خانة العشرات، لكن المعارضة تقول إن التنافس أكثر احتداما، بينما قال برابوو قبل الإدلاء بصوته إنه متفائل بالفوز.
 
منافسة حامية الوطيس
 
وتخللت الحملة الانتخابية سجالات مريرة بين المتنافسين وسط سلسلة من الشائعات انتشرت عبر الإنترنت مستهدفة المرشحين.
 
وركّز ويدودو في حملته على سجله في إنشاء الطرق والمطارات وغيرها من البنى التحتية بينها أول خط لقطارات الأنفاق افتتح في جاكرتا في مارس الماضي.
 
لكن منظمات غير حكومية تنتقد أداء ويدودو في مجال حقوق الإنسان، منددة بازدياد أشكال التمييز ضد الأقليات الدينية والإثنية ومجموعات المثليين وسط تزايد نفوذ المجموعات الإسلامية المحافظة.
 
أما ويدودو وهو مسلم متديّن، فيدافع في خطاباته عن التنوع في إندونيسيا، واختار الداعية الإسلامي المحافظ معروف أمين مرشحا له لمنصب نائب الرئيس. وسعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى حشد دعم الناخبين المسلمين المحافظين، غير أن هذا التوجه يثير قلق الجهات التي تتطلع للتقدم والانفتاح في البلاد.
 
من جانبه، اختار سوبيانتو الذي خسر أمام ويدودو بفارق بسيط في انتخابات 2014، رجل الأعمال البارز ساندياغو أونو البالغ من العمر 49 عاما، مرشحا له في منصب نائب الرئيس في حملته الزاخرة بالشعارات القومية.
 
وأقام سوبيانتو صلات مع المجموعات الإسلامية الأكثر راديكالية ودعا إلى زيادة النفقات الدفاعية والأمنية.
 
وعلى الصعيد الاقتصادي، يفاخر سوبيانتو بسياسته الحمائية بعنوان "إندونيسيا أولا" المستوحاة من حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد وعد بإعادة النظر في الاستثمارات الصينية المقدرة قيمتها بمليارات الدولارات في إندونيسيا.
 
ولطالما أعيقت طموحات المرشح المعارض بصلاته بنظام سوهارتو وهو والد زوجته السابقة، وبتاريخه العسكري المثير للجدل.
 
ماذا بعد؟
 
وقد يصبح اسم الرئيس المنتخب معروفا بحلول ساعة متأخرة من مساء اليوم الأربعاء، لكن النتائج الرسمية النهائية لن تعلن قبل مايو أيار.
 
ومن الممكن تقديم طعون إلى المحكمة الدستورية، وسيكون أمام لجنة مؤلفة من تسعة قضاة 14 يوما للبت فيها.
 
ووصفت الانتخابات التي جرت في إندونيسيا اليوم الأربعاء بأنها أكبر انتخابات تجرى في يوم واحد على مستوى العالم، وهي الأكثر تعقيدا حيث أدلى الناخبون بأصواتهم في خمس بطاقات انتخابية لاختيار الرئيس ونائب له وأعضاء المجلس التشريعي الوطني ومجالس إقليمية ومحلية.