بها إكليل الشوك.. وجزء من الصليب.. وتعرضت للتدنيس أكثر من مرة.. وأعيد ترميمها عدة مرات
 
كتب - نعيم يوسف
أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاءن أن تجديد كاتدرائية "نوتردام"، التي تعد أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية في باريس والعالم، بعد تعرضها للحريق قد يستغرق 5 أعوام.
ونعرض لكم في السطور التالية رحلة بناء هذا التراث الإنساني العريق، حتى آكلتها نيران الحريق.
 
البداية.. كنيسة على أنقاض معبد جوبيتر
حتتى عام 1163، كانت عبارة عن كنيسة فقط، ولكنها تاريخية أيضا، حيث أنها أول كنيسة مسيحية أقيمت في باريس، وأقيمت على أنقاض معبد "جوبيتر الغالو - روماني"، وكانت النسخة الأولى منها كنيسة بديعة أسسها الملك شيلدبرت الأول عام 528.
 
بداية الكاتدرائية
عام 1163، تم وضع حجر الأساس لبناء كاتدرائية نوتردام، بقيادة الأسقف موريس دي سولي، وتم بناؤها على الطراز القوطي، وكان ارتفاع القبة فيها يصل إلى 33 مترًا.
 
بناء خلال 200 عام
استغرق بناء الكاتدرائية نحو 200 عام، وتوالي عليها أكثر من أسقف، ففي عام 1163، تم وضع حجر الأساس وبدأ البناء، وفي عام 1182، تم بناء كاناكاريا وجَوقة الانتهاء، ولكن الأسقف الذي كان يقود العمل، وهو موريس دي سولي، توفى عام 1196، وعلى الرغم من ذلك استمر البناء وبدأ العمل في الواجهة الغربية عام 1200، ولكن عام 1208 توفى الأسقف التالي وهو أوديس دي سولي وكان الصحن على وشك الانتهاء، وعام 1225 تم الانتهاء من الواجهة الغربية، وعام 1250 تم الانتهاء من الأبراج الغربية والشمالية والنافذة الموردة، وحتى عام 1260 تم بناء أجنحة الكنيسة على طراز "رايونانت" بجان دي ثم بيير دي مونروي، وفي الفترة التي تلت ذلك حتى عام 1345، تم استكمال العناصر المتبقية.
تخريب أكثر من مرة.. وحريق هائل
تعرضت للتخريب عام عام 1548، واعتبرها المخربون على أنها وثنية، ولكن أثناء عهد لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر، أعيد ترميمها، وإبان أحداث الثورة الفرنسية عام 1790 عانت الكاتدرائية من تدنيسها أثناء الثورة الفرنسية؛ حيث أُتلفت ودُمّرت الكثير من لوحاتها الدينية، ولكن فيما بعد تم تزايد الاهتمام الشعبي بها، بسبب رواية "أحدب نوتردام"، ما أدى إلى تنفيذ مشروع ترميم عام 1831، وفيه تم إضافة  أبراج الكاتدرائية الشهيرة، ابتداءً من عام 1963، نُظّفت واجهة الكاتدرائية وأعيدت إلى لونها الأصلي. ونفذ مشروع تنظيف وترميم آخر بين عام 1991 وعام 2000، كما تم إطلاق مشروع ترميم أخر فيها عام 2015، واستمر حتى أمس، عندما اندلع الحريق، وآكل الكثير من هذا المعلم الأثري العام، خلال 15 ساعة من الاحتراق.
 
أحداث.. وكنوز
شهدت الكاتدرائية العديد من الأحداث الهامة في تاريخ فرنسا، سواء تتويج ملوك، مثل نابليون بونابرت، أو جنازات الملوك والرؤساء، للجمهورية الفرنسية الثالثة، ويوجد بها الكثير من الكنوز التي لا تقدر بثمن، مثل السّرداب الأثري، وإكليل الشوك, وجزء من صليب المسيح.
عهد جديد بعد الحريق
تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة ترميمها، خلال خمس سنوات، بينما أطلق الفرنسيون حملة للتبرعات لإعادة ترميمها.. فهل ينجحون في إعادة الشيء لأصله؟!