كتب – روماني صبري 
استضاف الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "الحكاية"، المذاع عبر فضائية "ام بي سي مصر" ، كل من الدكتورة سيهار صلاح الدين خبيرة الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية ، الدكتورة سالي الشيخ استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين بطب قصر العيني ، والدكتور مجدي اسحق استشاري طب العائلة والعلاج السلوكي والطب النفسي ، لمناقشة أخطاء الآباء في تربية أبناءهم .
 
مفهوم الألعاب النفسية 
وردا على سؤال "هل يجب تربية الطفل حتى يكون الأول في دراسته ؟" ، قال اسحق : أود أن انظر للقضية من منظور علمي ، حيث صدر في عام 1960 كتاب مشهور جدا اسمه ( الألعاب التي يلعبها الناس) ، وقام بترجمته الدكتور علاء صادق ، رصد مجموعة من الألعاب النفسية التي يلعبها البشر في حياتهم 
.
وتابع ، واحدة من هذه الألعاب لم تذكر في الكتاب لكن تم تطويرها فيما بعد ، وهي أن هناك طلاب يصابون بالاكتئاب النفسي الشديد في مرحلة الثانوية العامة ومنهم من يقرر الانتحار ، نتيجة الضغط النفسي الشديد الذين يتعرضون له من الآباء واستطرد ، زي مثلا عاوزينك تبقى رقم واحد ، لو مجبتش مجموع كويس هيحصلك وهيحصلك ، لازم تبقى دكتور كبير ، عاوزينك مهندس .
 
وأوضح ، في الثانوية العامة بقى بيقرر يعاقب نفسه ويعاقب أهله ، هو ده الجيم بقى ، ويحس أهله وقتها أن ابنهم خاب في الثانوية العامة رغم انه كان شاطر في المرحلة الإعدادية والابتدائية .
 
وشدد على أن ضغط الآباء على ابناهم حتى يكونوا من ضمن المتفوقين دراسيا ، يجعلهم يصابون بالتوتر النفسي ، لأنهم يصارعون أحلامهم من اجل تحقيق أحلام آباءهم .
 
وتابع ، إحنا لما بنضغط على ولادنا في الحتة اللي إحنا شايفينهم فيها ، بيفضلوا يقاوموا لان هما مش كده ، هما ليهم أحلام تانية وطموحات مختلفة ، ومش عيب إني أكون عاوز ابني متفوق ، لكن العيب إني أكون عاوزه متفوق وهو مش قادر يكون كده ، يعني بلبسه بدلة مش على قد مقاسه .
 
وشدد بأنه ينبغي على الآباء النظر إلى التركيبة النفسية لأبنائهم ، والتي بدورها تكشف قدرة استيعابهم على الفهم ، ما يجعلهم يدركون أن الضغط النفسي على أبناءهم سيحول حياتهم إلى جحيم في حالة كانت قدرتهم الاستيعابية ضعيفة .
 
وأشار إلى انه يوجد 20 نوع من التفوق ، لكن الآباء يحصرون التفوق في الدراسة فقط .
 
التفوق ليس معيارا للذكاء 
وبدورها قالت الدكتورة سهيار ، خبير الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية ، أن التفوق الدراسي ليس معيارا للذكاء ، مشيرة إلى أن هناك أنواع أخرى من التفوق بعيدة عن التفوق الدراسي .
 
وأوضحت ، على سبيل المثال عمر خيرت الموسيقار المصري الشهير ، يمتلك ذكاء موسيقيا عاليا ، وهذا لا يعني انه كان متفوقا في دراسته ، واختصت أديب قائلة :" أنت تمتلك ذكاء اجتماعي كبير ولديك القدرة على الإلقاء ، لكن ربما كنت من ضمن التلاميذ غير المتفوقين في طفولتك .
 
وتابعت ، المهم أن عندك موهبة تانية .. عشان كده عاوزين نفهم الأمهات لو ابنك ذكاءه العقلي ضعيف ، متقوليش كده ضاع وهيفشل ، لاعيبة الكورة عندهم قدرة أنهم يحللوا الكورة جاية منين عشان يعرفوا يعترضوها ، ده ذكاء لان مفيش إنسان معندوش ذكاء والذكاء الدراسي مش لكل الناس وفي أطفال عباقرة بيتظلموا بسبب فشلهم الدراسي .
 
الطفل أصبح أداه بالنسبة لأسرته 
وشددت دكتورة سالي الشيخ ، على أن الأهالي يريدون من أبنائهم أن يحققوا لهم ما فشلوا فيه ولم يستطيعوا تحقيقه في شبابهم أو طفولتهم ، ما يجعلهم يضغطون عليهم حتى يكونوا الأفضل دراسيا .
 
وتابعت ، الطفل أصبح أداه لتحقيق أحلام وأماني أسرته ، لازم افهم الأول قدرات ابني العقلية وقدراته النفسية هل هيقدر يكون متفوق ولا لاء ، لازم يكون متقدما حسب إمكانياته العقلية والذهنية والنفسية ، وهعرف ده من خلال تعاملي معاه يوميا .