أول أمس الأربعاء، حضرت ربة منزل إلى قسم شرطة الوراق في قطاع شمال الجيزة للإبلاغ عن تغيب زوجها "أحمد.ا"، وأنها انتظرت قدومه لمسكنها في موعده اليومي بعد انتهاء عمله في محله سوبر ماركت دون جدوى.

 
عمد رجال المباحث إلى اتباع الخطوات المعتادة في مثل تلك البلاغات، تم فحص علاقات الشخص المُبلغ باختفائه والوقوف على وجود خصومات بينه وبين آخرين قد ترقى للقتل فضلا عن تتبع هاتفه المحمول بالتنسيق مع قسم المساعدات الفنية بمديرية أمن الجيزة.
 
في وقت متأخر من المساء، وصلت تحريات المباحث إلى أن آخر مكان شوهد فيه "أحمد" كان صعوده عقارا سكنيا بمنطقة معهد الأبحاث بدائرة القسم، فتم استصدار إذن من النيابة العامة لمداهمة الشقة.
 
صباح الخميس، قطع صوت سارينة سيارات الشرطة حالة الهدوء في المنطقة، توقفت القوات أمام أحد العقارات. ترجل رجال المباحث نحو وجهتهم. صعد رجال الشرطة درجات السُلم وصولا إلى الشقة حيث يتواجد المُبلغ باختبائه وتبين أنها مغلقة، فتم كسر الباب حيث كانت الفاجعة حاضرة.
 
آثار الدماء تشكل خطا مستقيما نحو غرفة النوم حيث عُثر على حقيبة بداخلها رأس بشرية وإلى جوارها كرتونة كبيرة الحجم بفحصها تبين وجود جسد بدون رأس مع عدم وجود بعثرة في محتويات الشقة أو آثار كسر بالنوافذ.
 
فور تلقيه البلاغ، شكل اللواء محمد عبد التواب نائب مدير مباحث الجيزة فريق بحث بالتنسيق مع قطاع الأمن العام يترأسه العميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لقطاع الشمال؛ لكشف ملابسات الواقعة.
 
التحريات التي شارك فيها المقدم أمثل حرحش وكيل الفرقة أكدت أن علاقة غير شرعية بين المجني عليه "أحمد.ا" 34 سنة، صاحب محل سوبر ماركت، وربة منزل تدعى "س" 33 سنة، وأنها كان يتردد عليها في المنزل في غياب زوجها، إلا أن ثمة خلاف وقع بينهما مؤخرا، هددها الضحية بفضح علاقتهما لدى أسرتها، مما أثار مخاوفها.
 
حسب جهود البحث للرائد هاني مندور ومعاونه النقيب طاهر صالح اتفقت العشيقة مع زوجها وشقيقها على التخلص منه، واستدرجته إلى شقته حيث كانا في انتظاره وانهالا عليه بالضرب، وأدراه قتيلا وفصلا رأسه عن جسده، ووضعها الرأس في حقيبة والجسد في "كرتونة"، وفروا هاربين.
 
التحريات والفحص رجحتا هروب المتهمين الثلاثة إلى مسقط رأسهم بمحافظة سوهاج للاختباء بعيدا عن ملاحقات الشرطة، ليوجه اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بالتنسيق مع أمن سوهاج لسرعة ضبطهم.