هانى لبيب
أتذكر أنه منذ عدة سنوات.. تم إطلاق مبادرة عالمية.. تهدف إلى إطفاء الأنوار لمدة ساعة فقط على مستوى العالم للإسهام فى ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية. وفى الوقت نفسه، توجيه دعوة للدول الصناعية الكبرى لمواجهة سياساتها من أجل الحد من الانبعاثات الحرارية من المشروعات الصناعية، التى تؤثر سلباً على المناخ العالمى. وهو ما عُرف بعد ذلك بـ«ساعة الأرض».

فى عام 2009، أُطلقت حملة تحت عنوان «أعطِ صوتك للأرض».. كنوع من التضامن مع مختلف شعوب العالم فى توفير الطاقة وتخفيف الاحتباس الحرارى للغلاف الجوى.. بمشاركة العديد من دول العالم لإعلان تضامنهم فى التصدى لمشكلات استنزاف الموارد.. خاصة فيما يتعلق بالمتغيرات المناخية، التى تتأثر بالتلوث المتزايد على الأرض.

للأسف الشديد، يعانى المجتمع المصرى من إهدار ضخم فى الطاقة الكهربائية، وهو أمر جاوز المواطن المصرى العادى فى حدوده سواء فى المنزل أو فى العمل.. ليصل إلى المنشآت والمؤسسات والوزارات التى يتم فى بعضها ترك بعض الأنوار مضاءة وبعض الأجهزة تعمل بدون داعٍ وبدون حاجة بعد انتهاء يوم عمل وإلى بداية يوم عمل اليوم التالى. بالإضافة إلى الظاهرة المتكررة فيما يحدث من ترك إنارة أعمدة بعض الشوارع وبعض الكبارى مضاءة ليلاً ونهاراً بدون سبب واضح.. وهو ما يلحظه كل مَن يمر فى شارع شبرا وشارع رمسيس وشارع جامعة الدول العربية وشارع الخليفة المأمون وكوبرى 6 أكتوبر وكوبرى 15 مايو. إنها مجرد نماذج دالة على إهدار الطاقة الكهربائية.

ذكر لى أحد الأصدقاء المتخصصين فى التنمية البشرية.. بمناسبة مبادرة «ساعة الأرض»، أن تخفيض عدد ساعة واحدة فقط من إجمالى عدد ساعات العمل، خاصة فى المكاتب الإدارية غير التنفيذية من شأنه أن يوفر ما يقرب من 10% من استهلاك الكهرباء المعتاد. وهو ما يعنى خفضاً للتكلفة الفعلية لاستهلاك الكهرباء من جانب، وخفضاً للتلوث المستمر من محطات توليد الكهرباء من جانب آخر. وما يترتب على ذلك من خفض تكلفة الصيانة الفعلية، وزيادة صلاحية العمل، فى ظل ما تؤكده جميع الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية من أن صافى عدد ساعات العمل فى مصر للعديد من موظفى الحكومة لا يقارن بأى حال من الأحوال بما يقضونه من وقت فى محل عملهم.

«ساعة الأرض» هى حدث عالمى سنوى ينظمه «الصندوق العالمى للطبيعة»، ويتم من خلاله تشجيع المواطنين وكافة مكونات المجتمع على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة بالتوقيت المحلى لكل دولة فى يوم السبت الأخير من شهر مارس كل عام، وذلك لرفع الوعى بخطر التغير المناخى.

بدأت الفكرة من مدينة سيدنى الأسترالية عام 2007، ومنذ بداية الدعوة.. زاد عدد المدن والقرى المشاركة حسب بعض التقديرات حتى أصبح يتجاوز 10000 مدينة وقرية حول العالم.

مبادرة «ساعة الأرض» تهدف إلى خلق مبادرات عديدة من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء والماء ومحاربة التلوث، والإسهام فى عمليات إعادة التدوير وترشيد الاستهلاك.

نقطة ومن أول السطر..
«اطفى النور يوم 30 مارس ساعة واحدة فقط من الساعة 8:30 إلى 9:30 م».
نقلا عن الوطن